تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف يعاد بناء الأمة الأميركية?!

لوموند
ترجمة
الأربعاء 21/5/2008
ترجمة : سراب الأسمر

حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية مخيبة للآمال, ليس بسبب كون المرشحين على النقيض, فهم أغنياء, مدهشون, أكثر عمقاً من الناخبين الأوروبيين.

كما أن الحملة ليست مخيبة لأنه يستوجب على السيدة كلينتون الانسحاب كون الأمور ليست بهذا الوضوح لإبداء الرأي حول أي مرشح ديمقراطي سترسي الأمور.‏

الحملة مخيبة للآمال لأنه لا عمق لها, ليس بعد على الأقل: من الآن وحتى تشرين الثاني هناك تسعة أشهر قد يصبح مضمون البرامج الانتخابية مهماً للتنافس, اليوم نلاحظ أن الدور الأول يلعبه الشكل, العمر, اللون والجنس.‏

وأياً كان ملتزماً في الانتخابات لكن ولايات الحزام الصناعي هي من ستحسم الموقف (من بنسلفانيا وحتى وينكنسون), ويخشى ألا تستمر المعركة الانتخابية على نفس المنحى الحالي, منحى الشعبية.‏

هيلاري كلينتون وباراك أوباما وقعا في فخ مناصرة حماية التجارة مذ توجب عليهما كسب الأصوات, التحريض على اتفاقية المبادلة الحرة مع كندا والمكسيك, قد تشكل عاملاً لعدم التمركزات, جون ماكين الذي ظل صامتاً بخصوص المسائل الاقتصادية اقترح إلغاء الضرائب عن الوقود في هذا الصيف لتخفيف العبء عن العائلات بينما السيدة كلينتون استخفت بهذا الاقتراح.‏

كانت الخيبة كبيرة بقدر الآمال التي حملها الشعب: ما لم نقل أن توجد أميركا نموذج المجتمع الموحد للقرن ال21 يقول توماس فريدمان في افتتاحيته لنيويورك تايمز: (يريد الأميركيون إعادة بناء أمتهم, لقد فقدنا قوتنا في العقود الأخيرة, وقيم آبائنا (...) وقد تخلى الأميركيون عن قيمهم واليوم يحلمون أن تتوقف الأنانية والظلم الاجتماعي والإساءة للحقوق المدنية التي عرفها عهد بوش.‏

الأخلاق تدنت بسبب الأزمات العقارية التي حلت بالبلاد, والأزمات المالية والإخفاق في العراق, أميركا في حالة انعطاف تاريخي, قبل ثلاثين سنة, دخلت ثورة ليبرالية واستفادت مذ ذاك إذ حققت اقتصاداً رائعاً مستفيدة من فوائد التكنولوجيا والهجرة والعولمة, لكن اليوم وضع المؤسسات الاجتماعية سيىء ويهدد الحلم الأميركي بحد ذاته, فلقد قدمت إمكانية النجاح للجميع, الأجور المتوسطة لم ترتفع, ولم يعد أحد يتقاسم ثمار النمو ما دفع بالطبقة خارج السلم الاجتماعي.‏

الكلام المنمق تجده عند باراك أوباما, الذي يتباهى بمثالية جديدة, كما هو الحال عند جون ماكين, فالمسائل التي تطرقها هي الجيدة, إلا أنها المضامين الملموسة للأجوبة التي غابت, ما لم تصب في الغوغائية, كما لو أن الحل موجود في ما قبل الليبرالية وهو في العودة إلى سنوات 1960:‏

1- أزمة الأقساط الكبيرة توضح ضرورة إنقاذ أربعة ملايين عائلة عليها استحقاقات كبيرة, لكن هذه الأزمة تستدعي ضرورة إيجاد محرك آخر للنمو بدل الديون, فما هو? ستواجه الولايات المتحدة فترة طويلة من النمو البطيء على غرار الاتحاد الأوروبي.‏

2- الضريبة على الوقود تكشف المشكلة, فهي أكبر من ازدياد القدرة الشرائية, وأكبر من قوة توزيع الضرائب, فعلى أميركا أن ترد الضرائب للبدء بتقليص حجم اللامساواة ولإنعاش نفقات الطبقات التحتية (طرقات - جسور).‏

3- الضمان الاجتماعي, عزمت هيلاري كلينتون وأوباما تقديم نفقات طبية ل47 مليون أميركي محرومين من هذه الميزة.‏

4- كيف يمكن تجنب عدم وقوع المرشحين في فخ مناصرة حماية التجارة, الجواب أن يبدأ العاطلون عن العمل حياتهم في دول الجنوب, هل هذا الجواب كاف?‏

5- بعد الانتخابات الابتدائية بدأ المرشحون يذكون التنافس بين مختلف الشرائح الاجتماعية, ما أعطى انطباعاً سيئاً وغير محمود العواقب.‏

أما جون ماكين فلم يقدم سوى بعض المؤشرات حول سياسته الاقتصادية والاجتماعية, وأوباما لا يزال غامضاً خلف عبارة مثالية, على كل الأحوال سيتم الخيار عن قرب أكثر, والتساؤل الذي يظل مرسوماً, كيف يعاد بناء الأمة?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية