ولكن ماذا عن العام الحالي وما المعالم الأساسية لخطة المؤسسة في الـ 2013 ؟.. يقول :
على صعيد الانتاج لدينا هذا العام من أربعة إلى خمسة أفلام طويلة ، وقد تم البدء بالتحضير لفيلم سينطلق قريباً من إخراج محمد عبد العزيز بعنوان (ملائكة النهار) ويتناول سيناريو الفيلم الواقع اليومي المُعاش كخلفية لحدث اجتماعي فيه الكثير من الشجن وعناصر السينما المطلوبة وأرى أنه سيناريو هام للغاية ، وهناك سيناريو آخر تقدم به المخرج نضال دوه جي وسيناريو الكاتب قمر الزمان علوش وهو نص متنه طيب للغاية ومتميز جداً لكنه بحاجة إلى بعض الاصلاحات هنا وهناك ، أما السيناريو الثالث الذي نفخر به هذا العام ونعتبر انه سيكون فيلماً طيباً فهو للصحفي سامر اسماعيل ، والنص مأخوذ عن رواية للكاتب محمود عبد الواحد بعنوان (ثلاث حيوات للوردة) وسيخرجه باسل الخطيب في مطلع الشهر السادس لأنه مكلف حالياً بعمل تلفزيوني وبمجرد انتهائه منه سيباشر في تحقيقه . وهناك سيناريو تقدم به المخرج جود سعيد للمؤسسة صلب حكايته طيب جداً وقد ارتأت اللجنة الفكرية أنه بحاجة إلى الكثير من العمل ، واليوم جاري العمل عليه ويكتب السيناريو المخرج عبد اللطيف عبد الحميد وإن تقدم به ونال الموافقة فسيكون العمل الرابع في المؤسسة (سيناريو عبد اللطيف عبد الحميد وإخراج جود) ، و قد يكون هناك فيلم خامس لم تتضح معالمه بعد للمخرج غسان شميط الذي تقدم بسيناريو لم توافق عليه اللجنة الفكرية فكان عليه البحث عن سيناريو جديد لتقديمه ووعد أن يكون جاهزاً خلال فترة قريبة ، فإن تمت الموافقة عليه في اللجنة الفكرية سيكون عندنا هذا العام خمسة أفلام روائية طويلة .
كما سيتم إنتاج من أربعة إلى خمسة أفلام قصيرة ، ولدينا أيضاً (مشروع دعم سينما الشباب) ، وسنبقى سائرين على هذا الخط ، ففي العام الماضي انتجنا عشرة أفلام ستكون جاهزة للعرض جميعها في نهاية شهر شباط الحالي وسنعرضها في أمسية خاصة . وهذا العام سيكون لدينا خمسة وعشرون فيلماً ضمن هذا المشروع ، وقد انتهت فترة القبول المحددة من المؤسسة وتقدم حوالي خمسة وثمانين نصاً والآن لجنة القراءة تقوم بقراءة المشاريع المُقدمة وستنتقي أفضل (25) مشروعاً بينها لتكون مستقبلاً خمسة وعشرين فيلماً قصيراً ، وبالتالي يمكنني القول أنه سيكون هناك انتاج غني في عام 2013 .
ـ هل ستكون شروط (دعم سينما الشباب) هي نفسها التي قُدمت العام الماضي ؟
ستكون نفسها ولكن الشرط المالي سيزيد نتيجة للغلاء ، فقد حددنا في العام الماضي السقف المالي للفيلم بثلاثمئة ألف ليرة سورية لكنه سيزيد مئة ألف ليرة هذا العام ، وهذا يتطلب رفع كتاب بهذا الشأن إلى السيدة وزيرة الثقافة ، علماً أنها حاضنة لهذا المشروع ومشجعة له إلى حد كبير ، وكل ما نطلبه منها ضمن هذا الإطار تحققه في منتهى الايجابية .
ـ كان هناك رؤية في اشتراك أكثر من مخرج شاب بإخراج فيلم طويل ، فما الذي جرى لهذه التجربة ؟
المشكلة أن بعض المخرجين الشباب سافروا إلى الخارج في هذه الفترة ولم يعد موجود منهم سوى مخرجين ، وكان من المقرر أن يخرجوا فيلم (الحيوات الثلاث للوردة) بحيث يقسم الفيلم الطويل إلى ثلاثة أفلام قصيرة ، وهو فعلاً يتضمن ثلاث حكايات تلتحم في فيلم واحد ، فيتعاون على إخراج كل حكاية مخرج او مخرجان ، ولكن نتيجة سفر بعضهم بات من الصعوبة تحقيق الفكرة ، فارتأينا أن يخرجوا أفلاماً قصيرة وأن يذهب المشروع للمخرج باسل الخطيب . وكان لا بد لهم من اتمام أفلام قصيرة ، علماً أن كل مخرجينا في المؤسسة أنجزوا أفلاماً قصيرة قبل أن يقدموا على إخراج الفيلم الروائي الطويل .
ـ متى سيتم عرض الأفلام الحديثة التي أنتجتها المؤسسة في الفترة الأخيرة ؟
كانت لدي الرغبة بأن يكون هناك مهرجان للسينما السورية ونعرض فيه الأفلام الروائية الطويلة التي تم انتاجها إضافة للأفلام القصيرة وأفلام دعم الشباب ، إلا أن صيغة إقامة مهرجان الآن قد تكون غير مناسبة كما نشتهيها ، ولكن أفلامنا ستعرض خلال فترة قريبة وكل ما أنتجناه عام 2012 سنشاهده إما ضمن أسبوع سينمائي (تظاهرة سينمائية) أو ضمن عروض مستقلة بحضور المخرج ، وسترعى السيدة وزيرة الثقافة جميع هذه العروض . وسنبدأ بفيلم (مريم) للمخرج باسل الخطيب حيث سيكون افتتاح عرضه الجماهيري مطلع شهر آذار .
ـ ما التظاهرات السينمائية التي ستقام خلال العالم الحالي ؟
إضافة إلى عرض الأفلام السورية التي أنتجناها ، هناك تظاهرة تضم أفلاماً كبيرة انطلقت يوم الخميس (أحدث انتاجات السينما العالمية) قوامها 45 فيلماً حديثاً تعرض في كندي دمشق خلال الشهر الحالي ونعيدها في كندي دمر في شهر آذار وستكون جميعها مترجمة للغة العربية ، وقد عانينا كثيراً للحصول على الأفلام في ظل الظروف الحالية ، وقسم منها غير موجود على أقراص (DVD) حتى هذه اللحظة .
ـ هل ستشمل التظاهرة أفلاماً منوعة من العالم أم ستكون الغلبة لسطوة الفيلم الأمريكي ؟
ستكون هناك سطوة للفيلم الأمريكي ، لكني حرصت على انتقاء الأفلام الناجحة جماهيرياً ، وهناك تظاهرات قادمة للفيلم الأوروبي والفيلم النخبوي .
عموماً لا بد من الإشارة إلى أننا في وزارة الثقافة نهتم ليس في السينما فقط وإنما بمختلف الأنشطة الثقافية ، فقد حققت الوزارة اليوم فعاليات قيمة ، ونعمل ليكون هناك شهرياً نشاط ثقافي (المعارض و المسرحيات و الأفلام ..) لأننا نعي أن الدور حالياً هو دور ثقافي ، فالثقافة هي اللغة التي من خلالها يتفاهم الجميع .
ـ هل ستكون الأزمة الحالية حاضرة ضمن إنتاجات المؤسسة التي ستصور هذا العام ؟
لست ميالاً لأن نتطرق إلى أزمة قائمة ، فالأحداث الكبيرة التي تناولتها السينما العالمية احتاجت إلى وقت ، وبعد أن تمضي هذه الأحداث يتم التأمل واستنباط مقولة أكثر عمقاً وصدقية ، ولكن في أفلامنا سيكون هناك خلفية ما حولها .
ـ بمعنى .. هل انعكاسات وتداعيات الأزمة على حياة الناس سنراها في الأفلام الجديدة للمؤسسة ؟
هذا الأمر سيكون قائماً في بعض الأفلام المنتجة هذا العام ، وأولها فيلم محمد عبد العزيز ، وأعتقد أن أهمية الفيلم تنبع من طريقة تطرقه للأزمة ، فمن الممكن قراءته بعد عشر سنوات دون أن يفقد نضارته والمتعة التي تتلقف من خلالها أحداثه ، لأنه تناول الحدث المُعاش اليوم كخلفية بعيدة ولكنها بالوقت نفسه عميقة وقريبة من القلب .
ـ ماذا عن كتب سلسلة الفن السابع ؟
إنها السلسلة الوحيدة اليوم منتظمة الصدور فيما يتعلق بالسينما ، وقد أنجزنا العام الماضي حوالي 28 كتاباً وهو رقم غير مسبوق .
ـ كان مهرجان دمشق السينمائي فرصة لنقل هذه الكتب إلى المهتمين في الدول المختلفة ، كيف يتم التواصل اليوم ؟
نرسل الكتب بانتظام إلى كافة المهتمين بالشأن السينمائي والنقاد الكبار والباحثين في مختلف البلدان ، ومن المؤسف أنه يُكتب عنها في الخارج اكثر مما يكتب عنها في سورية ، في حين أنه من الأهمية بمكان الإضاءة عليها لتصل إلى أكبر شريحة من الناس .