في لحظة من اللحظات يبدو البرنامج وكأنه أعادك دهرا إلى الوراء إلى زمن آخر,إلى ذلك الزمن الجميل حيث للفن الجاد حضوره,الفن الذي غيبه العصري والراهن وفرضت ثقافة الشارع نمطا مختلفا من التعاطي مع الجدية حتى لم تعد منفرة فحسب بل وكأنها بضاعة فقدت مفعولها إلى غير رجعة!!
انتبه البرنامج إلى أهمية المكان ومنذ البداية ربط بينه وبين الشخصيات التي قدمها في برنامجه المعد أنور بدر,ليندا بيطار أطلت في الحلقة الأخيرة من البرنامج عبر بوابة المعهد المسرحي المكان الأكثر حضورا في البرنامج إن كان من خلال حديث الشخصيات أو من خلال تصوير الخريجين والطلاب الذين اختار البرنامج أن تكون أغلب ضيفاته من المعهد العالي للموسيقا اختصاص غناء بنوعيه الكلاسيكي الاوبرالي والشرقي.
بلا تقديم أو حوار البرنامج يقدم ضيفاته سوزان حداد,لبانة قنطار,وعد بوحسون,لينا شماميان,رشا رزق...,
تقديم يبدو أقرب إلى فيلم تسجيلي منها إلى لقاء تلفزيوني,الأمر الذي أتاح للمغنية أن تقدم نفسها صوتا وصورة,بطريقة تعطيها حقها وتبرز رخامة صوتها حتى بدا البرنامج وكأنه مهرجان من الأصوات المتنقلة عجز مهرجان الأغنية نفسه عن إيجادها,وهو الذي أجهد نفسه طويلا بالبحث عن مواهب سورية,ولكن بحثه ذهب هباء!!
لايكتفي البرنامج بتقديم المطربة لصوتها من خلال عرضه لمشاركاتها الغنائية بل انه يستضيف اخصاصيين في الغناء والموسيقا للحديث عن إمكانيات الصوت بشكل أكاديمي,مبينا مساحته تميزه,إحساسه ...يتخلل هذا الحديث إطلالات صوتية للمغنية تظهر كل إمكانيات صوتها,الأمر الذي يذهلك بوجود أمثال هذه الأصوات المبدعة التي لاتجد فرصتها الكبرى في التسويق من قبل شركات الإنتاج الغنائية التي تبحث عن الغث لترميه بضاعة تتلقفها الأيدي,مغيبة هذه الأصوات عمدا,لأننا بتنا نعيش في زمن الغناء بالجسد!!