تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طرائف على الموائد ..

ســاخرة
الخميس 21-6-2012
 أحمد بوبس

الخمرة مشروب عريق له تاريخه الطويل جداً. نال اهتمام الشعراء، وذكرت الخمرة في الشعر الجاهلي والعصور التالية، حتى صنفت قصائد وأشعار عنه تحت عنوان (الخمريات)، كخمريات الأعشى وأبي النواس والأخطل (الشاعر الأموي) وغيرهم. وكما أن للخمرة شعرها كذلك لها طرائفها.

- من ذلك أن الأديب والصحفي اللبناني طانيوس عبده (1869- 1936) كان يحب الخمرة، لأنها على حد اعتقاده مفتاح القريحة ومفجرة الإلهام ومنطقة اللسان. وذات يوم زاره صديق له وكان كاهناً ورعاً تقياً، وشاهده يتناول الخمرة. فقال له بلهجة النصح:‏‏

- إن اكبر أعدائك ياأخي هي الخمرة.‏‏

فضحك طانيوس عبده ورد على الكاهن قائلاً:‏‏

- ألا يقول الكتاب المقدس الذي تعلموننا إياه (أحبوا أعداءكم).‏‏

فأجابه الكاهن وكان حاد الذكاء:‏‏

- أجل قال الانجيل (أحبوا أعداءكم) ولم يقل ابتلعوهم!!‏‏

ومن أشعار عبده طانيوس في الخمرة:‏‏

وعوّدني الزمان على التأسي‏‏

ولولا حـيلـتي لقتـلت نفــسي‏‏

فصرت إذا يئست سألت كأسي‏‏

فقالـت إنـه عــمر ويمـسي‏‏

- وفي نيسان من عام 1996جمعنا حفل عشاء أقامته نقابة الفنانين في حمص بمناسبة إقامة اسبوع الثقافة الموسيقية. وكان يجلس قبالتي أحد الأصدقاء، ويضع على الجانب الأيسر منه كأساً من الخمرة يرتشف منها بين فينة وأخرى رشفة. فقلت له مداعباً:‏‏

- أما تعلم ياأستاذ عبد أن الخمرة محرمة؟‏‏

فقال لي:‏‏

- ومادليلك في ذلك؟‏‏

فقلت له:‏‏

- الآية القرآنية الكريمة التي تقول (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه).‏‏

فقال لي:‏‏

- وها أنا اجتنبت الكأس، أي وضعتها بجانبي ولم أضعها أمامي.‏‏

- والممثل المصري عباس فارس اشتهر في السينما بأدواره الشريرة التي كان يكثر فيها من تناول الخمرة، حتى لقب بسكير السينما العربية. ولكنه في الواقع كان رجلاً تقياً ورعاً، لايشرب الخمرة ولايدخن. ومرة كان يسير في الشارع، فشاهد بعض الشباب يتناولون الخمرة، فجلس ينصحهم بالابتعاد عنه الخمرة لكونها محرمة، وأخذ يشرح مضارها. فما كان من احد الشباب إلا أن صرخ في وجهه قائلاً:‏‏

- تنصحنا بترك الخمرة وأنت أكبر سكير. كم مرة شاهدناك في الأفلام تشرب الخمرة.‏‏

فقال له عباس فارس:‏‏

- ياابني هذا تمثيل. وماتشاهدونه ليس خمرة إنما هو حليب.‏‏

لكن الشباب لم يقتنعوا، وهموا بضربه لولا انه هرب منهم ناجياً بجلده.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية