تدور دوائر الطروحات نفسها من جديد لتعود إلى نقطة الانطلاق، وإعلانها مرة أخرى من قبل دول ممولة وداعمة لتلك الجماعات الإرهابية.
فورقة المعارضة السورية وتشكيلاتها ترمى من جديد على طاولات المقامرة الدولية لتشكيل وفد مفاوض ينتهج النهج المراد له، ويؤسس له، ما يقول.. وما يعمل.. وما ينفذه من أجندات شيطانية بحق وطن جعلوا منه أرضاً مستباحة لأغراب العالم.
وابتداء بمحاولة أميركية تقول فيها إن مايسمى «جيش الإسلام» ليس إرهابياً، هذه الفكرة التي ترمي بها كطرح مكرر في الشكل والمضمون ما هو إلا إتمام للسعي السعودي ذاته الذي قدم وعين، ما يسمى رئيس المكتب السياسي لـ «جيش الإسلام» الإرهابي كبير المفاوضين في مؤتمر جنيف القادم بالإضافة إلى حفنة من التابعين للفكر ذاته، يبين طبيعة الغاية من تشكيل هؤلاء المفاوضين، والهدف المنتظر منهم في تحديد الهوية والمستقبل السوري.
تلك التسميات، بالإضافة إلى محاولة حكام آل سعود التفرد بتشكيل «الوفد المعارض» يضع من جديد بنيان تلك الاجتماعات تحت هزات الفشل.. فالجبير سوق لذلك التفرد ودافع عنه معلناً أن اللجنة العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض هي الجهة المعنية بتحديد من يمثلهم في المفاوضات، ولا يجوز لأي طرف آخر أن يفرض على المعارضة السورية من سيمثلون في المباحثات، ليتماشى معه أيضاً على النغمة نفسها شريكه الآخر التركي السائر على دروب الإرهاب /ذاتها أصحاب الهواجس الجياشة الساعين بأكاذيبهم وادعاءاتهم على لسان داوود أغلو رئيس حكومتهم إلى المناشدة لعدم تمييع وفد المعارضة المنبثق من أحضان الوهابية الذاهب برغباتهم وأمنياتهم متفرداً لحضور مؤتمر جنيف.
إلا أن دخول الحلبة في صراعات التعيين هذه المرة تختلف عن غيرها..واللاعبون في مضاميرها فرضوا تسويات جديدة، وبدا حزام النصر خارج اليد الوهابية الإخوانية ولاعبيهم القذرين.. لينتقل في تدخلات الصديق الروسي على المستويين السياسي والعسكري، وعزيمة المقاتل السوري إلى إشارة حمراء يمنع تجاوزها.. ويؤكدون أن المستقبل السوري لن يرسم إلا بأياد سورية.