وقال الجعفري في مؤتمر صحفي بعد الاحاطة التي قدمها الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين امام مجلس الامن حول عمل البعثة في سورية وتصريحات مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام هرفيه لادسوس التي اكد فيها ان الامم المتحدة قررت الابقاء على عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية قال ان كل هذه السيناريوهات لا تزال تعد وتطبخ مرة أخرى من قبل الاشخاص أنفسهم الذين يرفضون رؤية الصورة الكاملة لما يحصل في سورية.
واضاف الجعفري لقد قلنا بشكل متكرر أنه ليس كل ما يحصل في سورية هو مظاهرات سلمية ونحمد الله على أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اقر مؤخرا في أحد تقاريره بوجود طرف ثالث في سورية وهو تعبير مهذب جدا من قبله لانه لم يحدد طبيعة هذا الطرف وكان ينبغي عليه أن يقول ان هناك عناصر من القاعدة ومجموعات ارهابية تأتي من بلدان عربية واقليمية كتونس وليبيا والسعودية وقطر والكويت إلى سورية لتنفذ جرائم ارهابية فيها والنقطة الاهم ان الجميع في مجلس الامن يوافق الان على حقيقة أن سورية تتعامل مع مجموعات ارهابية مسلحة.
وقال الجعفري لقد أبلغنا بشكل رسمي مجلس الامن والامم المتحدة بأسماء ارهابيين القي القبض عليهم أو تم قتلهم على الاراضي السورية اتوا من الخارج كما ابلغنا المجلس عن محتويات سفينة لطف الله 2 التي كانت متجهة للمسلحين في سورية وطبيعة ونوع الاسلحة ومن اين أتت كل هذه المعلومات بين يدي أعضاء مجلس الامن واليوم لدينا أعضاء في المجلس يعلمون بشكل جيد أن هناك بعدا ارهابيا في الصورة السورية وعلينا التعامل معه.
وتابع الجعفري تحدثنا مرات عدة عن الطرف الثالث وأثبتنا هوية المجرمين الذين ارتكبوا التفجيرات الارهابية التي حصلت في سورية وتم كشف ذلك على شاشة التلفزيون العربي السوري وكان لدينا أسماؤهم وعائلاتهم التي اعترفت ونعلم من أين جاؤوا وكم عمرهم وقد اعتقلت السلطات السورية أمس فتاة عمرها 18 عاما كانت تسافر إلى تركيا للحصول على تعليمات والاتصال بقناة الجزيرة لاعطاء اخبار خاطئة حول ما يحصل في سورية وبالتالي هناك عصابة مافيا كبيرة تستغل وتخلط كل شيء من أجل تصوير الحكومة السورية على أنها موغلة في الوحشية.
وتساءل الجعفري بشأن الجهود الدولية المبذولة للضغط على المجموعات الارهابية المسلحة وخاصة من قبل الاطراف التي لها تأثير على هذه المجموعات كقطر والسعودية وتركيا وغيرهم وقال على شخص ما التحدث إلى هذه الاطراف ذات الاثر على المجموعات الارهابية المسلحة والتي تدعمها بالسلاح وترسل الارهابيين وعناصر القاعدة وتقدم لهم مناطق امنة وتسمح لهم بعبور الحدود مع سورية والقيام بعمليات ارهابية والهرب مرة أخرى إلى أراضي الدول المجاورة، وفي الواقع اصبح هذا الامر وقحا وفاضحا جدا وعلى شخص ما القيام بشيء حياله.
واضاف مندوب سورية لدى الامم المتحدة ان بعض الاطراف والرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء يتحدثون علنا عن ضرورة الدفع قدما بالازمة في سورية نحو الانفجار وعندما يتحدث مسؤول ما ذو ثقل في منظمة الامم المتحدة عن الحرب الاهلية في سورية وكأنه يقول نكتة: الا يعلم ما تعنيه الحرب الاهلية في سورية، انها تعني انفجار المنطقة بأكملها ليس فقط في سورية وعلى الناس أن يكونوا منطقيين ويحسبون كلماتهم وأن يفكروا قليلا قبل التحدث وأن يتصرفوا باحساس بالمسؤولية.
ودعا الجعفري مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة والجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية وكل المهتمين بالشأن السوري إلى أن يساهموا في تنفيذ خطة المبعوث الاممي إلى سورية كوفي أنانذات البنود الستة ويدفعوا من أجل استئناف مهمة الجنرال مود لافتا إلى انه ليس هناك خطة بديلة عن خطة أنانوالطريقة الوحيدة للتقدم هي في ضمان نجاحها.
وأكد الجعفري أن الحكومة السورية تعلق أهمية على تنفيذ خطة أنانوقال بغض النظر عن الشائعات والدعايات التي يتم ترويجها فهذه الخطة مهمة جدا من أجل سلامة وأمن المدنيين السوريين كافة والحكومة السورية تعلق أهمية كبيرة على انجاز هذا الهدف.
وأوضح الجعفري أن جوهر خطة أنانذات البنود الستة هو وضع نهاية للعنف ومساعدة السوريين للدخول في حوار سياسي شامل مبديا أسفه لعدم التمكن بعد من انجاز حتى البند الاول من الخطة والمتمثل بوقف العنف.
ووصف الجعفري البيان الذي قدمه الجنرال مود امام مجلس الامن الدولي بالمتوازن وقال ان تواجد الجنرال مود في مجلس الامن ساعد أعضاء المجلس على النظر إلى الصورة بأكملها واقدر نوع التحليلات التي قدمها للمجلس بان قراره بوقف مهمة المراقبين هو قرار مؤقت، وقد بدا لي مود جنرالا مسؤولا ومتوازنا في مقاربته للامور وشخصا يعلم جيدا ما يحصل على الارض مؤكدا استعداد الحكومة السورية بالاستمرار في حماية وضمان سلامة بعثة المراقبين الدوليين وهذا جزء من الاستراتيجية الوطنية السورية التي لن تتغير.
وردا على سؤال حول ضرورة وقف القوات السورية اطلاق النار من جانب واحد قال الجعفري لقد قامت بذلك عدة مرات لكن ذلك لم ينجح للاسف لان المجموعات الارهابية المسلحة استغلت هذا الامر للحصول على المزيد من الاسلحة والقوة والنقطة المهمة جدا أن الحكومة السورية لا تشجع خطة أنانفقط بل هي مهتمة بنجاحها ايضا.
وحول التقارير الاعلامية حول ارسال اسلحة روسية إلى سورية قال الجعفري سورية عضو في الامم المتحدة وقد حصلنا على استقلالنا عام 1946 ولدينا جيش والجيش يحتاج لسلاح وبالتالي نحن دولة وأحرار في شراء السلاح من أي مكان نريد فيجب عدم المساواة بين دولة ومجموعات مسلحة فالدولة تحتاج لمعدات للجيش وهذا الامر منظم من قبل القانون الدولي ولا انتهاك للقانون الدولي هنا ولكن عندما نتحدث عن المجموعات الارهابية المسلحة التي يتم تزويدها بالسلاح بشكل غير شرعي ويتم تهريبه إلى البلاد وهذه هي المشكلة وليس تلقي الجيش السوري سلاحا من هذا البلد أو ذاك والجميع يتلقون السلاح في العالم وليس سورية فقط وهذا جزء من الحياة اليومية.
وقال الجعفري في موضوع المدنيين المحتجزين لدى المجموعات الارهابية المسلحة في بعض الاماكن بحمص هؤلاء المدنيون هم شعبنا وعلينا ضمان خروجهم بكل الوسائل والحكومة ناقشت هذه القضية وقد أخبرنا الجنرال مود وأنانوغيرهم بأننا نريد من الاطراف ذات التأثير على تلك المجموعات المسلحة أن تمارس ضغطا حقيقيا عليها كي تسمح للمدنيين بالمغادرة.
وتابع الجعفري: هؤلاء المدنيون المحتجزون يصل عددهم إلى المئات ولا تسمح لهم المجموعات الارهابية المسلحة بالخروج لانها تستخدمهم كدروع بشرية بهدف ابتزاز الحكومة داعيا المشككين بهذه المعلومات للعودة إلى ما اوردته وكالة الفاتيكان من معلومات عن هذا الموضوع حيث تقول وكالة الفاتيكان ان الحكومة السورية ترغب في السماح لهؤلاء الناس بالرحيل ولكن المجموعات المسلحة لا تسمح لهم بالمغادرة.
وأكد الجعفري أن بعض الاطراف التي تراهن على فشل بعثة المراقبين يعملون على خلق الظروف بهدف افشال عمل البعثة والحكومة السورية أكدت مرارا منذ البداية على ضرورة حماية وضمان سلامة المراقبين وهي تقوم بذلك كي لا تتعرض حياتهم وسلامتهم للخطر.
وقال ان بعض الاطراف ستراهن مرة أخرى على مسألة مهاجمة هؤلاء المراقبين من أجل ارباك الحكومة السورية أو ارباك بعض الاعضاء في مجلس الامن بهدف وضع عمل البعثة تحت الفصل السابع وعلينا أن نكون حذرين بشأن الخطط التي ترسم من قبل بعض الاطراف غير السعيدة بخطة أنانمنذ البداية وتتذكرون تصريحات أمير قطر بعد يومين من تبني القرار 2043 عندما كان في روما حيث قال انه يعطي نسبة ثلاثة بالمئة لنجاح خطة عنان.
وشدد الجعفري على أن الامن الوطني السوري مهم أيضا وأن سورية دولة ذات سيادة حيث أكدت كل التصريحات الرئاسية والمؤتمرات الصحفية وقرارات مجلس الامن على ضرورة حفظ سيادة سورية ووحدة اراضيها وهذه أفكار مقدسة ويجب أخذها بعين الاعتبار مستذكرا ما قاله رئيس الوزراء البريطاني عندما اشتعلت المشاكل في لندن انه عندما يتعلق الامر بالامن الوطني فلا تحدثوني عن حقوق الانسان.
وقال الجعفري: أنا الان لا أكرر ما قاله رئيس الوزراء البريطاني بل أقول اننا نهتم لحقوق الانسان لدى شعبنا لكن لا يمكننا القيام بكل شيء وحدنا فهناك طرف ثالث متورط في الازمة الداخلية في سورية والجميع يعرفه فالصورة واضحة تماما ومعروفة بالنسبة لاعضاء مجلس الامن ولم يعد مجهولا من اللاعبين في الازمة السورية.
وردا على سؤال حول امكانية سحب المراقبين من سورية قال الجعفري لا أعتقد ذلك فليس هناك مصلحة لا وطنيا ولا دوليا بذلك لافتا إلى ان مساعد الامين العام للامم المتحدة هرفيه لادسوس اوضح أنه لا يوجد خطة بديلة عن خطة أنانوعلينا جميعا التركيز على نجاحها.
وحول ما تقوم به الحكومة السورية لايقاف الاعمال الارهابية قال الجعفري الحكومة السورية تقوم بأفضل ما لديها من اجل فصل معالجة قضية المجموعات الارهابية المسلحة عن العملية السياسية لانه لدينا معارضة وطنية سلمية ومشروعة لذلك لا نريد خلط كل شيء ووضعه مع بعضه فنحن نفصل بين التصدي للمجموعات الارهابية المسلحة وبين الاستمرار في العملية السياسية التي أشير اليها في خطة عنان.
وبين الجعفري للصحفيين أن القضية في سورية بالنسبة لبعض أعضاء مجلس الامن ليست حماية المدنيين السوريين بل من أجل تغيير النظام السياسي فيها وقال لقد قالوا ذلك عدة مرات فهم لا يهتمون بسلامة الشعب السوري بل يهتمون فقط بكيفية تغيير الحكومة السورية التي يسمونها بالنظام وقد استخدموا هذا المصطلح أمامكم هنا وبالتالي فانه لم يعد سرا أن هدفهم الرئيسي ليس في مساعدة الشعب السوري باستعادة الامان والسلام بل لديهم خطط مختلفة وهم يريدون تدمير الدولة السورية وجعل الشعب السوري يعاني والا كيف يمكن شرح وتفسير العقوبات الاقتصادية الاوروبية والامريكية والكندية والاسترالية على سورية.
وتساءل عن هدف فرض العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري اذا كان من يفرضونها يدعون أنهم يريدون مساعدة الشعب السوري.
واضاف الجعفري أشارك المندوب الصيني في مجلس الامن رئيس مجلس الامن في مقاربته الايجابية للوضع في سورية مؤكدا ان الحكومة السورية ملتزمة تماما بحماية 23 مليون سوري وليس فقط ببضعة مئات من السوريين المدنيين المحتجزين لدى المسلحين في بعض الاماكن بحمص.
لي باو دونغ : خطة أنان
الخيـــــار الـــــوحيــــــد لحــــــل الأزمــــــة
من جهته أكد لي باو دونغ المندوب الصيني في الامم المتحدة في مؤتمر صحفي مماثل ان خطة أنانهي الخيار الوحيد على الطاولة لحل الازمة السورية وقال علينا أن نجمع الدعم من المجتمع الدولي لجهود أنانونرحب بأي تطور ايجابي يفضي إلى اطلاق الحوار السياسي الشامل في سورية.
وأضاف باو دونغ ان أعضاء المجلس حثوا كل الاطراف في سورية على تأمين سلامة بعثة الامم المتحدة وتقديم الشروط اللازمة لتتمكن البعثة من استئناف عملها في سورية وطالبوا باستمرار مهمتها كما أشاروا إلى أن قرار ايقاف نشاطات البعثة في سورية سيراجع بشكل يومي إلى أن تعود لممارسة عملياتها كافة.
وأشار باو دونغ إلى أن أعضاء المجلس كرروا دعوتهم الاطراف في سورية لتنفيذ كامل خطة أنانوقرارات مجلس الامن 2042 و2043 مباشرة دون أي شرط وقال نأمل بالعمل مع بعضنا بشكل متقارب حتى نستطيع تحقيق المزيد من التقدم على الارض وعلينا عدم رمي الكرة في أي مكان بل ترجمة كلماتنا إلى أفعال وما نحتاجه هو تعاون وتنسيق أفضل بين المجتمع الدولي لحل الازمة السورية.
وحث باو دونغ كل الاطراف واللاعبين في المنطقة على زيادة الضغط لتنفيذ خطة أنانمؤكدا عدم وجود اي خيار اخر لحل الازمة السورية.
مود: الحكومة عبرت عن التزامها بسلامة
وحرية تحرك المراقبين والمسلحون لم يلتزموا
وفي السياق ذاته اكد الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية ان الحكومة السورية عبرت عن التزامها بسلامة وامن وحرية تحرك المراقبين الدوليين مشيرا إلى ان المعارضة المسلحة لم تعلن حتى الان بشكل واضح عن التزامها بذلك.
وقال مود في تصريح للصحفيين ان الحكومة السورية عبرت عن ذلك بوضوح في اليومين الاخيرين ولم ار اعلانا واضحا من المعارضة المسلحة حتى الان وعلى المستوى المحلي اتطلع إلى التزام واضح وخطوات عملية باتجاه الحوار المحلي.
واشار مود إلى ان فريق المراقبين لن يعود إلى العمل قبل ان تخف حدة العنف وان تلتزم كل الاطراف بسلامة وامن وحرية حركة المراقبين.
وكان الجنرال مود قال امام مجلس الامن الدولي ان المراقبين الدوليين ملتزمون اخلاقيا بالبقاء في سورية.
ماليزيا تعلن دعمها لخطة أنان
وفي السياق ذاته اعلنت وزارة الخارجية الماليزية امس دعمها لخطة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي انان لحل الازمة السورية.
ونقلت وكالة انباء برناما الماليزية عن نائب وزير الخارجية كوهيلان فيلاي قوله في جلسة لمجلس النواب ان بلاده لن تقف مكتوفة الايدي بل تتخذ موقفا صارما ازاء العنف الذي يحدث في سورية وانها طالبت من خلال الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي الاطراف المعنية بالبحث عن افضل السبل لحل الازمة.