وليس هناك ايضاً من كف عن اللعب طوعاً من تحت الطاولة ليظهر فوقها مبشراً و ممهداً لأرضية الحل المشترك دوليا مع روسيا بعد مسائل غير محلولة من الوقت ومؤتمرات من الصداقة المشبوهة..
هي مغامرة أميركية دخلتها واشنطن منذ سنتين من البوابة السورية على أمل ضيق لإيقاف الزمن وجمع ما يمكن جمعه من بقايا تركة الهيمنة القطبية الواحدة و تخرج منها اليوم كما دخلتها على أساس المغامرة واحتمالات نتائجها خاصة انها بما طرحته من أوراقها القذرة لم تدرك حجم الورقة الميدانية التي تمتلكها دمشق ولم يختبر اوباما قوة و مفعول الميدان جيشاً وشعباً وارادة وادارة في غزوات من سبقه إلى البيت الأبيض و عمر ولايته الأولى فحسمت الورقة السورية مغامرته في الداخل السوري و اعادته لحساباته على توقيتها و تقويم عالمي جديد يبدأ ما بعد الأزمة في سورية، و لا نبالغ اذا قلنا إن الادارة الأمريكية التي حاولت التدخل في الشأن السوري سابقاً لدرجة التشكيل الحكومي تعيد اليوم تعيينات اركان إدارتها على مقاس القدرة للخروج من التورط السوري.
ما قدمته دمشق من برنامج سياسي لحل الأزمة في سورية بدأ يأخذ صداه دولياً بشكل يوازي الاستجابة الداخلية له وتزامن تاريخ اعلان الخطوات التفصيلية للحل و التي طرحت في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد مع بداية انقلاب المواقف الدولية وتأكيدها على ضرورة الحوار في سورية ما يشكل اعترافاً صريحاً وواضحاً بثقل القرار الدمشقي ومدى التأثير السوري عالمياً والذي يشق الطريق الدولي اليوم إلى قطبيات متعددة.
يبدو مشهد الخروج الدبلوماسي من الأزمة في سورية للأطراف الأميركية والأوروبية ومن تبعهم من أتراك وعرب أكثر طرافة من حرصهم على الديمقراطية في سورية، فبعضهم وجد مخرجاً في الشراكة الدولية حفاظاً على مكانته العالمية وبعضهم تخوف فجأة من تضخم أداته التكفيرية وارتدادها على نحره فتمنى أن تعلق في المصيدة السورية على أن تعود وتنهش في داخله
وبعضهم الآخر استدار مئة وثمانين درجة دون تمهيد أو استذكار لما قاله بالأمس ولما يفعله حتى الآن من تهريب للارهابيين عبر حدوده الجائرة مع سورية
لم يتبق من يصارع طواحين الهواء على شاشات الفضاء ويتمسك بحبال عمالته الخارجية الذائبة سوى أولئك الذين يتحدثون اليوم من معارضة/ صنع في الخارج/عن مقاييس للشرف للدخول في التفاوض والعملية السياسية إذا ما انخرطوا بها فإذا كان مقياس الشرف هو الوطنية فما/ أفصحهم وهم يحاضرون في العفة/.