تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يختلف باراك عن موفاز ونتنياهو?

ترجمة
الأحد 7/9/2008
ترجمة: ليندا سكوتي

لو أن عضو الكنيست أوريت نوكيد تسلمت مقاليد قيادة حزب العمل فمن المحتمل فوز الحزب ب 13 مقعداً في الانتخاب القادم, ولن تتغير تلك النتيجة لو تسلم القيادة شخص آخر مهما علا شأنه ما حدا بنا إلى تذكر الانتخابات العاشرة عام 1981

التي فاز بها حزب العمل ب 47 مقعداً ومع هذا تلقى رئيس الحزب شمعون بيريز الملامة, واعتبر فاشلاً لأنه لم يستطع تحقيق نتائج أفضل , أما اليوم فتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمل لن يفوز بأكثر من ربع المقاعد التي فاز بها في عام 1981 أي مايناهز 13 مقعداً فقط, ذلك لأن إيهود باراك ما زال المرشح الوحيد لرئاسة الحزب.‏

وصف أحد المعلقين باراك أنه يعمل بشكل منفرد, وأن مهاراته الشخصية متدنية للغاية ولا تتوافر به صفات السياسي الحاذق, إذ إنه ارتكب خطأ عندما عمد إلى مواجهة تسيبي ليفني وعندما أكد على ضرورة إجراء انتخابات في حزب كاديما وعندما أقام في أبراج أكريوف, وأخطأ أيضاً عندما لم يحل دون قيام زوجته بتأسيس شركة(بي آر )حيث كان ينبغي عليه منع قيام ذلك في الوقت الراهن, تلك الأمور وغيرها أعطت تفسيراًلسقوط إيهود باراك في استطلاع الرأي, ذلك السقوط الذي عزاه بعض الناخبين إلى عدم وجود النهج والايديولوجية والوعود والرؤية الواضحة لديه, أما من خلال وجوده كوزير للدفاع فقد أثبت صحة المثل القائل: )إن مواقف القادة تتغير حسب مواقعهم( لذلك نرى الأميركيين يعتبرونه قد تفوق كرئيس للحكومة عندما أعطى أوامره بالانسحاب من لبنان وسعى لإيجاد حل للمعضلات القائمة مع الفلسطينيين, وكان على وشك توقيع اتفاقيات مع سورية والفلسطينيين كل ذلك جرى أبان استلامه رئاسة الحكومة لمدة تقل عن سنتين, لكنه عندما أصبح وزيراً للدفاع تحول فجأة إلى رجل محافظ جبان, وباحث عن المشكلات يبذل كل جهده للبقاء في موقعه السياسي ويسعى إلى حرمان رئيس الحكومة من أي نجاح يعمل على تحقيقه.‏

لو نظرنا إلى تصرفات باراك في هذه الحقبة فإننا لن نرى بها تصرفاً واحداً يتسم بالجرأة حيث لم يجر أي تغيير في إدارته ولم يسع لتفهم واقع الأمور, ولم يحرك ساكناً في قضية السلام لكن الشيء بالشيء يذكر فقد عمل على منع حدوث هجوم كبير على غزة, وقاد إسرائيل إلى التوقيع على اتفاق التهدئة مع حماس على الرغم مما اكتنف هذا الأمر من تراخ وتأخير.‏

أما وسائله في الدفاع فإنها تعتمد على التهديد والإرهاب واستخدام القوة المفرطة والحصار الصارم عديم الجدوى في غزة والإدعاء بعدم وجود شريك فلسطيني علماً أنه لم يتقدم بنظرة مستقبلية تختلف عن الآخرين.‏

إن ما نلاحظه هو أن أفكار باراك وتوجهاته تحاكي ما لدى شاؤول موفاز وبنيامين نتنياهو من أفكار وتوجهات ويقال: إنه لجأ إلى هذا النهج جراء ما حل به من يأس وفقدان للأمل, بينما كان عليه في ظل هذا الواقع أن يبتعد عن مسرح الأحداث لأن استمرار الاحتلال والقيام بالعمليات الأمنية اليومية لا تتطلب شخصاً مثل باراك ولا تتطلب أكثر من قائد بيروقراطي أو جنرال صغير ذلك لأن كلاً من موفاز ونتنياهو لديه القدرة على القيام بكل ما قام به من حصار واغتيالات ونقاط تفتيش.‏

لقد أخذ باراك موقعاً في الوزارة يمثل به حزباً يسارياً في توجهاته لكن من الملاحظ أنه أخذ يتصرف كيميني, لذلك فإننا لسنا بحاجة إليه لأنه لم يحاول إجراء أي تغيير ينسجم مع الفكر اليساري لحزبه, وبهذا فقد خان الأمانة التي أوكلت إليه.‏

لقد فوجئ الجميع بأن الدائرة الانتخابية التي دأبت على التصويت لحزب العمل قد أظهرت مؤشرات للتغير عندما بدأ الناخبون يتساءلون عن مدى الاختلاف بين توجهات حزبي كاديما والليكود وحزب العمل ذلك لأن الوسائل التي يستخدمها موفاز ونتنياهو من إرهاب وتهديد لا تختلف عن وسائل باراك التي لن يستطيع إقناع ناخبي حزب العمل بجدواها لأنهم يرغبون بأن يقدم لهم شيئاً آخر, أما إذا أصر على اتباع ذات الأسلوب فلن يؤدي ذلك إلا إلى عزوف الناخبين عن انتخاب هذا الحزب.‏

إن ما تمربه السياسة الإسرائيلية اليوم أمر مثير للأسى ففي الوقت الذي تعد الولايات المتحدة عدتها لانتخاب رئيس جديد يتبع منهجاً يخالف ما اتبعه سلفه, ونجد المرشحين للرئاسة قلقون من مواقف بلادهم السيئة ويجدون في البحث عن طرق لتصويبها تلاحظ أن إسرائيل منشغلة بصغائر الأمور ذلك لعدم وجود مرشحين مناسبين لرئاسة الحكومة يعملون على تقديم برامج تجذب الناخبين إليهم, بل إن كل منهم تمحور حول فكرة واحدة وخطابات متماثلة تقوم على التخويف من البرنامج النووي الإيراني وتسليح حزب الله وحماس, فهل يمكننا أن نتوقع أن يصدر شيئاًآخر عن باراك أكثر من تلك الأقوال?.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية