وقال منصور في اتصال هاتفي مع قناة الجديد أمس.. هناك خصوصية تاريخية وجغرافية واقتصادية وأمنية مع سورية ونأخذ هذا بعين الاعتبار والموقف اللبناني تجاه سورية ينبع من مصلحة لبنان العليا بالاضافة إلى الحرص على الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وهي اتفاقيات الاخوة والامن والدفاع.
وأشار منصور إلى أن لبنان لا يتدخل بالشؤون الداخلية للاخرين ويحرص على امن واستقرار سورية.
اصدر القضاء اللبناني أمس قراري توقيف بحق لبنانيين اثنين موقوفين بتهمة تهريب السلاح إلى الداخل السوري انطلاقا من بلدة عرسال الحدودية اللبنانية.
وافادت الوكالة الوطنية للاعلام ان قاضي التحقيق العسكري في لبنان استجوب الموقوفين اللبنانيين وأصدر مذكرتين وجاهيتين بتوقيفهما في بجرم الاتجار بالاسلحة والذخائر ونقلها إلى سورية عبر عرسال الحدودية.
الى ذلك أوقفت السلطات اللبنانية عددا كبيرا من المهربين والخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة وجرى تسليمهم إلى القضاء المختص كما ضبطت كميات من الاسلحة والممنوعات والبضائع المهربة.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني ان قوى الجيش واصلت تنفيذ تدابير امنية استثنائية في مختلف المناطق اللبنانية لمكافحة اعمال التسلل والتهريب من كل الاتجاهات ومنع المظاهر المسلحة والتعديات على المواطنين وذلك باقامة حواجز طرقية وتسيير دوريات راجلة ومؤللة وتنفيذ انزالات بواسطة الطوافات في الاماكن الوعرة.
وأبدى البيان استغرابه مما اثاره البعض عن توقيت تنفيذ الجيش اللبناني اجراءاته الامنية وامكنتها وتفاصيلها لان هذا الامر يقع في صلب مسؤولياته واختصاصاته ويتم وفقا لطبيعة المعلومات المتوافرة وحاجة المواطن إلى الامن فضلا عن ان وجود الجيش في ارجاء الوطن هو حالة طبيعية جدا بالاضافة إلى انه مطلب شعبي ووطني شامل.
واهابت قيادة الجيش بالجميع عدم زج المؤسسة العسكرية بالتجاذبات السياسية في معرض قيامها بواجبها الامني وان الجيش في اي منطقة كانت هو بين اهله مؤكدة حرصها التام على حماية سكان المناطق الحدودية من اي اعتداء يطول ارواحهم وممتلكاتهم ومهما كان مصدره وذلك بموازاة قرارها الحازم بمنع الظهور المسلح داخل الاراضي اللبنانية واي نشاط أمني آخر من شأنه إلحاق الضرر بحياة المواطنين وتعريض استقرار الوطن للخطر.
من جانب آخر وكعادتها بعد كل فشل تتحرك الولايات المتحدة لرسم فصل جديد من فصول المؤامرة التي تقودها بأدوات عربية وغربية على سورية ولهذا الغرض سارعت الادارة الامريكية بعد خيبتها في مجلس الامن وافشال مشروع قرارها المقدم من اتباعها العرب الى ارسال نائب وزيرة خارجيتها جيفري فيلتمان المسمى ناقل مخططات وأوامر العمليات الامريكية في المنطقة لتمرير خططها الجديدة لادواتها المشتركين في التآمر على سورية.
وتحاول واشنطن من خلال ارسال فيلتمان الى المنطقة عرض ما بقي في جعبتها من خطط ومراحل للتحريض والتخريب بغية النيل من سورية وشعبها وهو ما كشفته صحيفة المنار الفلسطينية نقلا عن مصادر دبلوماسية في واشنطن بأن الادارة الامريكية أرسلت موفدين الى كل من اسرائيل ولبنان وتركيا وبعض الدول الخليجية للتشاور بشأن الوضع في سورية وأمرها باتخاذ خطوات تصعيدية لاستمرار سفك الدماء والتخريب وتأمين منافذ ومعابر لتهريب السلاح واستدراج عناصر من المرتزقة للعمل في الساحة السورية.
وترى مصادر صحفية أن الادارة الامريكية ستحث أدواتها في المنطقة من خلال هذه الرسائل على مواصلة التصعيد والتخريب في الداخل السوري وتكثيف حملات التجييش الاعلامي ضد القيادة السورية بعد الصفعة التي تلقتها من الفيتو الروسي الصيني المزدوج الذي أفشل مخططها المعربن في مجلس الامن.
وبحسب مراقبين فان الولايات المتحدة تأمل من تحركها هذا تشتيت الجهود الروسية الداعية لحل الازمة السورية عبر الحوار من خلال حشد جميع أدواتها للتصعيد وافشال المساعي الروسية عبر اطلاق مبادرات أخرى بديلة تسهل تمرير أجندتها بالاضافة لحث أتباعها على سحب سفرائهم من دمشق ومحاولة تقديم المعارضة السورية للمجتمع الدولي واضفاء بعض الشرعية عليها والتي لم تنلها حتى الان من خلال العمل على تجميعها وتقديمها للمجتمع الدولي على انها ممثل لتطلعات الشعب السوري الذي مازال يرفضها منذ تشكيلها.
ويروي مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية لصحيفة الجمهورية اللبنانية أن هذه الخطوات بدأتها واشنطن باغلاق سفارتها في دمشق معترفا أن هذه الخطوة كانت معدة مسبقا ضمن تقرير أميركي بأن الاتفاق غير ممكن مع الروس والصينيين.
ويحاول المسؤول ذاته تبرير ما ستقدم عليه ادارته من دعم للجماعات الارهابية والمسلحين بالقول ان تطور الاحداث على الارض وضع واشنطن في مواجهة الامر الواقع من ناحية دعم ميليشيا الجيش السوري الحر بينما تشير مصادر في واشنطن الى أن زيارة ناقل أوامر الادارة الامريكية فيلتمان الى بيروت برفقة ضابط مخابرات أمريكي تأتي لتزويد أتباعها المعادين لسورية بخطوات تصعيدية مشيرة الى تعليمات امريكية منسقة مع اسرائيل صدرت لافتعال فتن في لبنان وتحت غطائها يجري تهريب الارهابيين والسلاح الى داخل الاراضي السورية.
ويرى مراقبون بهذا الخصوص أن تكثيف واشنطن للضغوط الخارجية على سورية يأتي بعد أن باتت قاب قوسين أو أدنى من وضع حد شبه نهائي لانتشار الجماعات الارهابية المسلحة وقربها من اعادة الاستقرار لكل مناطق سورية.