كل هذه الدول المدحورة مازالت تحلم بالثأر من العرب جميعاً فلم تخرج إلا بزرع خارطة سايكس بيكو وكان السيناريو التالي تحويل الدول العربية إلى نظام اللادولة.. وهذا ما اشتغل عليه الغرب على مدى السنوات مابين سايكس بيكو سيئا الذكر وبين برنار ليفي وفيلتمان وبينهما كيسنجر وبوش وفوكوياما الذي أناطوا به مهمة كتابة نهاية العالم أو نهاية التاريخ.
اشتغل الجميع على كل الجبهات بشراء الزعامات العربية وتحويلها لأدوات تنفذ ما تلقن به واشتغلوا على الإعلام حتى يصبح مقنعاً على مبدأ إكذب إكذب حتى يصدقوك.. واشتغلوا على الشعب العربي بإعطائه حقن المخدر كجرعات الأفعى جرعة جرعة تزداد مع الوقت حتى يتبلد لديه الشعور القومي والوطني ويصبح مقلداً ومنفذاً.. ممنعاً ضد الشعور القومي والوطني.. والغاية والهدف الوصول بحالة الدولة إلى اللادولة.
هذه الصورة المركبة لو فككناها معاً لبرزت لنا جلية واضحة خطتهم الجهنمية هذه.
في ملمح نراهم يسوقون صوراً تنال من شخص الرسول الكريم في استنهاض للشعور الإسلامي (المسلم الحقيقي المؤمن يثأر لنبيه ودينه).
والآخر- الذي يرتدي عباءة الدين فوق جلده القينقاعي- كان منهم أو مكتسباً سلوكهم بحجة الثأر للدين يروج للإسلام السياسي الذي يمسحون به عقول الشباب وقلوبهم بتحريف الكلم وتزوير المعنى إلى غير مكانه.
وتنهض ثورة الإسلامو فوبيا في وجه المسلمين حركة خبيثة حتى يستأثر المخططون وأدواتهم بمشاعر المسلمين البريئة فتبرمج بالاتجاه الذي يرغبون وبعدها يصبحون كخلطة الصلصال يمكن تشكيلها كما يشاؤون والدلائل جاهزة والبراهين مفبركة والقرائن مدروسة ويصبح الاصطفاف إلى ما يريدون سهلاً هنياً وفي النهاية انتحاري هيأ نفسه للقاء الحور العين.. أما من يقتل.. من قتل.. من كان ضحية.. غير مهم. هل يذهب أحدهم (المخططون أو أبناؤهم) بذات الفعل ليلقى الحور العين في الجنة.. قطعاً لا..؟؟!! لأنه يملك الآن مفاتيح الدنيا.. دولارات وموبقات بدائل لما ضخه في ذهن الشباب البريء بعد تغييبه ..... وأولاده لا يمكنه التفريط بهم أما أبناء الغير فثمنهم حفنة من الدولارات.
هذا مشهد من مشاهد المسرحية التي كتب نصها مابين دول الاستعمار القديم وأميركا المتصهينة و«إسرائيل» السرطانية ذات الأنياب الدامية.
أما الإعلام فلابد أن تزرع براثنه على أرض عربية فينزاح للحقيقة والحيادية بعض الزمن وهو يتدرب على سحر الألباب وكسب مصداقيته مع المواطن العفوي الذي تتقد مشاعره بسرعة ونحن العرب المشهورون بالعاطفة الجياشة إن أحببنا نحب بكليتنا وإن أساء إلينا أحد سرعان ما نعفو ونسامح على هذا الوتر عزف الإعلام المضلل بحرفية متقنة في بث التزوير مثل جرعات سم الأفعى حتى أصاب الخدر الحواس وأصبح التصديق هو المآل الوحيد لرد الفعل عند السامع والمشاهد.
ويصبح تلقي مشاهد الموت اعتيادياً بدؤوه منذ دخل تاريخهم الأسود- الصهيوني المدعو باروخ غولدشتاين- من جعلوه مختلاً عقلياً يوم أطلق النار فتطايرت الدماء الطاهرة من الأبرياء في مسجد الخليل في أيام رمضانية وتتابعت المشاهد لتزداد حدة في غزة وكأنها دروس تحضيرية لتلقي ما يحدث اليوم على الأرض السورية وما بين هذه المشاهد كانت صور الموت تتكرر كلما أرادت الذاكرة الشفاء منها في فلسطين وجنوب لبنان والعراق وتونس وليبيا ومصر والسودان والصومال وآخر قلاع الكرامة والإباء تحاصر اليوم بمختلف الأدوات إعلامياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً فمسارب ضخ الأسلحة لأيدي العابثين تلبس ألف جلد أفعى لتدخل إلى الداخل السوري.
وسورية التي لم تغلق بابها يوماً بوجه كائن في الأرض تطعن اليوم بمدية ثلمة كي ينز الجرح أكثر.
ولكنهم يصدمون في كل لحظة بتماسك الشعب والجيش الذي يضحي لأجل شعبه وسيادة أرضه والقوة البشرية الطاحنة لمخططهم وإفشاله.
ولما أفلست خططهم من الوصول لمآربهم.. بدؤوا بالقتل الجماعي ودائماً التهم للدولة..
هل من عاقل يمكنه في لحظة تجل عقلانية ألا يدرك خطورة تسليم متهم صكاً بإدانته...
فليتقوا الله في هذا الوطن وشعبه.
كيف يمكن لأميركا أن تقبل الإسلام وتحت أي عنوان الإسلام الأردوغاني المعتدل الذي يعيد للذاكرة عثمانية الزمن؟؟ أم اسلام القاعدة الذي صنعته وتمسك ببوصلته وتزجه في كل ساحة عربية- تشاء وقت ما تشاء- بإدراك من أفرادها أم بغير إدراك فكلتا الحالتين شيطانية قاتلة... ولكنها سبيل الغرب للوصول إلى الفوضى الخلاقة التي طرحت في زمن بوش وهي السبيل للوصول إلى حالة اللادولة في حرب صليبية انتقامية بأدوات مغايرة- الغاية والهدف والأمثلة حية بين ظهرانينا حتى الساعة لا دولة مستقرة بعدما أسموه ثورة الياسمين في تونس ولا دولة هادئة قادرة على إنجاز مقومات الدولة في ليبيا التي مازلت تغوص بالدماء وحالة الانفلاش الإنساني المشبع بالدماء في العراق.
ولا حتى ملامح دولة في صراع سياسي وعقائدي مازال يملأ ميدان التحرير والبرلمان المصري بين صندوق الاقتراع والحل بقرار محكمة دستورية في غياب الدستور وشرعية الدستورية واليمن الذي يتحدثون عنه كأنموذج لخطتهم الناجعة في التغيير ليس ما فيه ما يمكن أن يشكل مقومات دولة.
والآن يريدون الوصول بسورية إلى دولة اللادولة..
فهلا فوتنا عليهم الفرصة ياشعبنا العظيم.