تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تفجيرات بغداد ..وإرهاب القاعدة

شؤون سياسية
الخميس 21-6-2012
محرز العلي

التفجيرات الإرهابية التي شهدتها عدة محافظات عراقية وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى المدنيين الذين يزورون الأماكن المقدسة وعناصر الجيش وقوى الأمن تأتي في إطار مخطط عدواني يستهدف الشعب العراقي

عبر إذكاء الخلافات المذهبية و الاقتتال الداخلي وبث الفوضى والرعب بين المواطنين وبالتالي استنزاف طاقات العراق وموارده التي يفترض أن تسخر لبناء العراق وتأمين احتياجات المواطنين وبناء ما دمره الغزو الأميركي البريطاني البغيض لهذا البلد العربي الشقيق .‏‏

تنظيم القاعدة الذي تبنى التفجيرات الدامية بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وغيرها من وسائل القتل هو من صنيعة الاحتلال الأميركي الذي رحل مهزوما بفعل المقاومة الوطنية العراقية لكنه خلق وراءه أذرعاً إرهابية يحركها في الوقت الذي يريد عبر ارتكاب جرائم مروعة ليؤكد بذلك حقده على الشعب العراقي وانتقامه من مقاومته البطلة التي أذاقت العدو الأميركي مرارة الكأس الذي تجرعه العراقيون نتيجة الغزو البغيض وأساليب التعذيب الذي انتهجته قوات الاحتلال ضد المدنيين الآمنين.‏‏

لقد استغلت الدول التي تتربص شرا بالعراق الخلافات السياسية بين مكونات القوى العراقية و حاولت بث الفوضى عبر زعانفها الإرهابية في الداخل من أجل النيل من مواقف العراق على الصعيد العربي و الإقليمي وبالتالي التمهيد لتقسيم العراق إلى كانتونات صغيرة و ضعيفة يسهل على هذه الدول الاستعمارية السيطرة عليها ونهب ثرواتها و جعل قرارها الوطني عرضة للضغوطات الخارجية الأمر الذي يتطلب التنبه لهذه المخاطر المحدقة بالعراق من جميع المواطنين الذين يسعون إلى بسط الأمن والاستقرار في ربوع العراق و الحفاظ على أمنه ووحدة أراضيه .‏‏

اللافت في الأمر أن الأسلوب المتبع من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة في تنفيذ هذه الأعمال الإجرامية في المدن العراقية يشابه تماما الأسلوب الذي استخدمته الجماعات الإرهابية التكفيرية الوهابية في التفجيرات التي طالت عدة مدن سورية لجهة استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وغيرها من أساليب القتل والتنكيل، الأمر الذي يؤكد أن القوى الباغية التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال و السلاح وتستهدف الشعب العراقي هي نفسها التي تقف وراء الأعمال الإجرامية في سورية وبالتالي فإن الدماء الطاهرة التي سالت على الأراضي العراقية هي ذاتها التي سالت على ارض سورية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن الإرهاب لا دين له و لا موطن و أنه أسلوب تستخدمه الدول الاستعمارية و عملاؤها في المنطقة من أجل تنفيذ أجندات تخدم مشروع الشرق الأوسط الكبير و الذي يصب في المحصلة في خدمة الكيان الصهيوني . الأعمال الإرهابية التي أخذت شكلا تصاعديا منذ بداية عام 2012 وحتى الآن والتي تقف وراءها قوى دولية وعربية عبر دعمها للأذرع الإرهابية التي زرعها الاحتلال الأميركي قبل رحيله ومن أخطرها تنظيم القاعدة (دولة العراق الإسلامية )إنما هي محاولات لشق الصف العراقي عبر استغلال الخلافات السياسية وبالتالي نسف ما تحقق من انجازات على طريق استعادة عافية العراق من الجرح النازف الذي خلفه الاحتلال على مدى تسع سنوات و العودة بالعراق إلى المربع الأول وفي ذلك رسالة من الجانب الأميركي وعصاباته مفادها أنهم مازالوا موجودين وقادرين على اللعب في مقدرات العراق الأمر الذي يستدعي المزيد من الجهد لمكافحة العنف والإرهاب والقضاء على الإرهابيين أذناب الاستعمار وأدواته المأجورة الذين يحاولون زعزعة امن واستقرار الشعب العراقي .‏‏

لقد أدانت سورية الأعمال الإرهابية الجبانة التي طالت المدن العراقية وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى مؤكدة تضامنها مع الشعب العراقي ووقوفها إلى جانبه في محاربته للإرهاب المدعوم من قبل الدول الاستعمارية وللأسف من بعض الدول العربية ولاسيما قطر والسعودية اللتين تغذيان الإرهاب عبر دعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح وتشجيعها على ارتكاب الجرائم ومحاولة التستر عليها بحجج واهية بعيدة كل البعد عن حقيقة أهدافها القذرة التي لا تخدم سوى مصالح الدول الامبريالية على حساب مصالح الشعوب العربية وكرامتها وسيادتها .‏‏

ما يحدث في ارض العراق الشقيق من أعمال إرهابية تطال المدنيين الأبرياء وتستهدف إضعاف العراق وارباك قادته بمسائل داخلية وخلافات سياسية ليبق العراق تحت الوصاية الدولية ممثلة بالبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي مازال يرزح تحته ويعاني من ويلاته منذ عام 1991 كل ذلك يتطلب من القوى السياسية العراقية التنبه للمؤشرات الخطيرة ضد العراق وشعبه والتي بشر بها عراب التقسيم جو بايدن وبالتالي العمل على تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية او الحزبية والرد على مخططات القوى التي تدعم الفوضى والعنف والإرهاب برص الصفوف لقطع الطريق على ضرب موقع العراق ودوره العربي والإقليمي وصولا إلى عراق آمن ومستقر وعصي على التدخلات في شؤونه الداخلية وبما يحقق تطلعات العراقيين في العيش الكريم والحفاظ على وحدة العراق أرضا mohrzali@gmail.com ">وشعبا.‏‏

mohrzali@gmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية