فوجئ أهالي مدينة بانياس بتاريخ30/4/2008 بقيام شركة نقليات القدموس بوقف عملها وإغلاق مكاتبها وسحب باصاتها من المدينة دون سابق إنذار بعد أن كثرت الشائعات في الشارع بأنه يترتب على الشركة دفع مبلغ /30/ مليون ليرة, وشائعة أخرى تقول دفع مبلغ بقيمة /50/ ليرة سورية للبلدية بدل إيجار ولقاء إشغالها للأملاك العامة بمساحة 432 م.2
للاطلاع على حقيقة الأمر التقينا الأطراف المعنية فتبين لنا مايلي:بعد إحداث نقليات القاموس في عام 1992 أقدمت الشركة على استئجار مقر لها على البحر تمارس فعالياتها ونشاطها في مدينة بانياس, حيث أبرمت الشركة عقد الإيجار مع مستثمري مقهى البحر والعائدة ملكيته لبلدية بانياس, وباشرت الشركة عملها بشكل عادي وعملت على نقل المسافرين إلى مختلف الاتجاهات.
ومن خلال الوثائق الموجودة بين أيدينا تبين أن المستثمر لم يؤجر المقهى كله للشركة بل أجر جزءاً منه, ولكي تقوم الشركة بعملها أي بمساحة تكفي لممارسة نشاطاتها المختلفة قام بإعطاء الشركة جزءاً من حديقة الكورنيش بعد أن اقتلع ثلاث نخلات من أشجار الحديقة دون موافقة مجلس المدينة ودون دفع أي أجور لمصلحة البلدية, لكن السؤال المهم هنا أين كانت الجهات المعنية في ذلك الوقت, وكيف تسمح للمستثمر أن يتصرف هكذا دون علمها?
- بتاريخ 22/7/2002 أي بعد عشر سنوات من عمل الشركة أقدمت البلدية على تشكيل لجنة لجرد إشغالات الأملاك العامة فتبين أن نصيب شركة القدموس /432 م2/ عندها قامت البلدية بتكليف الشركة دفع مبلغ /333160/ ليرة لقاء المساحة المشغولة من قبل الشركة سنوياً والتزمت الشركة بدفع الأجرة منذ ذلك التاريخ. لكن مجلس المدينة قام بإلقاء الحجز الاحتياطي وبمطالبة المذكورين بالجرد باستثناء نقليات القدموس المكلفة دفع مبلغ وقدره /333160/ ليرة سورية سنوياً فقط دون أن يتم دفع الأجور عن عشر سنوات سابقة وهنا حصل تناقض في المعلومات والبيانات, فالبلدية تقول إن الشركة لم تدفع الأجور منذ عشر سنوات والشركة بين أيديها كتب تثبت تسديد المبلغ منذ عام 1997 وحتى عام 2007 وذلك لقاء المساحة المشغولة سنوياً.
لكن بتاريخ 12/7/2007 أصدر السيد وزير الإدارة محلية القرار رقم 57/ق القاضي بإخلاء مقهى البحر القائم على العقار رقم 163 وفي حال عدم الإخلاء خلال مدة شهرين من تاريخ القرار يخلى بالطرق الإدارية.
وهنا بدأت مشكلة شركة النقل وذلك بتأمين المكان البديل وبين أخذ ورد واقتراح الحلول ومخاطبة البلدية للشركة وللمحافظة وبالعكس لم يتم التوصل إلى حل سوى أن خاطبت البلدية الشركة بضرورة الانتقال إلى كراج الانطلاق الموجود في المدينة. وكان رد الشركة أن كراج الانطلاق لايتسع لسيارات الشركة ولايمكنها أن تمارس عملها لكون الكراج يعج بالسرافيس والركاب والمكان لايسمح بدخول الآليات الكبيرة ( بولمانات ).
وبتاريخ 31/1/2008 وبناء على القرار رقم /5116/ تم تشكيل لجنة من قبل السيد محافظ طرطوس للكشف على واقع الشركة ودراسة الحلول المطروحة من قبل مجلس المدينة وقامت اللجنة بعملها فتبين لها أن الموقع المقترح مؤهل من كافة النواحي ليكون مركزاً لنقليات القدموس ولايوجد أي مانع من اختياره كموقع بديل للشركة. واقترحت اللجنة تجهيز الموقع الجديد المقترح بالمتطلبات اللازمة وحين الانتهاء منها وعودة نقليات القدموس للتعاقد معهم وفق الأصول والقانون وتم إعداد دفتر الشروط لكنه بقي حبراً على ورق.كما اقترحت اللجنة التريث بالإخلاء لحين الانتهاء من إنجاز كافة الأعمال المطلوبة في الموقع الجديد وإنهاء كافة إجراءات التعاقد سواءاً كان مع نقليات القدموس أم مع سواه حرصاً على عدم إحداث أي فراغ في النقل كي لاينعكس سلباً على المواطنين كما اقترحت اللجنة تحصيل الرسوم والأموال المترتبة على الشركة وسواها وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة لكن مدير منطقة بانياس الذي كان عضواً من أعضاء اللجنة المذكورة تحفظ على الموقع البديل لكونه لايتسع لشركة فيها عدد كبير من الباصات الكبيرة وجاء تحفظه مطابقاً لرد الشركة بأن المكان المقترح لايتجاوز مساحة 400 م2 وهو عبارة عن مربع مفتوح ولايمكن لأي بولمان طوله 12 م أن يدخل هذا المربع فكيف سيتسع لنحو 60 آلية إضافة إلى المكاتب. علماً أن المكان المذكور قد تم تخفيف الضغط عنه من خلال السماح لمعظم الميكروباصات العاملة على الخطوط الريفية بالوقوف خارج الكراج, لكن عندما علم رئيس البلدية بأن هناك قراراً قضائياً يمكن أن يصدر ويثبت العلامة الإيجارية بين مجلس المدينة والمستثمر القديم فما كان من رئيس البلدية إلا أن يضع السيد المحافظ بالصورة وتم اتخاذ قرار بضرورة إخلاء المقهى بالسرعة القصوى.
وبتاريخ 29/4/2008 تم إنذار الشركة من قبل البلدية بأن يتم الإخلاء بتاريخ 4/5/ 2008 وضرورة الانتقال إلى كراج انطلاق الباصات أيضاً, لكن الشركة لم تنتظر إلى التاريخ المحدد بل أوقفت عملها بتاريخ 30/4/2008 وقامت بتوقيف جميع الرحلات بشكل فجائي وتم إخلاء الشركة لعمالها بشكل نهائي بتاريخ 3/5/.2008
بتاريخ 4/5/2008 قام مجلس المدينة بإخلاء المقهى المذكور , وأخيراً مانأمله من الجهات المعنية ضرورة إيجاد مخرج مناسب من الأزمة لسد الفراغ الدي خلفه القرار الذي اتخذته شركة نقليات القدموس بتركها لمدينة بانياس.