|
علم الجمال.. مجمــل الفنــون والأشــكال والآراء الجماليـة ثقافة والذي أطال احتضاره فلاسفة آخرون شديدو الاختلاف قرناً من الغائية (غائية أرسطو) الحداثية لكي يجعلوه يذوب في تعددية متنافرة من أعمال لاأسلوب لها ولاميزات جمالية,
مما كان له الأثر في جعل علم الجمال نظاماً من الماضي أو نظاماً تم تجاوزه, وهكذا أصبحت القضية واضحة فإذا تحدث بعض اللبقين عن ضيق في علم الجمال, قال كثير منهم «وداعاً» للسيد العجوز, وذلك دون انفعال, واقترح أكثرهم جرأة كتيبات موجزة في «لاعلم الجمال». بهذه الكلمات بدأت د. زبيدة القاضي مترجمة كتاب (وداعاً علم الجمال) الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وهو من تأليف جان - ماري شايفر. وترى القاضي أن التناقض في الحكم الجمالي لم يخلق في القرن التاسع عشر من فكرة الجمال المبهم, الناتج عن تأثير كنط, بل من فكرة أقدم, وأقل دقة, ولكن على نحو مختلف هي (الخدعة البصرية) تلك الصورة الفنية التي تقلد الواقع لكي تتجاوزه. وتشير أن لاشيء يثير العجب أن تكون هذه التعددية للإبداع الفني التي انبعثت في الستينات أثارت ازدهاراً كبيراً في مجال علم الجمال, بل مايثير العجب أكثر هو هذا الشكل الجديد من المقاومة - الجمالية والفلسفية في آن معاً لعلم الجمال أمام نهايته المبرمجة. وتضيف وداعاً علم الجمال؟ نعم, ولكن أي علم جمال؟ فنحن نشهد منذ أكثر من عقد عودة إلى علم الجمال في الفلسفة, وفي إطار الجدل حول الفن المعاصر.. سيكون لهذا التجديد الفضل في التمييز بين المجال الجمالي والممارسة الفنية, وهما مجالان تم الخلط بينهما طويلاً منذ حقبة الطليعة.. ومع ذلك بما أن هذه الأفكار الفلسفية في هذا المجال تبقى متصلة بمسألة حكم الذوق, فإن هذه العودة تقوم برأي شايفر على مذهب لايمكن أن يعدّ حكم الذوق إلا ضمن الحقل الخاص بالمجال الفني, لاسيما الفنون المرئية. أما د.سعد الدين كليب فقد أوضح في مقدمته (علم الجمال كما هو) إنّ علم الجمال هو علم الظاهرة الجمالية، وما تخصيصه بالجمال سوى نوع من دلالة الجزء على الكلّ. أما الكلّ فهو مجمل المفهومات والتجارب والخبرات والأذواق والفنون والأشكال والآراء الجمالية. أي كلّ ما يدخل في الظاهرة الجمالية موضوعاً وذوقاً، فناً وطبيعة ومجتمعاً، شكلاً ودلالة، على السواء. إنّ تحيّة الوداع التي يطلقها عالم الجمال الفرنسي جان ماري شيفر تجاه علم الجمال، إنما هي توديع لطريقة محددة في الدرس الجمالي، أو إنها توديع للمذهب الجمالي أو للمذهبية الجمالية التي تعني الانطلاق من تصورات مسبقة للجمال والفن، ومحاكمتهما وفق تلك التصورات. وأضاف أنه لابد من الإشارة إلى أن هناك فرقاً شاسعاً بين الفكر الجمالي الاجتماعي المشخص بمرحلة تاريخية معينة وبين علم الجمال الذي من المفترض, كي يكون علماً أن يتسم بالآليات والطرائق والخطوات العلمية التي تمكنه من وعي موضوعه بأفضل مايمكن من الوعي العلمي. وجاء في فصل (الفلسفة وعلم الجمال) - علم الجمال بوصفه مذهباً فلسفياً... إذا كانت التجربة الجمالية أو الإبداع الفني مدعوين لكي يمثلا أمام المحكمة الفلسفية, فذلك لأنهما بالنسبة إلى المذهب الجمالي الرهانان الإستراتيجيان على اكتماله «الفلسفي» فالمذهب يتعلق إذاً باللحظة التاريخية والتصويرية الخاصة جداً, تلك التي كانت فيها الفلسفة بحاجة إلى السلوك الجمالي أو العمل الفني لكي ترسخ مشروعيتها الخاصة بوصفها خطاباً مؤسساً, وهكذا فإن حكم الذوق وبشكل أوسع الحقل الجمالي في فلسفة كنط, هما مكان التوسط أو العبور بين دعامتي النظام النقدي الاثنتين: العقل النظري (المعرفة) والعقل العملي (الأخلاق)... ومن دون نظرية الشمولية الذاتية لحكم الذوق سيبقى هذا المجالان منفصلين بهاوية لايمكن تجاوزها وسيعرّض للخطر التطلعَ إلى الجمع المنظم بينهما في ammaralnameh@hotmail.com"معاً. ammaralnameh@hotmail.com">آن ammaralnameh@hotmail.com"معاً. ammaralnameh@hotmail.com
|