طلبت منه أن يرسل أهله ليطلبوا يدها من أهلها.
في اليوم نفسه حكى راتب لأهله عن (ميمي) وعن جمالها وأخلاقها العالية.. وطلب منهم أن يذهبوا معه ليطلبوا يدها.
فرح أبوه وأمه لأنهما يثقان بحسن اختياره، وطلبا منه أن يتصل بالعروس لتكلم أهلها من أجل تحديد موعد لزيارتهم.
أخبرت (ميمي) أهلها أيضاً، وحدثتهم عن وسامة العريس وعن أخلاقه العالية وأنه من عائلة طبشورة، ويعمل مهندساً.
اقتنع أهلها أيضاً بحسن اختيارها، وطلبوا منها أن تدعوهم لزيارة تعارف بعد يومين..
وفي الموعد المحدد وصل راتب وأبوه وأمه، واستقبلهم أهل العروس أجمل استقبال..
وجلس الجميع في صالون بيت أهل (ميمي).. وبعد مجاملات الترحيب، قال والد العريس: يشرفنا أن نطلب يد ابنتكم المصون (ميمي) لابننا (راتب).
لم يكد والد العريس يكمل عبارته حتى جحظت عينا والد العروس وسعل سعالاً حاداً متواصلاً، فناولته زوجته كأس ماء، وما إن شرب منه رشفة حتى (تشردق) وازداد سعاله وكاد ينقطع نفَسُه ويختنق، فقام الحاضرون يربتون على ظهره..
واقترحت ابنته إسعافه مباشرة إلى أقرب عيادة.. فوافقوا، وما إن أخذ والد العريس بيده لمساعدته على الوقوف حتى سحب والد العروس يده وكأن مسَّاً أصابه، أو ثعباناً لدغه.. و(دفش) والدَ العريس بعيداً عنه.!!
وعندما استعاد والد العروس أنفاسه أمسك بيد والد العريس، وأوقفه، وقال له: (برّا.. اطلعوا برّا)، وسط دهشة الحضور ونظرات العروس المُحدِّقة بوجه أبيها، وهي تقول:
بابا ماذا تقول!؟.. لماذا تطردهم؟ ماذا فعلوا لك؟!
ووالدها لا يعيرها بالاً، وكأنه لا يسمعها، وهو يكلم نفسه، ويُتمتم ويقول بغضب: راتب!!.. ناقصني وجع قلب!!..
بكرا، كل يوم.. قال راتب، وإجا راتب، وراح راتب!!
(كأنو) ناقصني حدا يذكرني كل يوم بالراتب؟!!
هلال عون