عملت مع الراحل عادل أبو شنب في صحيفة تشرين العام 1976 حين كلفت بتأسيسها الأستاذ الراحل جلال فاروق الشريف شيخ الصحافة السورية وكان من زملائنا الدكتور غسان الرفاعي والناقد الراحل محيي الدين صبحي والناقد السينمائي الأردني الراحل حسان أبو غنيمة والشاعر الراحل محمد الماغوط الذي كان يتداول زاويةً يومية مع القاص الكبير زكريا تامر أمد الله في عمره وتعمقت الصلات بيننا كأسرة تحرير وبين الأدباء المستكتبين إلى حد أننا كنا نتناول الوجبات السريعة مع الشاي في مكاتبنا.
وفي أحد الأيام من عام 1978 دخل عادل وباوسني وهو الوقور الجاد ودائماً فعجبت ولكي يزول عجبي بادرني قائلاً هذا آخر عدد من مجلة الموقف الأدبي وفيه تعليقك الرائع حول قصة قصيرة نشرتها لي المجلة في العدد الماضي وعنوانها (من أي قبيلةِ أنت؟!) فحوى القصة أن شابين عربيين تجمعهما المصادفة في ملهى ليلي بلندن حيث يحتسيان كؤوس الوسكي مع الغانيات في الملهى وفي آخر الليل حيث كان إنصراف كل منهما إلى فندقه يمتد بهما حبل التعارف فيكون الختام من أي قبيلة أنت؟!
وختمت تعليقي أن عادل في هذه القصة يزيح الستار عن زيف القشرة الحضارية لمثقفي البورجوازية الكولونيالية العربية.
ومرت بعد ذلك السنون وغادرت دمشق إلى جبلة وكنت حين أزور العاصمة أقصد أول ما أقصد مقهى الهافانا حيث عادل يشرب قهوته ويكتب مقالاته الصحفية العذبة ومعظمها من بوح ذكرياته مع كبار الأدباء والفنانين وأحياء دمشق القديمة رحم الله عادل أبو شنب فقد كان الحالة النموذجية للصحفي والأديب المبدع.