تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من ذاكرة طالب ..مسيرة عمّدت بدماء الشهداء ومعاناة المعتقلين

الجولان في القلب
الأحد 7/9/2008
إعداد خالد محمد خالد

قدامى الأسرى العرب يدخلون عامهم الرابع والعشرين..

مسيرة العرب السوريين في الجولان المحتل, النضالية والكفاحية ضد الاحتلال الإسرائيلي, وتضحياتهم الجسام من أجل تحرير الجولان وإعادته للوطن السوري الأم وللحضن العربي مستمرة ومتواصلة,‏‏

تلك المسيرة كانت حافلة بالتجارب والنماذج الرائعة العديدة, وعمّدت بدماء الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة المعتقلين, وسطر خلالها الكثير من القصص والحكايات البطولية, وذاق الكثير من أبنائها مرارة الأسر وقساوة السّجان الإسرائيلي, وما زال العديد منهم خلف قضبان السجون الإسرائيلية, فيما بينهم ثلاثة أسرى يعتبرون من عمداء الأسرى, حيث مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً, وهم : عاصم محمود الولي(41 عاماً) وصدقي سليمان المقت (41عاماً) المعتقلان منذ 23-8-1985 وبشر سليمان المقت (42 عاماً) المعتقل منذ 12-8-1985 الذي تسلم راية عميد الأسرى العرب بعد تحرر الأسير سمير القنطار.‏‏

هؤلاء الأسرى القدامى كانوا من المبادرين إلى المقاومة, وشاركوا في العديد من النشاطات والعمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي, واعتقلوا في شهر آب عام 1985 وتعرضوا إلى صنوف مختلفة من التعذيب البشع بشتى أنواعه وأشكاله الجسدية والنفسية والمعنوية وبعدها أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في اللد حكمها الجائر عليهم لمدة 27 عاماً, وفي تحد واضح لدولة الاحتلال وتعبيراً عن رفضهم لمحاكماته الصورية, قامت المجموعة بإنشاد النشيد الوطني السوري حينما نطق القاضي بالحكم عليهم, لينتقلوا بعدها ما بين السجون إلى أن استقر بهم الحال في الآونة الأخيرة في سجن الجلبوع.‏‏

كانت المجموعة مكونة من خمسة أشخاص وجميعهم اعتقلوا خلال شهر آب / أغسطس عام 1985 وبتاريخ 20كانون الأول2004 , أقرت لجنة طبية تابعة لمصلحة السجون بالإفراج عن أحد أفراد المجموعة بعدما تأكدت بأنه يعيش أيامه وشهوره الأخيرة وهو الأسير هايل حسين أبو زيد نظراً لخطورة وضعه الصحي وإصابته بمرض )سرطان الدم( ليخضع بعدها للعلاج في مشفى بحيفا لبضعة شهور حتى استشهد في السابع من تموز 2005 , فكان هايل في حياته وخلال سنوات اعتقاله, وهايل في مماته بذكراه الطيبة الرائعة وتاريخه المشرق ولذات الأسباب قررت اللجنة الطبية التابعة لمصلحة السجون الإفراج عن الأسير العربي السوري سيطان نمر الولي(42 عاماً) بسبب خطورة وضعه الصحي وذلك في الثامن من شهر تموز الماضي, حيث سبق وأن أجريت له عملية استئصال الكلية اليمنى في أيار الماضي, وأن التحاليل الطبية أثبتت وجود ورم سرطاني من النوع الخبيث وفي مراحله المتقدمة, وفور الإفراج عنه توجه إلى مشفى بحيفا لإجراء فحوصات طبية شاملة ولمتابعة العلاج, وتفيد المعلومات والتقارير الواردة من الجولان أن الولي ما زال يعاني من ذاك المرض وهو بحاجة إلى عمل جراحي جديد وعلاج متواصل ورعاية طبية فائقة.‏‏

إن باقي أفراد المجموعة الذين ما زالوا في الأسر يعيشون في ظروف قاسية ومخالفة لكل قواعد القانون الدولي الإنساني ولكافة الاتفاقيات الدولية, ويعانون من مشاكلات صحية عديدة وخطيرة, وأجسادهم بدأت تتهالك بفعل الظلم والقهر والتعذيب الإسرائيلي, ولاسيما الأسير بشر المقت, في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد, ويجب التحرك الجدي لضمان إطلاق سراحهم وعلاجهم قبل فوات الأوان, وقبل أن تقرر ذلك اللجنة الطبية التابعة لإدارة السجون, والتي عادة ما تقرر ذلك في مراحل متأخرة جداً.‏‏

وقد وجه الأسرى الثلاثة بمناسبة دخولهم عامهم الرابع والعشرين في سجون الاحتلال رسائل توضح معاناتهم وصمودهم في وجه المعتدي والجلاد, ناقلين فيها محبتهم إلى الوطن والشعب والقائد ونقتطف بعضا مما جاء فيها.‏‏

رسالة الأسير صدقي سليمان المقت:‏‏

الآن وعند بداية العام الرابع والعشرين لم يعد المجهول مجهولاً وقد خبرت كل تفاصيله, خضت الرحلة من بدايتها وقد أشرفت على النهاية, وها نحن نكتب سوية الفصل الأخير منها.‏‏

على سطح جلدي وبين ثنايا جوع معدتي كتب الجلاد تراجيديا الإنسان وقصة عشقي لهذا الوطن, بسوطه رسم الجلاد على جلدي خارطة الوطن العربي الكبير, ولكن كما أردتها أنا لا كما أرادها هو, خارطة خالية من دولة الكيان, خارطة تحكي قصص الملايين من الناس المتعطشين إلى الحرية وإزالة الحدود والدويلات المعلبة, خارطة تطرد الاحتلال وتعيد لهذا المشرق وجهه العربي الإسلامي, تعيد للعرب كرامتهم وحضارتهم وذاكرتهم ووجدانهم, خارطة كما أردتها أنا فيها تقع دمشق عند قلبي... بالضبط عند قلبي.. الجلاد بسوطه وعندما كان يهوي على جسدي لم يكن يعلم أنه يعزف نشيد عشقي لهذا الوطن, فإرادتي أنا الأسير المكبل كانت أقوى من كل ألة قمع, لهذا يحق لنا وبعد مرور 23 عاماً أن نعلن سوية انتصار الإرادة الحرة على ألة القمع, انتصار السجين على السجان.‏‏

الأسير صدقي سليمان المقت‏‏

معتقل الجلبوع‏‏

23-8-2008‏‏

رسالة الأسير بشر سليمان المقت:‏‏

إن هذا اليوم بالنسبة لي هو محطة في مسيرة النضال والصمود لأجل الأهداف والمبادىء التي ضحت بها ومن خلالها أجيال متعاقبة من أبناء هذا الوطن الصامد, وهي مناسبة حقيقية من الصمود على مدى هذه السنوات المتراكمة خلف قضبان الأسر الطويل, وهي تأكيد على ثوابتنا الوطنية والقومية مهما طال الزمن داخل المعتقلات وخارجها أيضاً, على أن نبقى أوفياء لعهدنا وقسمنا المعمدين بالدم والتضحيات على درب الشهداء الأبرار حتى تحقيق الحرية لنا ولشعبنا, وتحرير الأرض من دنس العدو الصهيوني المجرم في فلسطين ولبنان وسورية فهذه أرض الخير والرسالة والمثل العليا, وشعبها شعب البطولة والقيم السامية.‏‏

مضت هذه السنوات الطويلة 23 عاماً داخل الأسر وأحداث كثيرة جرت أثناءها, وبقي الاحتلال في فلسطين والجولان يمارس جرائمه وعدوانيته على الأرض والإنسان, ولكنه لم يجد إلا جيلاً مقاوماً متسلحاً بإرادة حرة وشعباً مناضلاً مصمماً على نيل حريته وسيادته في فلسطين, وأحراراً صامدين في الجولان وعيونهم ترنو إلى دمشق العروبة لأجل التحرير وعودة هذا الجزء الغالي من الوطن إلى سورية الحبيبة.‏‏

الأسير بشر سليمان المقت‏‏

معتقل الجلبوع‏‏

12-8-2008‏‏

رسالة الأسير عاصم محمد الولي:‏‏

أهلنا الأماجد في الجولان السوري الصامد‏‏

تواصل السلطات الإسرائيلية ممارساتها اللا إنسانية وانتهاكها لأبسط حقوق الإنسان ولعل الجريمة الكبرى هي فصلنا عن مجتمعنا إذ لاتسمح بزيارتنا لغير المقربين من الدرجة الأولى (الأخ والأب والأخت والأم) والإهمال الصحي ما يعرضنا للإصابة بأمراض مختلفة باتت تهدد بعض أسرانا بالموت..‏‏

23 عاماً مضت على الاعتقال بتهمة المقاومة بالجولان ولم تتوان السلطات الإسرائيلية لحظة عن ممارسة الضغوط والاضطهاد السياسي والاجتماعي بهدف التأثير على معنوياتنا والنيل من موقفنا الوطني والسياسي.. ولكننا مازلنا أحراراً مستمدين صمودنا من صمودكم.. وهويتكم الوطنية هي هويتنا, وهويتكم القومية هي هويتنا, ونحن وإن كنا أسرى القضية نعيش داخل السجون الإسرائيلية فلا زلنا متمسكين بهويتنا العربية السورية وبهويتنا القومية ولن تستطيع إسرائيل مهما مارست من ضغوط أن تنال من انتمائنا القومي والوطني.. إننا نفخر بكوننا جنداسوريين أوفياء للوطن.. تربينا بمدرسة القائد الراحل حافظ الأسد ونعلن الولاء التام للوطن قيادة وجيشاً وشعباً.. هكذاكان أجدادنا وهكذا هم أهلنا ونحن على الدرب سائرون.‏‏

الأسير عاصم الولي‏‏

معتقل 23-8-2008‏‏

khaledgolan@yahoo.com‏‏

"‏‏

khaledgolan@yahoo.com‏‏

‏">الجلبوع‏‏

23-8-2008‏‏

khaledgolan@yahoo.com‏‏

"‏‏

khaledgolan@yahoo.com‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية