تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفضائيات الموسيقية إغراء و تنافس تجاري

فضائيات
الأربعاء 21/5/2008
يمن سليمان عباس

لم تفض علينا السماء بفضائيات السياسة فقط بل قدمت تشكيلة واسعة الطيف, فلا يخطر على بال أحد شيء إلا ويجده قد صار جزءاً أو برنامجاً كاملاً لقناة أو قنوات فضائية, وفي غالب الأحيان الأهداف ليست بريئة على الإطلاق فهي تحقق جملة مآرب أولها تخريب الذائقة الفنية,

وبالوقت نفسه المزيد من الأرباح التي يتقاسمها أصحاب المحطات مع شركات الاتصال, وقد تحولت هذه المحطات إلى ظاهرة بارزة استرعت توقف الباحثين عندها.‏

الدكتور محمد حسام الدين اسماعيل في كتابه الصورة و الجسد , دراسة نقدية في الإعلام, يقف عند النزعة التجارية للقنوات الموسيقية الخاصة ويستهلّ حديثه بقول أحد المنظرين الأميركيين إنه على الرغم من أن كلا من صناعة السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة قد طبقتا استراتيجيات متقاربة للانتشار في العالم , إلا أن التلفزيون وخاصة الموسيقي منه والاستعراضي قد شهد نجاحاً كوكبياً أكثر من الأفلام الأميركية, ولذلك فإن القنوات الموسيقية المتخصصة كانت وما زالت هدفاً جيداً لعمليات العولمة التي تجريها الميديا العملاقة والممولة من قبل الرأسمالية العابرة القومية, فهي تخاطب رغبات المراهقين وأحلامهم , وقد فرضت في الأغاني المصورة أجواء الطبقة الوسطى العليا متمثلة في الديكورات العصرية المرفهة والسيارات الفارهة, والملابس والمجوهرات الفاخرة والأثاث الأنيق.‏

وتكسب هذه القنوات أرباحها من شركات التليفونات المحمولة في شكل مكالمات ورسائل نصية قصيرة يبعث بها المشاهد مقابل نسبة تعطيها شركات المحمول إلى هذه القنوات تتراوح ما بين 40% إلى 60% , ويعمل ازدياد عدد القنوات الموسيقية المتخصصة بهذه الصورة كمحفز لإنتاج عدد أكبر من الأغاني المصورة مختلفة في شكلها ومضمونها , وتقدم مطربين ومخرجين جدداً للسوق.‏

وهناك علاقة نفعية متبادلة بين القنوات الموسيقية المتخصصة وشركات الإنتاج , فالقناة تحتاج إلى الشركات لتزويدها بالأغاني المصورة المجانية لإذاعتها بدلاً من إنتاج برامج أو أغان لنفسها, والتي لا تستطيع تحمل نفقاتها, والشركة تحتاج إلى قنوات لكي تقوم بهذا النوع من الإعلان المجاني عن الالبومات الغنائية وكذلك المطربون الجدد.إضافة إلى أن القنوات المتخصصة الخاصة تفوقت بشكل ساحق على القنوات الحكومية التي تذيع الأغاني المصورة لأوقات محدودة فقط من إرسالها, وهو ما جعل هذه القنوات تذيع أغاني مصورة لا تستطيع القنوات الحكومية تمريرها رقابياً لرداءة إنتاجها أو هبوط مضمونها.‏

لكن تأثير النزعة التجارية في الإنتاج لم يزعج المخرج محسن أحمد مفترضاً أن الوقت سوف يؤثر في ظاهرة الأغاني المصورة وأن العملة الجيدة ستطرد العملة الرديئة من السوق فتاريخ السينما يربو على مئة عام بينما لا يتعدى عمر الأغاني المصورة ربع قرن, لذلك وبرأيه فإن المستقبل سيشهد مرحلة من إنتاج الأغاني المصورة أكثر نضجاً وحكمة عندما يدرك صانعو هذه الأغاني احتياجات الفن الجيد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية