تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حماية الطفل في مناهج التعليم العالي...تعزيز المعرفة لدى خريجي الجامعات في كافة المجالات

طلبة وجامعات
8 / 2 / 2012م
يحيى الشهابي

جاء إقرار الخطة الوطنية لحماية الطفل في سورية دليلاً مهماً على الالتزام الحكومي بهذا الموضوع بعدما حققته الجمهورية العربية السورية من انجازات

مهمة في إطار حمايته عبر سنوات حيث قدمت الخطة الوطنية دليلاً واضحاً حول كيفية تعزيز حماية (الطفل) في سورية من خلال رؤيتها التي تتجسد في خلق نظام عمل لحماية الطفل من العنف وسوء المعاملة والإهمال والاستغلال وتشمل هذه الخطة إحدى عشرة فعالية تعنى الفعالية (الخامسة) بموضوع تضمين حماية الطفل في مناهج التعليم العالي ذات الصلة كما تهدف إلى تعزيز المعرفة لدى خريجي الجامعات في مجال حماية الطفل من حيث الإدراك والمقاربة والتدقيق والتأهيل والحماية والبحث وتقع مسؤولية هذه الفعالية على وزارة التعليم العالي.‏‏

مناهج التمريض نموذجاً‏‏

يشكل سوء المعاملة وإهمال الأطفال مشكلة صحية مجتمعية فاقت مشكلة الأمراض الإنتانية كسبب أساسي للأمراض والوفيات عند الأطفال والتي تخلف عواقب وخيمة على الصحة بكل أشكالها كما ويعتبر هذا الأمر الإساءة من المنزل إلى الشارع إلى مكان العمل أو المدرسة أحد أهم أشكال العنف ضد الأطفال وهو يشكل خطراً صحياً حقيقياً يجب أن يستأصل ويقتلع.‏‏

وتؤكد الدراسات العالمية بأن العنف هو السبب الثالث للوفيات في العالم حيث يموت في كل عام مليونا شخص كنتيجة للأذيات الناجمة عن العنف والعديد من الناجين يعيشون مع إعاقات دائمة ويؤدي إلى أنواع كثيرة من المشكلات الصحية والتي تتضمن عواقب وخيمة كاضطرابات الصحة النفسية والعقلية والأمراض المنتقلة جنسياً ومشكلات سلوكية وهو ما يجعل القطاع الصحي ليكون محدداً في معالجة الإصابات والوقاية من الاعاقة حيث يلعب دوراً صغيراً في الوقاية من سوء المعاملة والإهمال وهو أقل استجابة لخلق بيئة آمنة وخالية من العنف لذلك فإن جهوداً كثيرة يجب أن تبذل على كافة مستويات هذا القطاع لحل هذه المشكلة د. سوسن غزال تمريض بالغين وحالات حرجة ترى في إحدى دراساتها إلى أن دور التمريض يظهر في هذه المشكلة من حيث الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع حيث إن الممرضين كمهنيين ملاصقين للأشخاص في أماكن المجتمع المختلفة لهم تأثير قوي في التقليل من سوء المعاملة والإهمال وتعزيز ثقافة اللاعنف، كما يجب عليهم سواء أكانوا على تماس مباشر أو غير مباشر مع الأطفال أن يكونوا قادرين على تحديد الأطفال المعرضين لسوء المعاملة واتخاذ الإجراءات اللازمة وهذا المفهوم قد أدرجته جمعية الممرضات والقابلات على شكل «مبادئ سلوك التمريض والذي ينص على أن لكل ممرض واجباً ومسؤولية شخصية للعمل باهتمام بالغ مع الأطفال واليافعين وواجب إخبار وتنبيه الأشخاص المعنيين بحالات توقع سوء المعاملة والإهمال وهذا يعني أنه على الممرض في أي مكان من الأماكن تقديم كافة مستويات الرعاية الصحية للأطفال في المنزل - المدرسة - المستشفى.‏‏

كما ترى هذه المنظمات والهيئات التمريضية العالمية أن هذه المشكلة صحية كبرى وأن التمريض يضطلع بالدور الأكبر فيها من حيث الوقاية وكشف سوء المعاملة والإهمال والتداخلات التمريضية حيال ذلك كما أنه من الضروري أن يدافع الممرض عن أي شخص يتوقع أن يكون ضحية عنف وأن يشارك في تطوير ووضع السياسات المتعلقة بهذا المجال وبالتالي فتواجد التمريض حاجة ملحة حيث إنه الشخص الأول الذي يرى الطفل وأهله ويقدم العناية المستمرة خلال 24 ساعة إذا كان الطفل في المشفى كما يتخذ ممرض صحة المجتمع موقعاً خاصاً يؤهله لمعرفة الاحتياجات الصحية المرتبطة بسلوك العنف وبالتالي المقدرة السريعة على اكتشاف وتمييز حالات سوء المعاملة والإهمال وتحديد العائلات ذوات الخطورة العالية وذلك من خلال الزيارات المنزلية وتعزيز المعلومات ومعرفة الأهل الإيجابية في اتجاهاتهم ومهاراتهم وسلوكهم والكشف المبكر للحالات ومعالجتها وتأهيل الطفل الضحية وعائلته.‏‏

وتشير د. غزال إلى أن النقص في تعريف دور الممرض ومهاراته من أكثر العوامل التي تؤثر على حماية الطفل وعلى دور الممرض في حمايته والتقييم العام يشير إلى أن الممرضين غير معدين ولا يمتلكون الحساسية والكفاءة والجودة العالية لتقديم العناية التمريضية للناجين من الإيذاء لذا فهناك معلومات ومهارات محددة يحتاجها الممرض ليقدم هذا النوع من الرعاية، ولذلك كان لابد من تحضير جميع الممرضين والممرضات في مرحلة التعليم الجامعية لمعالجة معاناة الآلام الجسدية والعقلية والجنسية بغض النظر عن منشأ هذه الآلام ونركز في ذلك على ممرض صحة المجتمع وممرض الصحة النفسية والعقلية وممرض الأطفال.‏‏

وأخيراً ومن خلال الاطلاع على بعض المقررات المقررة في السنوات التدريسية نجد بأن المقرر يقدم للطالب الأسس والمعلومات الضرورية للتعامل مع بعض الحالات فمثلاً مقرر تمريض المجتمع يقدم لطالب التمريض الأسس والمعلومات الضرورية للتقييم والتخطيط والتطبيق والتقويم لرفع المستوى الصحي للفرد والأسرة والمجتمع خلال المراحل العمرية المختلفة وفي أماكن مختلفة من المجتمع (مراكز صحية أولية،مدارس، منازل، مراكز اجتماعية) كما يعطي الطالب معلومات عن نظام الرعاية الصحية في سورية، ويكسبه المهارات والسلوكيات اللازمة لاستخدام مبادئ تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والتأهيل والرعاية الصحية الأولية والعناية الذاتية والصحة البيئية كإطار وهيكل للتعرف على الاحتياجات والمشكلات الصحية للفرد والأسرة والمجتمع وما عليه سوى تطبيق ما حصل عليه..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية