يفتقر البعض منها إلى الخبرة الكافية في استخدامه، لا بد أن تتعرض هذه الحواسيب للأعطال المستمرة، ما أدى لظهور شركات ومحلات متخصصة بصيانة الحواسيب يعمل فيها أكاديميون شباب درسوا هندسة المعلوماتية في الجامعات والمعاهد والثانويات، وهواة شباب اتخذوها صنعة فتعلّموها كما يتعلّمون أي مهنة أخرى كالنجارة والخياطة، ومن النادر جداً أن نجد محلاً يخلو من قسم متخصص لإصلاح وصيانة الأجهزة المعطوبة، علاوة على ذلك فان ورش الصيانة أصبحت تدر دخلاً شهرياً متميزاً، الأمر الذي دفع الكثير من محلات بيع الحواسيب إلى الاتجاه نحو مهنة صيانة الحاسوب وملحقاته، خاصة أن عمليات الصيانة لاتقتصر على جانب معين بل تشمل كافة الأعطال من جراء هذا الاستخدام.
* هوازن محمد صاحب احد محلات بيع الحاسوب وملحقاته في منطقة البحصة بدمشق يقول: إن الخبرة في الإصلاح والسرعة في الصيانة والأسعار المناسبة، والمواعيد الدقيقة تلعب دوراً مهماً في كسب ثقة الزبائن واستقطابهم، وهي نقطة هامة يحرص عليها كل من يحترم مهنته وعمله، وأضاف: تخرجت من كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق وعملت في مجال الصيانة بنفسي في المحل، والآن يوجد لدي فنيون متخصصون لصيانة الحاسوب.
* معتز رباط مهندس صيانة قال: عمليات صيانة الأجهزة تمثل جزءاً مهماً في الإيرادات الشهرية للمحلات ولذا يسعى الجميع للاستفادة من المناخ الكبير الذي توفره في الحصول على مكاسب مالية، وأوضح أن المحلات التي يمكن أن تجد فيها الفني والمهندس المتخصص لايزيد عددها عن ثلاثة محلات أو أربعة في المنطقة والباقي غير مضمون.
* معتز فاضل فني صيانة وهو احد العاملين في بيع وصيانة أجهزة الحاسوب فبدأ حديثه بقوله: أنا فني متخصص احمل شهادة من معهد خاص للحاسوب خضعت لعدة دورات، وأكملت خبرتي بالممارسة والتطبيق ومهنة صيانة الحاسوب تعتبر من أكثر المهن التي تحمل في طياتها أساس العمل المهني وإن كانت تشبه غيرها من المهن الأخرى من حيث أهمية دورها، إلا أنها تختلف عنها من حيث أصولها وقواعدها .
* جميل الأيوبي فني صيانة يرى أن أسعار الصيانة تختلف باختلاف نوعية الأعطال فهي متعددة وليست ذات طابع موحد، إذ تبدأ من فرمتة الجهاز وتنزيل برامج التشغيل والبرامج الإضافية وكذلك أجرة تركيب بعض الأجزاء التالفة وأيضا زيادة حجم الذاكرة وغيرها من الأمور الكثيرة التي أخذت طريقها في مهنة صيانة الحاسوب في الوقت الراهن.
* أنس زريق صاحب أحد محلات الكمبيوتر في البحصة يقول: إن الاعتماد على بيع الأجهزة الجديدة في ظل المنافسة القوية الموجودة أثر على الدخل، لذا فان إدخال الصيانة في المحل كأحد عمليات تنويع مصادر الدخل أصبح ضرورة ملحة .
* سامر قباني أحد مستخدمي الحاسوب أشار إلى أن أغلب المحلات وجدت أن عملية الصيانة تدر أرباحاً جيدة فاتجهت إلى إضافة مهنة الصيانة إلى محلها ولكن للأسف لا يوجد مكان منفصل في المحل حتى يمكن للفني أن يركز في عمله أو يستطيع أن يستمع إلى مشكلة جهازك مباشرة، وإن وجد تكون «السقيفة» هي مكان ورشة الصيانة وأضاف أن المشكلة في هذا المجال تكمن في جهل العديد ممن يدعون الدراية بصيانة الحاسوب، وطالب بأن يكون هناك شروط وتدقيق فيمن تمنح لهم تصاريح للعمل، في هذه المهنة حتى لايقع ضحايا جدد.
* منير محفوض مدير محل بيع للحاسوب وملحقاته اعتبر أنه نظراً لوجود خبرات شبابية في مهنة الصيانة إضافة إلى الثقة التي يوليها الزبائن لبعض المحلات واختيارهم للحصول على الاستشارات المتعددة ذات العلاقة بالحاسوب والبرامج المختلفة دفعت كثيراً من المحلات إلى تخصيص أقسام لاستقبال الزبائن للتعامل مع الأعطال بصورة مباشرة، وعن نظام الصيانة أشار إلى أن الصيانة خلال السنة الأولى تشمل قطعاً من حيث سوء التصنيع وليس سوء الاستخدام ثم تنحصر الصيانة في تركيب القطع مجاناً.
* عبد الرزاق، يعمل في تصليح أجهزة داخل محل صغير في منطقة العفيف قال: تعلّمت هذه المهنة من خلال دورات في معهد خاص زودتني بالمهارات اللازمة لممارسة العمل في صيانة الحاسوب عبر تعليمي تجميع أجزاء الحاسوب وتهيئة الجهاز للاستخدام وصيانة الأعطال وأساليب الحماية من الفيروسات وتنزيل البرامج وحل مشكلات البرامج في الجهاز.
* سامح كلثوم مهندس تحكم صناعي يرى أن هناك متاعب واستغلالاً وغشاً من قبل بعض ورش الصيانة، لأنها بكل بساطة تفتقر إلى الفني الذي يتقن فن إصلاح أجهزة الحاسب، فللأسف أصبح الجميع مهندسين في أجهزة الحاسوب بدون خبرة ، ولذا فان الخوف أصبح هو لغة الحوار بين الفني وصاحب الجهاز ويطالب بإنشاء جمعية خاصة تتبع لاتحاد الحرفيين تكون مسؤولة عن تنظيم هذه المهنة.
وأخيراً كي نقضي على العشوائية التي يمارسها بعض الهواة الشباب، ونحقق بعض الاستقرار والأمان للزبائن، مطلوب وقفة لتنظيم هذه المهنة الشبابية وحماية شبابنا المبدع الذي يجني من عمله قوته، ووضع حد للفوضى المنتشرة في بعض محلات صيانة الحاسوب التي يديرها مجموعة من الهواة والمنتفعين ليس لبعضهم أية علاقة بالحاسوب وصيانته خاصة وان الحاسوب أصبح في متناول شريحة عريضة من المواطنين وأصبح يمس كافة جوانب الحياة.