في الحالة السورية اليوم.. هناك من تفوق على ذاته بحجم البذل والعطاء، بحجم الصبر على الأوجاع، بحجم الألم الذي شكا هو من ذاته..
ومع ذلك صبر وتحمل شعب الشهادة والعطاء، فكان التكريم كفعل هو جزء لا يتجزأ من حراك المجتمع السوري وصموده وتحديه لأبعاد الأزمة الجائرة، حيث شاهدنا أبناء هذا الوطن العزيز بكل مؤسساته ومبادراته الشبابية والأهلية والشعبية والنقابية كيف يعقدون الرجاء والأمل، ويصبون الدموع الدافئة فوق الجراح النازفة من الأجساد الطاهرة لتبلسم بعضاً من ضجيج وهدأة نفوس ذوي الشهداء وأبنائهم، الذين علمّونا درساً في الأخلاق والوطنية، حين تشتد المحن وتتشابك الصعاب ويتكالب المتآمرون.
والشعب السوري العظيم الذي أقسم على بذل آخر نقطة من دمه.. هو نفسه اليوم يقسم على استمرار فعل التكريم لكل من يستحقه.. وفي المقدمة الشهداء الذين أكرمهم الله عزّ وجل قبل كل شيء لنكمل نحن الشعب رسالة الخلود على الأرض.
حيث يتفاخر الطفل السوري أنه ابن شهيد والشاب أنه أخ الشهيد والأم أنها أم الشهيد والسيدة الزوجة أنها زوجة شهيد.
والمجتمع الحاضن لكل هذه الدماء الطاهرة التي بفضلها نعيش ونأكل ونشرب ونتعلم ونخرج إلى عملنا رغم كل التحديات أنتم السبب في تحصينها وديمومتها.
فشكراً لكل الجهود الإيجابية الطيبة.. لكل من يوفر قطرة عرق في زمن السلم ليبذلها خيراً وقدرة على الصمود يوم الحرب وهذا ما تفعله سورية وأبناؤها.