ان تقضي وقتا بإرادتك مجرد ساعة وأنت تتأمل ماأنتجه العقل البشري من دواوين وأفكار وابداعات فأنت في حاضرة حلم حقيقي بحجم واقع سوري تمرد على كل الأضاليل وأعطب كل الأقاويل المزورة..
مرآة معرض الكتاب الدولي في دورته الحادية والثلاثين هي أولئك الزوار الذين يتزاحمون على الأبواب لاسيما في فترة المساء لتكتمل لوحة الرضا بين مهتم وعاشق وباحث.. جمهور ذواق متنوع متعدد المواهب, يعرف كيف يلتقط من نسائم الفضاء كما نسائم الحبر الغافية على صدر صفحات استغرقت وقتا وجهدا طويلا تغازل روحا من نافذة عقل وعين..
ومن نافذة جناح اتحاد الكتاب العرب.. كان الجديد فيه ذاك الذي يتعلق بالحالة السورية, سواء من الكتب الأدبية، شعر، قصة، رواية أو بحوث ودراسات من مبدأ أن الأدب يكتب للواقع،
وليس فقط للخيال والمطلق من الناحية الفكرية هذا ما أكد عليه الأرقم الزعبي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في حديث معه حول خصوصية المشاركة بالمعرض وجديده لهذا العام حيث أشار إلى جملة من الأنشطة المهمة التي يعمل عليها المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب ومنها اتخاذ قرار يعتبر هاما جدا بشأن إلغاء فكرة ربط الثقافة بالقدرة المالية للشراء، وبناء على ذلك كما يقول تم بيع جميع مطبوعات الاتحاد قبل عام ٢٠٠٠ بغض النظر عن الكتاب لاسيما كتب الأطفال بـ ١٠٠ ليرة سورية، فيما الكتب التي طبعت بعد عام ٢٠٠٠ فنسبة الحسم وصلت ل٥٠% على سعر الغلاف علما ان اسعار كتب الاتحاد هي بالأساس هي أسعار مدروسة المتواضعة وبالتالي يمكن لأي أسرة أو رب أسرة أن يستثمر فرصة ايام المعرض أن يأخذ ما يحتاجه من روايات وقصص وكتب ومجلات للأطفال بسعر مئة ليرة, بمعنى يمكن له أن «يتمون» ثقافيا كما يقال بشكل جيد.
وبين الزعبي أنه يجري العمل على استقبال بعض المجموعات الخاصة مثل الجمعيات والمنتديات الثقافية وأسر الشهداء عبر تقديم الإهداءات, إضافة إلى تكريم الأوائل على مستوى كلية الآداب بجامعة دمشق بتقديم إهداءات لهم بالتنسيق معهم, وهذا شيء مهم أيضا برأيه يشجع على القراءة, ويبقى المحتوى هو الأساس في عملية القراءة.
وان كان هناك من رقم لمبيعات الكتب قبل عام ٢٠٠٠ ذكر الدكتور الزعبي أنه لا يوجد رقم شامل طالما المعرض لم ينته بعد.لافتا أنه في العام الماضي اشترك الاتحاد في مشروع مع الجامعة السورية الخاصة لبيع عشرة آلاف كتاب ممن لديه القدرة على الشراء من طلابها وكادرها وتقديمه للمدارس التي لديها عوز في هذا الجانب.
إهداء ١٠٠ عنوان
كما بين انه من ضمن خطة اتحاد الكتاب العرب تقديم ١٠٠ عنوان اهداء للمدارس بريف دمشق بعدما تم تأهيل عدد كبير منها بالتعاون مع مديرية تربية ريف دمشق، وبعض الناشطين الذين اهتموا بتأهيل المدارس والمكاتب في حلب وحمص, طرطوس واللاذقية.واكد رئيس الاتحاد أن هذا المشروع ذو صبغة ثقافية وليس هدفا ربحيا.
كثيف ونوعي
وعن حركة زوار المعرض وصف الزعبي الحضور بالكثيف والنوعي ولدى الناس مزاج وذائقة رائعة للقراءة, خاصة وأن هناك أناسا كثرا يعشقون القراءة لكن ليس لديهم القدرة على الشراء كما يرغبون وبالشكل المناسب بسبب واقع الضيق والحالة الاقتصادية وان كانت القراءة كما الخبز من الأولويات وتمثل حاجة عليا لأي مجتمع.
ونوه بأن هذا الاجراء سيكون إجراء آخر متزامنا مع الاحتفالية بالعيد الخمسين لتأسيس الاتحاد بإطلاق معارض خاصة للاتحاد يمرر من خلالها مفاجآت على صعيد الكم والنوع والأسعار, فهم شركاء مع الجميع سواء دور النشر الخاصة.. والهيئة العامة السورية للكتاب، وكل من هو معني بالثقافة لتحقيق شيء من الواجب تجاه القارئ.