ويبدو هذا سهلاً من الناحية النظرية أما من الناحية العملية فإن هذا الافتراض مازال في بداية الطريق.. لكن إذا أردنا أن نتفاءل فهناك تجارب أولية مشجعة وواعدة تبين إمكانية الوقاية من السرطان بهذه الطريقة.
يحاول الدكتور توماس كينسلر من قسم السموم بجامعة جون هوبكنز بماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية حالياً تجربة عقار معين على مجموعة من المتطوعين الصينيين الذين لديهم نسبة عالية من إحدى المواد السامة المحفزة لسرطان الكبد وهي أفلاتوكسين وهذه المادة عبارة عن عفن ينمو على حبوب الرز والشعير وغيرها، ويعتقد أنها السبب في انتشار سرطان الكبد بين الصينيين حيث تبين الاحصائيات وفاة واحد من بين كل عشرة بالغين بهذا المرض.
والعقار الذي يجربه الدكتور كينسلر يدعى أولتيبراز وهو يستخدم عادة في علاج أحد أمراض الطفيليات الاستوائية.
وحسب ما أوردته المجلة العلمية الحديثة أن بعض التجارب التي أجريت على حيوانات التجربة بينت أن هذا الدواء يمنع تطور بعض أنواع السرطان من خلال تحفيز الجسم على انتاج أنزيم يبطل مفعول المواد السمية المحفزة للسرطان ،مثل مادة أفلاتوكسين العفنية التي تنمو على الحبوب ومادة تطلقها عوادم السيارات والتي أشارت الأبحاث إلى دورها في تطور سرطان الدم...
ووجد الدكتور كينسلر بعد إعطاء عقار أولتيبراز لعدد من المتطوعين الصينيين، وبمعدل حبة واحدة في الأسبوع على مدى شهرين أن فحص البول لهؤلاء كشف عن تضاؤل تأثير مادة الأفلاتوكسين وبنسبة الضعف، بالمقارنة مع المرضى الذين لم يأخذوا هذا العقار، والذين لديهم أيضاً نسبة عالية من الأفلاتوكسين.
وهذه المادة السمية المحفزة للسرطان كمثيلاتها تؤدي إلى إتلاف الحامض النووي في خلايا الجسم الذي يحتوي على المادة الوراثية ما يسبب تطور السرطان..
ويؤكد الدكتور كينسلر أن نتائج تلك الأبحاث تعطينا شعاعاً من الأمل يدفعنا إلى الاستمرار ونقل تجاربنا إلى الإنسان، وصولاً إلى الهدف والأمل المنشود، وهو القضاء عن السرطان بالضربة القاضية.