تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدول المراهقة وعنان في اختبار

عن صحيفة «الجمهورية» - مصر
الصفحة الاولى
الاثنين 9-4-2012
محمد الفوال

بعد أكثر من عام من الحرب الإعلامية الكونية التحريضية على سورية وبعد مبادرات كثيرة حملت تهديدات وإنذارات عديدة رضخ المجتمع الدولي ودلاديله في المنطقة لواقع فرضه صمود الشعب السوري وقيادته بأنه لا حل للأزمة السورية

إلا الحل السياسي وانه لا مفر من الاقرار به ولا بديل منه وان أي حل آخر محكوم عليه بالفشل والقيادة السورية راهنت عليه من البداية وأجرت اصلاحات واسعة أبرزها إقرار دستور جديد وقوانين للأحزاب والانتخابات والاعلام وإجراء انتخابات تشريعية في أيار المقبل ودعت أكثر من مرة لحوار مع المعارضة الحقيقية لأن هناك دولا صنعت معارضة على مقاسها اتخذتها بوقا تطنطن بأوهام دون وعي بمخاطرها.‏

قبول دمشق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الأزمة سياسيا حشر ما يسمى معارضة الخارج في مأزق هي ومن يحتضنها ويمولها ويسلحها ويتطوع عنها في الدعوة للتدخل العسكري الأجنبي خاصة بعد أن شرعت القيادة السورية في تنفيذها وبادرت بسحب الأسلحة الثقيلة من 3 مدن كخطوة أولى باعتبار انها الطرف الأقوى صاحب الشرعية المناط به حماية أمن شعبه ووطنه ضد أي تهديد داخلي أو خارجي.‏

خطة عنان من الآن وحتى العاشر من نيسان الجاري على المحك بعد أن بدأت دمشق تنفيذ بندها الأول من جانب واحد على مرأى ومسمع من العالم ووضعت المبعوث الدولي في اختبار صعب مع المعارضة ومسلحيها والدول الداعمة والحاضنة لها مثل قطر والسعودية وتركيا وأمريكا وغيرها وأصبح لزاما عليها ان توقف تمويل وتسليح الجماعات المسلحة وعناصر ما يسمى الجيش الحر وان تجبرها على الانصياع لوقف إطلاق النار وأعمال القتل وأن تلزم المعارضة بالحوار الوطني تحت قيادة سورية لإجراء الاصلاحات السياسية التي كانت القيادة السورية بدأتها بالفعل لولا ان الحرب الاعلامية التحريضية الداعية إلى الفوضى حجبتها عن الرأي العام بالخارج.‏

والسؤال الذي نطرحه هو هل تلتزم قطر والسعودية والدول الغربية بالتوقف عن دفع الجماعات الارهابية المسلحة وقيادتها الى التشدد وعدم الالتزام بتنفيذ خطة عنان أو عمل خروقات لها لكي تكون مبررا لعودة الأزمة مرة أخرى إلى المربع الأول مثلما فعلوا مع الخطة العربية وبعثة المراقبين العرب لأن مخططاتهم لا تهدف إلى جلب الديمقراطية للشعب السوري وإلا كانوا حققوها لشعوبهم التي ترزح تحت حكم استبدادي لا نظير له؟!.‏

صمود الشعب السوري وقيادته في وجه ما كان يحاك ضده من مؤامرات ومساندة الدول الصديقة مثل روسيا والصين وايران وقوى المقاومة نجح في تغيير لغة مسؤولي كثير من الدول تتحدث حاليا عن الحل السياسي ورفض تسليح المعارضة والتدخل الخارجي باستثناء الدول المراهقة سياسيا.‏

الأزمة السورية المفتعلة كشفت ان مواقف دول غير عربية كانت أفضل كثيرا من مواقف دول شقيقة فضحت النظام الرسمي العربي الذي جعل الجامعة العربية مطية وقابلة للاختطاف من كل من يملك بئر دولارات وحفنة ريالات؟؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية