أن الظريفات كن يتخذن القلانس اللطاف- والقلنسوة غطاء للرأس يشبه القبعة- يضعنها على رؤوسهن للتزيين- ويجعلنها من الديباج في أغلب الأحايين-الديباج من الفارسية: قماش سداده ولحمته من الحرير الخالص وينقش عليها الشعر الرقيق الحلو، فقد كتبت «علل» جارية محمد بن المأمون على قلنسوتها من الديباج:
ما يمل الحبيب طول التجني
لبلائي به ولا الصد عني
ونقشت«بنان» على قلنسوة جارية لها- وكأنها كانت رسولاً إلى الحبيب:
إن كنت خنت ولم أضمر خيانتكم
فالله يأخذ ممن خان أو ظلما
سماحة من محب خان صاحبه
ما خان قط محب يعرف الكرما.