تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سباق تسلح جديد ...الولايات المتحدة تستثمر في تكنولوجيا التحكم

لوفيغارو
ترجمة
الأحد 22-4-2012
ترجمة: مها محفوض محمد

بعد «دفاع التحكم» تأتي اليوم مرحلة «هجوم التحكم».

فالبنتاغون الأميركي يكثف جهوده لتطوير أسلحة جديدة قادرة على شن هجمات ضد الشبكات العسكرية للخصوم وفي الوقت الذي يستعد فيه قطاع الدفاع الأميركي تخفيض موازنته فإن البحوث المخصصة لتكنولوجيا التحكم تلقت مؤخراً 500 مليون دولار دعماً لها.‏

إن إمكانية حدوث مواجهة مع سورية أو ايران التي ترفض التباطؤ في برنامجها النووي دفع الخبراء العسكريين الأميركيين إلى الاستثمار في أنواع جديدة للسلاح المتطور القادر على تدمير أنظمة دفاعية مضادة للطيران وأهداف عسكرية أخرى حتى وإن لم تكن متصلة بالانترنيت.‏

وقبل عشر سنوات من الآن كانت هذه التكنولوجيا غائبة تقريباً عن العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلا أن التطور التكنولوجي اليوم غيَّر المعطيات وهذا ما أظهرته حرب الظل الأخيرة التي قادتها أجهزة المخابرات الاسرائيلية ضد المنشآت النووية السرية في إيران حيث عطلت الفيروسات المعلوماتية (stuxnet) لدى إدخالها بواسطة مفتاح (USB) آلاف مراكز التخصيب النووي الإيراني بين عامي 2009-2010 ما أدى إلى التأخير في سير البرنامج النووي الايراني حوالي ستة أشهر بحسب الخبراء.‏

وتتميز الأسلحة المعتمدة على تكنولوجيا التحكم بنجاحها في الوصول إلى الهدف دون إرسال فرق عسكرية أو تجهيزات على الأرض، والولايات المتحدة التي تورطت قبل عشر سنوات بشن حربين في العراق وأفغانستان لم يعد لديها رغبة بدخول صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط كما يتوقع الخبراء بأنه إذا ما أعيد انتخاب باراك أوباما في تشرين الثاني المقبل وهو الذي عمل على إخراج جيوشه من مستنقعاتها فإن الإدارة الأميركية القادمة قد تفتح قوساً انعزالياً في السياسة الأميركية الخارجية.‏

فالرئيس الأميركي لم يتوقف منذ مدة عن محاولة إقناع حليفه الإسرائيلي للتخلي عن شن ضربات جوية ضد المنشآت النووية الايرانية والتي كانت اسرائيل تهدد بها على الدوام، ومن ناحية أخرى فإنه في ظل الأزمة الاقتصادية والتخفيض في الموازنات فإن أسلحة التحكم هذه تتميز بأنها أقل تكلفة من التدخلات العسكرية المتعارف عليها.‏

وليست الولايات المتحدة واسرائيل الوحيدتين اللتين تستثمران في هذا المجال المتطور إنما هناك عدة دول غربية حذت حذوهما في تطوير أنظمتها الدفاعية أي أن الهجمات المعلوماتية ستحل يوماً ما مكان القنابل والدبابات والفرق العسكرية وسوف تقلب مفهوم الحرب ولم يبق إلا خطوات قليلة للوصول إلى هذا الانقلاب.‏

ويبدو أن هذه التكنولوجيا لم تكن جاهزة بعد خلال الحرب على ليبيا حيث كان الاستراتيجيون الأميركيون يفكرون باستخدام هذه التكنولوجيا لتشويش أنظمة الدفاع المضادة للطيران لدى القذافي قبل أن تشن الطائرات الفرنسية والبريطانية ثم الأطلسية غاراتها على ليبيا إلا أنهم تخلوا عن الفكرة لأن العملية تمت بسرعة كبيرة ولم يكن لدى المختصين الوقت الكافي لاستثمار ضعف نظام الدفاع الليبي أما بالنسبة للإيرانيين فقد أخذوا العبرة من هجوم ستوكسينيت واستطاعوا إيجاد الحلول لحماية أنفسهم ضد هجمات جديدة من هذا النوع, وحول هذا الموضوع يصرح أحد المختصين الاسرائيليين بالسلاح النووي لصحيفة الفيغارو قائلاً: إن الإيرانيين بدلوا جميع حواسيبهم المستخدمة في الشبكة النووية بحواسيب ليس لها مخرج لـ U S B ويضيف: إن التقدم الحاصل في تكنولوجيا التحكم لم يكن سريعاً بما يكفي لإعاقة الإيرانيين في الحصول على القنبلة النووية وإن لم نتوصل بعد لمعرفة المخاطر التي قد تنتج عن استخدام الهجمات التحكمية غير أنها قد تكون أقل خطراً من نتائج عمليات القصف التقليدية مع أنه ليس من السهل السيطرة عليها ولهذا السبب كتبت جريدة واشنطن بوست مؤخراً:‏

لم يستخدم الأميركيون تكنولوجيا التحكم لتجميد الحسابات المصرفية لصدام حسين قبل حربهم على العراق عام 2003 خشية أن يخرب هذا الاستخدام الأنظمة المالية للدول الأوروبية وفي عام 2010 وصلت مفاعيل استخدام الفيروس ستوكسينيت ضد المنشآت النووية الايرانية حتى روسيا البيضاء.‏

وحتى في مناطق الحرب يبدو أن استخدام مثل هذه التكنولوجيا ضد أهداف عسكرية له آثار سلبية على الأنظمة المدنية ولابد من القول: إن استخدام هذه التكنولوجيا يفتقر إلى الدقة لأنه يجهل حتى الآن الحدود التي يكمن الوصول إليها وفي كثير من الحالات لايمكن استبداله في الوصول إلى الهدف لا بالقنابل ولا بالوسائل الكلاسيكية الحربية.‏

بالمقابل فإن تكنولوجيا التحكم لها أهميتها عندما تستخدم مع أساليب وأسلحة أخرى بآن معاً, وقد لجأ إليها الأميركيون على سبيل المثال في العراق عام 2007 للتشويش على هواتف وحواسيب الثوار ونجحوا حينها بتضليل فرق من الثوار بإعطائهم معلومات خاطئة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية