لكن الخطر يكمن في اللعب على أوتار المذهبية والطائفية والإثنية والقبلية، وخلق فتن تمزق وحدة الشعب وتجهض أحلامه وتريح الكيان الصهيوني ، وتخدم المشروع الأميركي .
ويكمن الخطر في انخداع بعض القوى ، خاصة القوى الفاعلة والمنظمة ، بوعود أميركية بتسليمها السلطة مقابل التسليم بالمشروع الأميركي والاغتصاب الصهيوني ،واجهاض الحراك الشعبي بديمقراطيات مزيفة .
ميزان الحكم على أي تحرك شعبي هو الموقف الواضح والمعلن من المشروع الأميركي - الصهيوني.وأي قوة سياسية تتحالف أو تتعاون مع أميركا أو امتدادها الأطلسي ، هي قوة خائنة وعميلة وثورتها مزيفة ومشبوهة .
إن الثورة الحقيقية هي التي تنطلق من موقع الرفض والممانعة والمقاومة للمشروع الأميركي - الصهيوني، وإذا كانت الاحتجاجات العربية تفتح أبواب الأمل لمستقبل أفضل،فالفضل يعود إلى قوى الممانعة والمقاومة التي أوقفت تمددمشروع الهيمنة الأميركية في العراق ولبنان وفلسطين ، وأصابته بمواجع أليمة وصولاً إلى الانهيار المالي . وبسبب ذلك أصبح أي تفكير أميركي بحرب جديدة هو ضرب من الجنون.
الإصلاح مطلب ملح وضروري لكل الدول العربية ، لكن الإصلاح يكون على قاعدة وحدة الوطن والمساواة بين جميع المواطنين من دون أي تمييز، وعلى أساس الحرية إما أن ننجح في تحقيق الإصلاح وبناء دول عصرية متضامنة في جبهة عربية واحدة ، لخلق عالم عربي له مكانته في العالم، أونسقط في فخ المشروع الأميركي - الصهيوني الهادف إلى تقسيمنا وتفتيتنا إلى إثنيات ومذاهب وقبائل تدور في فلك المشروع الصهيوني ، وتعزز الهيمنة الأميركية في استراتيجيتها للسيطرة على العالم .
إما عالم عربي متحرر من التبعية والهيمنة الغربية، قوي وموحد وفاعل ، وإما شرق أوسط مفتت في خدمة المشروع الأميركي . نتائج الصراع تحدد مستقبل المنطقة والعالم.