المطبوعة الصادرة بقياسها الكبير, تضمنت إشارات سريعة عن أجواء الدورات السابقة, ولمحة عن ورشات عمل الفيديو, مع مقدمة موقعة باسم نتالي لولو وفراس شهاب. كما احتوت على نصوص تعطي القارىء لمحة عن حياة ونشاطات الفنانين المشاركين (كل فنان على حدة). إضافة لاشتمالها على نماذج من أعمال الفنانين الضوئيين المشاركين, وهم في غالبيتهم من فرنسا وسورية.
اللوحة الضوئية المعروضة هنا تبتعد عن الدخول في الواقعية المباشرة, وتقترب من التداخل الذي طالما يحدثه المصّور بين الواقع والخيال. وحين نجول مع كاميرا العارضين, نجد البعض منهم, يبحث عن شاعرية في التعبير, وشاعرية في المكان, وشاعرية في الوجوه والعناصر الإنسانية والطبيعية والحيوانية والمعمارية وغيرها.
وفي إطار هذه الشاعرية البصرية, يعمل الفنان على تقديم لعبته الفنية الجمالية, وهذا يجعله يسعى إلى إضفاء لمسة فنية تتحول أحياناً إلى تكرارات بصرية وحركة إيقاعية شكلية وموسيقية تبرز كعناصر تشكيلية, تستخدم في التأليف العام للوحة الضوئية الحديثة.
وننتقل إلى لوحات أخرى تعكس الحركات التلقائية الكتابية على الجدران المنسية. مع التركيز لإظهار عناصر طفولية مجهولة الملامح, وبخلاف ما هو متبع في الصورة التقليدية.
وفي خطوات الانتقال من صورة إلى أخرى نقع على لغة حوارية أقرب إلى الفنون التشكيلية, حيث تتداخل الصورة الضوئية مع ايحاءات الدلالات التشكيلية.
وما نشاهده في تظاهرة أيام التصوير الضوئي,يعيدنا إلى أماكن قديمة وحديثة, أماكن تمثل الماضي والحاضر في تناقضهما.
ولا شك بأن الثورات التي تجري على مستوى المعلوماتية ومعطيات الفيديو. قد جعلت الصورة قادرة على التحرك مع العصر الجديد.
وهذا يعني أن الفن المتعامل هنا مع مظاهر التكنولوجيا الحديثة يوصلنا إلى معطيات الصورة المتحركة التي تمنحها ألوان الفيديو وحركة الضوء الحامل افتراضات وانتقالات وتغييرات الصور الملونة بألف لون ولون والتي شكلت تياراً جديداً في فنون وثقافة نهاية الألفية الثانية ومطلع الألفية الثالثة.
ويثير المعرض حالة من حالات التبادل الثقافي بين الفنانين السوريين والفنانين الفرنسيين المشاركين, ولهذا لا يمكن النظر إلى هذا الحوار إلا كمظهر حضاري يبحث عن تواصل إنساني في مرحلة الحروب الهمجية المتواصلة. وبعبارة أخرى يبرز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب في هذه المرحلة المأساوية كردة فعل إنسانية ضد الحروب والتسلح والعنف وكل مظاهر التخلف والانحطاط والوحشية.