أن يكون محسوباً على شعبه،ولا يحق له أبداً الادعاء بأنه يمثل الشعب والوطن أو يفرض املاءاته المرسومة له سلفاً،ومن خان السوريين ويدعي انتماءه لهم ويواصل مقامرته بأرضهم وحضارتهم وكرامتهم واستقلالهم وسيادتهم،لا يمكن إلا أن يكون في خانة أعداء الوطن والشعب.
اليوم ثمة حاجة ملحة إلى تسونامي يهز جدران عمالة البعض السوري وارتهانه ويحطمهما،وإلى نوايا صادقة لعلاج جاد يضع سورية أولاً وفوق أي اعتبار،وبعيداً عن أي مصالح فئوية أو مذهبية أو حزبية ضيقة.
فالحوار السوري ـ السوري تحت سقف الوطن بدأ،لأنه حاجة وطنية ملحة،وما يجري على الأرض السورية التي غصت بالجثث وضاقت بصبيب الدماء والدموع بفعل المتطرفين المأجورين يجعله ضرورة حتمية لابد منها لإنقاذ سورية مما يتربص بها من عواصف دموية وسيناريوهات تفتيتية.
نعم..التراجع عن الخطأ فضيلة،ولم يفت الأوان بعد،فهناك فرصة لإعادة النظر بما جرى ويجري،وعلى كلٍ من المعارضة داخلية كانت أم خارجية أن يراجع ذاته وحساباته،ويسلك الطريق التي تؤدي إلى الأصلح والأسلم والأنفع والذي يسد الباب أمام مريدي الهلاك والدمار والخراب للسوريين.
نقولها صراحة:كفاكم عبثاً بدمائنا ومصيرنا،من لا يؤمن بالحوار لا يؤمن بالإنسانية ولا يؤمن بالحرية والعدالة والديمقراطية ولا بالوحدة الوطنية،ومن يعرقله منكم أو يضع شروطاً تعجيزية أو مطالب محالة للجلوس على الطاولة إنما يشرعن قتل السوريين ويبيح جرائم المرتزقة التكفيريين،ومن يرفضه إنما يريد شراً بسورية وأبنائها بحاضرها ومستقبلها،ثم أما حان الوقت لتكفروا عن ذنبكم وخيانتكم لسوريتكم،ولترجعوا إلى جادة الصواب؟،فالارتماء في أحضان الأمريكي وجِرائِه لن يجديكم نفعاً،ولن يوصلكم إلى ما يعتمل في نفوسكم من شهوات شيطانية.
أجل..لم نفقد الأمل بعد،فلا بد من ضوء في نهاية النفق المظلم يعيد لنا السكينة والأمان من جديد،طال الزمن أو قصر،شئتم أم أبيتم.