فلقد بينت نتائج مسح الشباب الذي أجراه المكتب المركزي للإحصاء واتحاد شبيبة الثورة أن نحو/17%/ من الشباب المشتغلين غير راضين عن عملهم ,وكانت هذه النسبة أعلى عند الذكور (18%) مقارنة بالإناث (16%) وكان تدني مستوى الأجر السبب الأول لعدم الرضا عن العمل حسب المسح,يليه المجهود الكبير الذي يتطلبه العمل ثانياً,ثم طول ساعات العمل ثالثاً,وسوء المعاملة من الرئيس المباشر رابعاً,وبعد مكان العمل خامساً.
هذا الترتيب تفاوت بين الجنسين ,حيث كانت نسبة عدم الرضا عن العمل بسبب ضآلة الأجر أو طول ساعات العمل أو بعد المكان ,أعلى عند الذكور مقارنة بالإناث,في حين كانت متقاربة فيما يخص سوء المعاملة من الرئيس المباشر,وأعلى عند الإناث مقارنة بباقي الأسباب.
ولانعرف اذا أعيد المسح بعد زيادات للرواتب ان كانت ستتغير الأسباب, ومع ذلك سنرى ما رأي الشباب حول هذا الموضوع ?
الاستهتار بمؤهلاتنا..?
تقول زهور 28 سنة خريجة جامعية: أنا أعمل في قطاع عام وكثيراً ما ألاحظ أن هناك استهتاراً بمؤهلاتنا العلمية الشابة ,حتى لتحسب نفسك أمامهم أنك لاتفهم شيئاً مما درسته,ناهيك عن أننا غير مثبتين في وظائفنا,مايجعلنا عرضة للطرد في أي لحظة,فنحن غير قادرين في وضعنا الحالي على المطالبة بحقوقنا وكثير من زملائنا على هذا المنوال.
لامساواة
أما /عامر/ فيرى أن صعوبة الأمر ليست بسبب العمل نفسه بل بسبب محيط ا لعمل كالتعامل مع رئيسي المباشر ومزاجيته ورغبته في السيطرة السلبية ويجبرني على القيام بعمل ليس من اختصاصي ,وعلي أن أتحمل المسؤولية,وتوزيع العمل ليس لاعتبارات تخص الكفاءة وإنما لاعتبارات أخرى ما يؤثر على إنتاجيتي في العمل و يؤكد أن هناك عدم مساواة بين العاملين في العمل (خيار وفقوس).
أجر قليل...وضغوطات أخرى
/تاج/29 سنة طالبة وموظفة تشتكي من الدوام الطويل الذي يرهق العامل ويتعبه والذي ربما يتسبب له في بعض الأمراض (الديسك) نتيجة الجلوس الطويل,إضافة للأجر القليل مقارنة بساعات الدوام,وهناك تمييز بين العاملين نتيجة لسوء الإدارة والمحسوبيات ,وماقد يتعرض له العامل الشاب تحديداً لتمرير مايريده الآخرون وهذا ليس بغريب عن أحد,وربما يتفاجأ العامل النشيط والجدي والقانوني بعقوبة تأتيه من حيث لايدري, وتشير تاج إلى أن هناك قطاعات إنتاجية تحقق إيرادات للدولة تستحق التقدير والتكريم أكثر من غيرها ولكنها تعامل كأي موظف آخر.
صحيح أن المشكلات التي تعترضنا كثيرة ومتنوعة لكن تقييمها عملية نسبية فهي تختلف من شخص لآخر هذا رأي /محمد.ق/ الجامعي الذي يعمل في قطاع إعلامي خاص والذي يرى في هذا القطاع الكثير من الإزعاج والقسوة نتيجة لعدم التفكير بحاجات الشخص أو حياته أو راحته البدنية والنفسية,فهمه الأول والأخير هو استغلالنا قدر المستطاع وبحيث نبقى نحن الحلقة الأضعف.