دأبت الإعلامية سلوى صبري منذ سنوات على البحث والمتابعة والتواجد الدائم في ورشات العمل والمؤتمرات الطبية لتغني برنامجها وحواراتها مع الأطباء والمختصين في سبيل تقديم المعلومة الطبية بأفضل أسلوب وأقرب طريقة لفهم المتلقي بحيث كسبت جمهوراً متابعاً وتوجت جهودها مؤخراً بالحصول على الجائزة التي قدمتها منظمة الصحة العالمية - إقليم شرق المتوسط -لأفضل عمل تلفزيوني أنجز بمناسبة اليوم العالمي للسل توج عشرين عاماً من العمل في المجال الإعلامي, وفي السطور القادمة التقيناها لنسألها عن أهمية هذه الجائزة.
من دواعي فخري أن تقدم هذه الجائزة في مثل هذا الوقت لسورية خاصة وأن الإعلام السوري عرف مؤخراً نهضة كبيرة يستحق أمامها وقفة تقدير للجهود التي يبذلها كل الكادر الإعلامي لتحقيق هذه النهضة الإعلامية بسرعة تواكب تطور العصر.
في الواقع حتى أنا لم أكن لأحقق هذه النتيجة وهذه الجائزة الأولى بعد منافسة شديدة بين 22 دولة بينها دول متقدمة في مجال الإعلام لولا العقلية المتطورة والمؤسساتية التي نعمل بها في برنامج »سلامة قلبك« فبدلاً من الشكوى من قلة الكوادر المتخصصة سعينا إلى تأهيل كوادر شابة في تخصصات مختلفة بحيث يبدو لك العمل في » سلامة قلبك« وكأنه عمل في مؤسسة كبرى , هناك من هو متخصص في الأبحاث وهذا تقليد غير موجود حالياً في التلفزيون السوري ولكننا استحدثناه في البرنامج ليكون عملنا علمياً و دقيقاً فتم تأهيل زميلة صحفية هي الزميلة الخرنق حيدر لتقوم بهذه المهمة على أكمل وجه, كما تم تأهيل كادر تحريري متميز من الزميلات فداء انطكلي, لورين الهندي, لميس اسماعيل , شذى البرني وفادي شلهوب يعمل كل منهم حسب مجال دراسته وحقل اهتماماته وهوايته, فالبعض متخصص بالتحقيقات الميدانية وآخر بقضايا الناس الملحة وآخر باستطلاعات الرأي, وهكذا كما اعتمدت على فريق فني, منهم المخضرم كالزميل وفا عيد ومنهم الشاب كالزميل أحمد سعيد وذلك بغرض تطوير السوية الفنية للعمل في البرنامج بمساعدة مدير الانتاج الزميل حسام جدور وباقي الفريق الفني والتقني.
كذلك طورنا وسائل الإيضاح بطريقة الغرافيك باستعمال تقنيات حديثة في الكمبيوتر وذلك من قبل الزميلتين إيمان خربطلي ورولا رحمون ما قدم نقلة بصرية هامة في البرنامج وربما في السنوات الأخيرة وبفضل روح الفريق هذه اقتصرت مهتمي على ما يشبه مهمة قائد الاوركسترا إضافة إلى تقديم البرنامج على الهواء, فنتفق مع فريق الإعداد والفريق الفني على الملفات ذات الأولوية لتحضيرها وينطلق كل حسب اختصاصه في إنجاز المهمة الموكلة إليه بكل حب واندفاع, والنتيجة نجاح يلحظه المشاهد ونلمسه في عيون الناس بعد إنجاز كل حلقة وتقدره الهيئات والمنظمات الرسمية والدولية, وقد تجد قلة من برامج التلفزيون تعمل بهذه الروحية وبعقلية الفريق ولكن أؤكد لك أنها وصفة البرنامج الناجح في كل تلفزيونات العالم, فلاري كينغ وهو أهم محاور في التلفزيون في العالم لديه فريق يربو على المئة شخص وكذلك أهم مقدمي البرامج في الوطن العرب لدى كل منهم فريق محترف يديره بمهنية حتى يصل إلى تلك المرتبة من النجاح, وأملي كمسؤولة عن البرامج في الفضائية السورية أن أتمكن من تعميم هذه التجربة على باقي البرامج حتى تصبح جميعها بسوية عالية كما نطمح, وبالفعل هناك خطوات بهذا الاتجاه ولكن أهم معوقات ذلك هو أننا لا نتربى أصلاً على العقلية الجماعية ونرى في الآخر غالباً تهديداً لوجودنا وهذا أصعب ما أعاني منه في تحقيق هذا الحلم في برامج الفضائية, فأقلاء هم الذين يتجاوبون مع هذا التوجه من المعدين القدماء.
وأملي هو في الجيل الشاب من المعدين الذين أكون من بعضهم فرق عمل متجانسة وقادرة على التعاون, ومدير القناة د. نضال قبلان يدعم هذا التوجه كونه إعلامياً عريقاً عمل في أكبر المحطات التلفزيونية العربية ويعرف أن هذه هي الوصفة الحقيقية للنجاح في أي مجال ولا سيما في الميدان التلفزيوني الذي يعتمد أساساً على مهارات التواصل, وهو بالفعل يعمل بهذه العقلية منذ زمن بعيد في برنامجه »دائرة الحدث« وهو لذلك أنجح برنامج سياسي على الفضائية السورية.