تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المحال التجارية في باب شرقي.. ستبقى مقصداً مهماً للسياح العرب والأجانب

مجتمع
الاثنين 18-2-2013م
نيفين عيسى

باب شرقي من أجمل الأماكن في دمشق القديمة  يشتهر بآثاره العريقة الرائعة التي تسحر عين الناظر إليها و تعود للحقبة الرومانية حيث تحمل في طياتها الأوابد الدينية والتاريخية  وطابع الرقي وتدل على عناوين الحضارة، 

 كما تحيط به العديد من الأبنية القديمة المتراصفة والمتلاصقة وتزينه المحال التجارية على جانبي الطريق الذي يحتضنه الرصيف المليء بالنباتات والأشجار الجميلة...  ‏‏

التقينا أصحاب المحال  التجارية وكان لنا الاستطلاع الآتي:‏‏

أبو مالك مستثمر محل لبيع الشرقيات والتحف القديمة التي تعود لمئات السنين في الحي واضطر صاحبه لتأجيره نظراً لقلّة الحركة الشرائية وبرودة السوق وضعف المردود المادي،  وتم تحويله إلى محل لبيع وإصلاح الأدوات الكهربائية  قال أبو مالك: إن السيّاح الذين كان يلفت انتباههم الشرقيات و كانوا يأتون من جميع أصقاع العالم كانوا سبباً بتحريك السوق لكون هذه المواد التي كانت تباع وتشترى تراثية ولها قيمة كبيرة عند هؤلاء،  ويرغبون بشرائها مهما كلفتهم، وتابع قوله في العموم  العديد من السوريين لا يشترون هذه القطع لغلائها ويستعيضون عنها بأشياء رخيصة وسعرها بالحدود المعقولة  وفي نفس الوقت تفي بالغرض المطلوب.‏‏

شاكر صعوب صاحب محل «للموزاييك الشرقي والأنتيكا» في الشارع المستقيم نوّه إلى أنه على الرغم من قلة البيع لكن هذه المنطقة تتسم بالأمان وجاء اليها العديد من المتضررين في أماكنهم وانخفضت أسعار هذه المحلال لقلة البيع ما يضطر صاحب المحل إما لتحويله لمحل  لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية   أو لمهن أخرى كالحلاقة أو بيع القهوة  أوما شابه ذلك  أو أي محال يمكن من خلاله تحقيق المكسب المادي ضمن الظروف الراهنة.‏‏

مظهر نظام طهراني في محله الكائن بطالع الفضة ومع كل صباح أراه يقرأ صحيفة الثورة ومجموعة من الصحف المحلية دون كلل أو ملل، وعشق القراءة والمطالعة وهو متفرغ لقراءة الكتب والصحف منذ ريعان شبابه ومطلع على جميع الكتب وخاصة المتعلقة بالتاريخ الإسلامي، فمحله غني بمختلف الصحف والمجلات العربية وبيعها والأجنبية كالفكر السياسي والحياة السينمائية والمعرفة السورية والموقف الأدبي والعديد من الكتب التي لا تعد ولا تحصى أبداً، قال  وفي كلامه غصّة: إن المردود المادي لبيع الصحف قليل جداً بالنسبة لسنوات سابقة، فالآن المردود الشهري لا يتجاوز الخمسة آلاف ليرة لكن في سنوات سابقة ، قبل الأزمة كان المردود حوالي الاثني عشر ألف ليرة فكان الاعتماد على السياح في شراء المجلات والجرائد أكثر وعلى وجه الخصوص الكتب والمجلات الأجنبية الغالية الثمن ، ويتابع  قائلاً : إن  مهنته ليست لكسب الرزق بقدر ماهي للقراءة والمطالعة واكتساب المعرفة،  وأضاف كلما قرأ الإنسان واطلع على العلوم والمعارف  تعلّق بالكتاب أكثر فعشقه للقراءة كبير ، وقد تغير حال الصحف والقرّاء أيضاً وكان قراء الصحف عددهم اكبر بكثير لكن نتيجة ثورة التكنولوجيا الانترنت  والتطور فقد أضحى الشبّان يفضلّون  أخذ المعلومات من الانترنت حيث بنظرهم أنها أسهل للوصول إلى المعلومة من شراء الكتب أو الصحف، لكن من الضروري الاهتمام بها لأنها لا تقل شأناً أو أهمية عن الصحف الورقية واختتم قوله: نتيجة للوقت الكبير والفراغ يقضون معظم وقتهم في لعب الطاولة لتمضية الوقت وإضفاء التسلية على يومهم الممل.‏‏

بالنتيجة يبقى للأزمة التي تمر فيها البلاد دور كبير في تحويل هذه المحال، لكننا نقول إن ذلك لن يدوم طويلاً وإن السحابة التي تمر على سورية آيلة للزوال، وسيعود لباب شرقي ألقه ورونقه كما باقي أبواب وساحات دمشق الجميلة ذات المناظر الأخاذة، ومن الطبيعي أن يتأقلم الناس في الحي المذكور مع الظروف الراهنة ريثما تعود الحركة كما كانت وأكثر، وستبقى سورية مقصداً سياحياً مهماً والملجأ الآمن والحضن الدافئ لمن يرغب دخولها أو زيارتها للتمتع بجوها وطقوسها والاطلاع على عاداتها ورؤية جماليتها عن كثب.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية