تابعت مياه النبع سيرها، شاهدتها الخراف فانتهجت، وشربت حتى ارتوت.
تابع الينبوع طريقه..، قفزت ضفدعة، وغطست في مائه، أحسّ النبع، فقال: بأي حق تدخلين مائي؟ قالت الضفدعة: الماء بيتي أشفق عليها النبع، وتابع سيره.
أحست به الشجيرات، فبدأت تشرب، وهي تقول: لم نذق الماء منذ زمن طويل ، وأوراقنا تكاد تذبل
شعر الينبوع بسرور وقال جميل أن أمنح الحياة لغيري
شاهدته البحيرة ، فصرخت قائلة : أنا في انتظارك ، ألق بنفسك في جوفي .
خاف النبع أن يضيع في البحيرة الواسعة ، قالت البحيرة : أرجوك ، فأسماكي تكاد تختنق ، ومائي قليل ، وقد أوشكت أن أجف . خاف النبع على السمك ، فألقى بنفسه بتضحية في البحيرة ، قائلاً تنتهي حياتك عندما تبدأ حياة الآخرين ..