تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصر اللـه: الرهان على الغرب... وأميركا لإسقاط سورية رهــان خاسر

سانا - الثورة
صفحة أولى
الأربعاء 8-2-2012
أكد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أن هناك قرارا أمريكيا غربيا اسرائيليا عربيا على مستوى مايسمى دول الاعتدال باسقاط النظام في سورية وهذا ما رأيناه في مجلس الامن

ونراه كل يوم والهدف ليس الديمقراطية والاصلاح بل المطلوب رأس المقاومة في لبنان وفلسطين وتصفية القضية الفلسطينية. وقال نصر الله في كلمة له امس خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ان الحكومة السورية أكدت أنها مستعدة لاجراء الاصلاحات وقامت بتشكيل لجنة للنظر في الدستور وسيتم الاعلان عن مسودته في الايام القادمة بما يحقق التعددية الحزبية والسياسية واجراء انتخابات شفافة والدخول في حوار وطني ولكن هناك من لا يريد الحوار والاصلاح.‏

واعتبر نصر الله أن الحريص على سورية يذهب باتجاه الحوار ولكن بعض العرب يريدون الحوار بشروط ويحاولون اغلاق الباب أمام ذلك دون أدنى حرص على الشعب السوري وقوة سورية التي تخدم القضية الفلسطينية.‏

ولفت نصر الله الى أن ما يخدم سورية وشعبها ومستقبلها والعرب والمسلمين وفلسطين ولبنان هو طاولة حوار حقيقية أما الرهان على الغرب وأميركا والمال والسلاح لاسقاط سورية فهو رهان خاسر سيؤدي الى المزيد من القتل والحرق والدمار والفتنة والبغضاء.‏

وقال نصر الله ان هذا الموقف مصلحة لسورية وشعبها وللبنان وشعبه ولفلسطين وشعبها بمعزل عن البغضاء والاحقاد الشخصية أو الفئوية التي ينطلق من خلالها البعض.‏

وأشار نصر الله الى أن هناك الكثير من التهويل المبني على سراب علينا وعلى غيرنا ولكن كثرة التهويل لا يمكن أن تنال من موقفنا المبني على المنطق والعقل والقناعة ومعطيات ومصلحة الامة وشعوب المنطقة وفلسطين.‏

وأكد نصر الله أن الكثير مما يقال في وسائل الاعلام ليس له أساس من الصحة أبدا والدليل على ذلك الضخ الذي حصل قبل جلسة مجلس الامن غير المبني على وقائع وانما هو تسخير للاعلام ووسائله والوقائع والعواطف والحساسيات والمشاعر والدم في اطار المعركة لتحقيق هدفهم السياسي بأي طريقة.‏

وبين نصر الله أن وسائل الاعلام صورت حمص مدينة مشتعلة قبل اجتماع مجلس الامن وبدأت الكلام بخمسين قتيلا وانتهت بـ 35 قتيلا ومئات الجرحى وتحدثت عن هدم 39 مبنى في محاولة للتأثير على الناس ومواقفها.‏

وقال نصر الله اتصلنا بأصدقاء لنا في حمص لا علاقة لهم بالحكومة السورية لنسألهم ماذا يجري فأكدوا لنا أنه لا يوجد شيء في المدينة مما أذيع وهناك كالعادة بعض اطلاق النار والاشتباكات.‏

وتابع نصر الله ان هذه الوسائل الاعلامية عندما تتحدث عن القتلى لا تقول من هم بل تضعنا أمام الاعداد والمطلوب أن نتخذ موقفا ونغرق في التفاصيل ونخرج من المشهد العام.‏

وأكد الامين العام لحزب الله أن مشكلة أمريكا في المنطقة ليست الديمقراطية بل تكمن في نقطتين هما اسرائيل والنفط بمعنى أنه بترك اسرائيل وبيع النفط لامريكا لا توجد أي مشكلة في من يكون الحاكم أو ماذا يلبس.‏

ودعا نصر الله العلماء والقادة والسياسيين وأهل الفكر والناس عموما الى التثبت والتأكد من المعلومات والحقائق والمعطيات لانه لا يجوز البناء على كل ما يقال في وسائل الاعلام.‏

وقال نصر الله اننا نشهد في السنوات الاخيرة وخاصة العام الماضي مرحلة لا مثيل لها في التاريخ فهم ينسبون لقيادات وقوى مواقف وكلمات وبيانات لم تصدر عنهم أصلا ولا أساس لها من الصحة ويتم بناء مواقف وتحليلات وعداوات وبغضاء عليها كما يتم اختلاق أحداث ووقائع ويطلب اتخاذ مواقف على أساسها دون أن تكون قد حدثت أصلا انما زورت وفبركت وهذا يجري الان كل ساعة ودقيقة فلو أراد المعني نفي مواقف وكلمات وبيانات وأخبار وأحداث فلن يقوم بأي عمل سوي اصدار بيانات نفي.‏

وحذر نصر الله من التهويل والافتراء والاكاذيب التي يستخدم من أجلها اليوم أكبر وأهم مؤسسات الرأي العام في العالم وهذا أخطر جانب في أي حرب يمكن أن تشن وفي أي حدث يمكن أن يصنع.‏

وقال السيد نصر الله ان القوى الكبرى هي من يسيطر على النفط والغاز ويحتل المقدسات فالاحتلال ليس اسرائيليا وحسب بل أمريكي لانه لولا أمريكا والغرب لما استطاع الاحتلال الاسرائيلي البقاء أساسا فكل القرارات مرهونة ببقاء أمتنا ممزقة وهذا أصل أي مشروع على مستوى المنطقة.‏

وأضاف نصر الله عندما تنهض شعوب أمتنا تنادي للوحدة والتعاون والتكاتف ووضع كل النزاعات والصراعات جانبا ما يعني أنها بدأت تسلك طريق استعادة قرارها وسيادتها واستقلالها وخيراتها ونفطها وأسواقها ومستقبلها وهذا الامر لن يسمح به المستكبرون والشركات الضخمة التي تسيطر على القرار السياسي في العالم.‏

وقال نصر الله ان هذه الامة تلتقي وتتعاون ولها ما يجمعها حتى في الاستهداف والتحديات ومواجهة التهديدات فحصلت في العقود الاخيرة أحداث خطيرة لمنع أي تلاق أو تعاون بين شعوبها.‏

ولفت نصر الله الى ان سبب الحرب التي فرضت على ايران وما تتعرض له اليوم أنها أسقطت نظام الشاه العميل لاميركا واسرائيل وأعادت التوازن الى الامة بعد خروج مصر عقب اتفاقية كامب ديفيد.‏

وأشار نصر الله الى ان بعض الدول العربية الغنية أنفقت مئات مليارات الدولارات في الحرب على ايران بينما منعتها عن شعب فلسطين الذي يتضور جوعا تحت الاحتلال ويعيش في مخيمات خارج الاراضي الفلسطينية بأسوأ الظروف كما تمنعها عن فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية التي تريد استعادة الارض والمقدسات.‏

وأوضح نصر الله أنه وبعد الفشل في الحرب لاسقاط ايران تم التحول الى كيفية منع تلاقي المسلمين فيما بينهم مع أن ما يجمعهم على المستوى العقائدي والديني والفكري والاخلاقي والحضاري والسياسي والتحديات كبير جدا فكل شعوب المنطقة والعالم الاسلامي تريد الكرامة والعزة والاستقلال والتحكم بالمقدرات وتوظيف الامكانيات والطاقات والنفط والغاز لمصلحتها.‏

وحذر نصر الله من توجه البعض الان الى حرب من نوع اخر أخطر وأسوأ هي الفتنة المذهبية واختراع شيء اسمه المد الايراني والذي هو عنوان لا أساس له من الصحة.‏

وقال نصر الله ان ايران تدعم المقاومة اللبنانية معنويا وسياسيا وماديا بكل الاشكال الممكنة والمتاحة ولولا هذا الدعم اضافة الى الدور السوري الكبير لما حققنا أكبر وأهم وأوضح انتصار عربي على اسرائيل عام 2000 وهو أول انتصار عربي كبير وواضح بلا قيد أو شرط ولما صمدنا وانتصرنا في حرب تموز عام 2006.‏

وأضاف نصر الله انه لا توجد أي املاءات ايرانية لا على حزب الله ولا على أي حركة مقاومة اخرى في خياراتها وقراراتها وتوجهاتها.‏

ولفت نصر الله الى أن ايران وشعبها يدفعان أثمانا باهظة لوقوفهما الى جانب فلسطين ولبنان ويفرض على ايران اليوم العقوبات والحصار ومصادرة الاموال والارصدة بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية.‏

وأكد نصر الله أن ما أشيع في بعض وسائل الاعلام عن علاقة حزب الله بشبكات مخدرات في العالم هو كذب وافتراء ودجل لان هذه التجارة محرمة في الدين الاسلامي كما ان الحزب غني وليس فقيرا ولا يحتاج لمثل هذه التجارة أو غيرها وليس لديه أي مشروع تجاري في الخارج أو الداخل.‏

وقال نصر الله نحن لدينا من المال والسلاح والعتاد والقدرة المادية ما يكفي للقيام بواجبنا المقاوم الذي أصبح عنوانه الكبير الدفاع عن لبنان وكرامته وعزته وشعبه وخيراته ونحن قادرون على ذلك ولكن تركنا موضوع التبرعات في هيئة دعم المقاومة لمن يرغب بالمشاركة على خلفية ثقافية وتربوية وايمانية فقط.‏

وفي الشأن اللبناني قال نصر الله نحن نؤمن بأن لبنان بلد متعدد ومتنوع وعندما نتحدث عن ضرورة بناء دولة يعني أن يتشارك ويتمثل فيها الجميع وأن تخدم مصالحهم وتحميهم وتؤمن الامن والاستقرار والعدالة والكرامة لهم وهذا من منطلق أصولنا الدينية والعقائدية وليس تكتيكيا سياسيا فانتماؤنا الديني لا يمكن أن يشكل حائلا دون بناء دولة وأن يكون المجتمع واحدا متكاتفا متعاونا ومتوادا لكن البعض في لبنان واستكمالا للتحريض لا يريد ذلك.‏

وأضاف نصر الله اننا حريصون على استمرار الحكومة لان معالجة الازمة الحالية هي مسؤولية كل الاطراف فيها وهناك اتصالات لهذا الهدف وأقول لمن بدؤوا بترتيب ثيابهم للحكومة الجديدة بأن هذه الحكومة ستستمر لان المطلوب في هذه المرحلة استقرار أمني وسياسي والاهتمام بشؤون الناس الحياتية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية