تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حتى آخر رمق..

أروقة محلية
الخميس 21-6-2012
مريم ابراهيم

هم تجار الأزمات وضعاف النفوس كما قيل عنهم ووصفوا به وحتى إن لم يكن هناك أزمة لا يألون جهدا لخلق الأزمات ليتاجروا بها بأبشع الأساليب التي يبتكرونها دراسة وفنونا

شتى والهدف واحد هو الربح ثم الربح والحصاد المادي الفاحش على حساب الآخرين آيا كان هؤلاء الآخرين حتى لو كانوا من ذوي القربى لهم فلا يهم لأن المنفعة المادية هي الأولوية الأولى والأهم في جدول ترتيباتهم واعتباراتهم ليثبتوا أنهم بحق يستحقون الوصف والقول بجدارة تفوق كل تصور.‏‏

وها هم تجار الأزمات عناوين بارزة لأزمة الغاز التي أخذت تتفاقم أكثر وأكثر وخلقت مشهدا عاما بتنا نلحظه يوميا أمام مراكز توزيع الغاز حيث الازدحام والفوضى و المحسوبيات وحدوث كثير من المشاكل بين المنتظرين لساعات طويلة للحصول على اسطوانة غاز ومنهم من ينتظر عبثاً أي جدوى ليعاودوا الانتظار في الأيام التالية مرات ومرات.‏‏

ومع غياب الضوابط والأسس التي من المفترض أن تضعها وتعمل على تنفيذها الجهات المعنية لتوزيع هذه المادة برز جليا دور المستغلين ومن أخذوا يتاجرون بمادة الغاز في السوق السوداء ليصل سعر الاسطوانة ما بين الألف والألفي ليرة رغم تخفيض وزنها فاستغلال حاجة المواطن لهذه المادة الأساسية بات أمرا مألوفا وتتم المتاجرة بهذه الحاجة علنا دون أي خوف أو عقاب من أي جهة معنية، ودون أي ضمير أو رادع لضبط هذا الاستغلال.‏‏

ومع أن الجميع لن يتجاهل أبدا ما تمر به البلد من أزمة ومؤامرات شرسة ويعي الظروف الصعبة التي تمر بها سورية والتأثيرات السلبية للعقوبات الاقتصادية المتلاحقة والمفروضة من قبل بعض الدول لمزيد من الضغط والتآمر والتأثير على الاقتصاد الوطني، إضافة للتصريحات المتكررة من المعنيين بوجود نقص في إنتاج مادة الغاز، إلا أن ذلك كله من المفروض أن يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على دور الوزارات المعنية لإيجاد الآليات المناسبة لتوزيع المادة وضبط المخالفات الكثيرة التي تحدث يومياً ،ومحاسبة من يتاجر بها ومن يحتكرها لتكون لصالح فئة دون أخرى ،والسعي لجميع السبل التي تحقق وصول المادة لمستحقيها بكل عدالة وإنصاف، ويضع حدا صارما لمن يتاجر بها علنا و يسعى حتى آخر رمق له لاستغلال ذوي الحاجة والفقراء.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية