|
الزعيم... أجمل اختراع للقضاء على الحزن!! فضائيات ومع مرور هذه السنوات الطويلة من الحياة الفنية المساهمة طبعاً في تكريس نجومية فنان من وزن عادل إمام... نتساءل: ماذا عساها تقدم هذه النجومية (ذات الخمس نجوم) لصاحبها أولاً.. ثم لجمهوره المحيط به.ثانياً: وما أهمية أن يصل الإنسان - الفنان إلى مستوى يرسخه نجماً? بالطبع الشيء المهم الذي من المفترض أن يلتفت إليه (النجوم) هو أن في الأمر مسؤولية أكثرمما فيه ترف, سطوة, شهوة , وغالباً هو جانب منسي في حسابات الفنانين. نجومية الإمام أوصلته عالمياً لأن يكون سفيراً للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة, إلى جانب العديد من الفنانين العالميين. وهو مركز أهَّله لأن يناقش و يساهم في متابعة أمور حساسة في العالم... ولاسيما العربي منه, كاهتمامه بأمر اللاجئين العراقيين في الأقطار العربية. وعلى أساس أن النجومية تنصب صاحبها ليكون شخصية مؤثرة في محيطه, وبالتالي يمكن له أن يطلق رأياً يلقى أصداء فاعلة ومهمة, عبّر عادل الإمام عن رأيه بوضوح وصراحة في أكثر من موضوع. إذ تنوّع الحديث وتنقل ما بين سياسة... ثقافة.. رياضة وغيرها من مجالات الحياة.. هو مع الناس الذين يعتصمون بشكل سلمي, ضد ارتفاع الأسعار اللامعقول, ويستغرب كيف للمواطن المصري أن يتدبر أمره بواسطة مرتبه الضعيف جداً إزاء هذا الغلاء الفاحش - فيطالب بزيادة الأجور. كما يعلن عن استغرابه من ثلاثة أرباع الدعاة الجدد, هؤلاء الذين (يستفزونه) على مايبدو بمظهرهم قبل فكرهم - أين هم من رفاعة الطهطاوي على سبيل المثال.? بينما يرى في قرار نقيب الفنانين المصريين بمنع نظرائهم العرب من المشاركة بأكثر من عمل واحد في العام, أنه قرار غريب, فمصر بلد كبير وهكذا قرارات تحاول التقليل من قيمتها, مؤكداً أنه ليس من حق أحد أن يحد من خيارات المخرج. بعد مضي أربعين سنة من حياة النجومية, يصر الإمام على انتمائه للطبقة المتوسطة, يحرص على أن يبقى متمسكاً بأخلاق هذه الطبقة وأجواء العيش فيها ولهذا لا يزال يسكن في المنصورة. هكذا نجومية تفرض مكانة خاصة مغايرة لكل ما نراه يومياً ومع هذا لا يصدق الإمام إلى الآن أنه محترف, فالأمر ببساطة هو كما يلخصه بكلمتين: أنه أحبَّ مهنته... أحب هوايته حباً أوصله للاحتراف. اتسم برنامج (الحياة اليوم) بأسئلته الواضحة المباشرة دون أن تدخل في عمق أو تفاصيل المواضيع المطروحة, لتركز فقط على معرفة رأي أو انطباع الفنان عن بعض القضايا المختلفة. وبقي البرنامج ضمن طابعه الاحتفالي بنجمه دون أي اهتمام حقيقي يقارب طرح نوع من القراءات النقدية لأعمال الإمام من حيث قيمتها الفنية, والتي كانت في غالبيتها -ولاسيما في البدايات - أقرب إلى أفلام تحتفي فقط بما يطلق عليه (نجم الشباك).
|