تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القوات الأمريكية تضع سيادة باكستان على المحك زرداري الرئيس ال 14 وسط انقسام خطير وعنف متفجر

اسلام اباد
وكالات
رياضة
الأحد 7/9/2008
من القصر الابيض الى البيت الابيض فان باكستان تقع في عين الاعصار السياسي بعد ان اصبحت سيادتها على المحك بالعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الامريكية داخل اراضيها.

والى القصر الابيض سينتقل آصف زرداري ليسكن فيه بعد ان انتخبه البرلمان امس الرئيس الرابع عشر لباكستان ليخلف منصب الجنرال برويز مشرف الذي اجبره التحالف الحاكم على الاستقالة في 18 آب الماضي.‏‏

وقد أعلن رئيس لجنة الانتخابات في باكستان انتخاب آصف زرداري, أرمل زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو, رئيسا للبلاد.‏‏

وفاز زرداري باغلبية كاسحة على منافسيه حيث حصل على العدد الاكبر من أصوات البرلمان الاتحادي والجمعيات الوطنية في الأقاليم.‏‏

وقد تعهد زرداري بمكافحة الارهاب العنف و العنف المسلح الذي تقوده حركة طالبان في باكستان وضمان عدم استخدام الاراضي الباكستانية منطلقا لشن هجمات ارهابية على الدول المجاورة وعلى قوات الناتو في افغانستان.‏‏

واشار الى ان باكستان تقف الى جانب الدول التي تعرضت لهجمات ارهابية مثل الولايات المتحدة واسبانيا وبريطانيا وغيرها من الدول.‏‏

ونافس زرداري على منصب الرئاسة في هذه الانتخابات مرشح الرابطة الاسلامية جناح نواز شريف القاضي المتقاعد سعيد الزمان صديقي.‏‏

ويتعين على الرئيس الجديد معالجة قضايا المتمردين الإسلاميين والأزمة الاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد.‏‏

وبينما كانت تعلن نتائج الاقتراع على رئاسة زرداري ضرب العنف فقتل 16 شخصا على الأقل وأصيب 80 آخرون في انفجار استهدف نقطة تفتيش أمنية في ضواحي مدينة بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي في باكستان, في حين سقط 26 قتيلا في اشتباكات اندلعت بين مسلحين وقرويين في وادي سوات التابع للإقليم نفسه. تتزامن هذه التطورات الأمنية مع انتخاب البرلمان رئيسا جديدا للبلاد.‏‏

وفي تطور آخر قتل 20 قرويا وستة مسلحين من حركة طالبان باكستان في مواجهات اندلعت بين الجانبين في مقاطعة ماتا بوادي سوات, وفق ما ذكرت مصادر أمنية.‏‏

أما بالنسبة للشارع الباكستاني فإنه منقسم إزاء النظرة لرئاسة زرداري للبلاد بسبب ماضيه البارز بوصفه رمزا للفساد في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت زوجته الراحلة بينظير بوتو رئيسة للوزراء.‏‏

وأدى اغتيال بوتو في كانون الأول الماضي وانتصار حزبها في الانتخابات التي أجريت في شباط إلى دفع زوجها إلى قمة الهرم السياسي بعد استقالة مشرف إثر تسع سنوات قضاها رئيسا للبلاد وقائدا للجيش.‏‏

ويصنف زرداري على أنه مؤيد للغرب, لذا فإنه من غير المتوقع أن يكون هناك أي تغيير في التزامات باكستان باعتبارها حليفا في الحرب الأميركية على ما يسمى الإرهاب, رغم الغارات الأميركية الأخيرة على منطقة شمال وزيرستان القبلية وإثارتها غضبا شعبيا وانتقادات للحكومة.‏‏

وحتى قبيل انتخاب زرداري برزت مخاطر ربما تشهدها البلاد في المستقبل القريب, وأقرب مثال على ذلك محاولة اغتيال فاشلة استهدفت رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني تبنتها حركة طالبان باكستان.‏‏

كما أن تردد زرداري في إعادة القضاة لمناصبهم بعد أن عزلهم مشرف إنما هو بسبب مخاوف من احتمال أن يجددوا قضايا فساد ضده لم تساعد في بناء الثقة.‏‏

ويخشى محللون العودة إلى المنافسة المريرة بين حزبي الشعب والرابطة الإسلامية, والتي كانت سائدة خلال حقبة أواخر الثمانينيات والتسعينيات والتي جعلت صبر الجيش ينفد من الزعماء المدنيين فينقلب عليهم .‏‏

على صعيد اخر اعلن مسؤولون باكستانيون امس ان باكستان قطعت طريقا رئيسيا لنقل الوقود الى قوات حلف شمال الاطلسي الناتو في افغانستان لاسباب امنية 0‏‏

فيما اشار مسؤول اخر الى ان نقطة العبور في تورخام في بيشاور اغلقت بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة هناك ما جعل الطريق الرئيسي هناك في غاية الخطورة .‏‏

ومازال صدى عملية الإنزال البري التي نفذتها القوات الأميركية مؤخرا في قرية أنكور أده بجنوب وزيرستان وأدت إلى مقتل عشرين مدنيا معظمهم من النساء والأطفال ألقى بثقله على افتتاحيات الصحف الباكستانية التي أجمعت على أن العملية وهي الأولى من نوعها انتهاك صارخ لسيادة باكستان وسط تساؤلات عن دور الحكومة.‏‏

وتحت عنوان )الحقائق على الأرض( وصفت صحيفة ذي نيوز الإنزال البري للقوات الأميركية بجنوب وزيرستان بأنه انتهاك صارخ لسيادة باكستان مشيرة إلى أنه سبب صدمة للشعب الباكستاني برمته.‏‏

وأشارت إلى أن الحقائق على الأرض تقول إن الحكومة فشلت في الدفاع عن سيادة البلاد وحدودها وإن الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا ما أقدم الأميركيون على التقدم أكثر في الأراضي الباكستانية.‏‏

ولم تغفل الصحيفة الإشارة إلى أن غزو القوات الأميركية لكل من العراق وأفغانستان قد أدخل هذين البلدين في وضع مأساوي يصعب الخروج منه وقد بات لازما على الحكومة الباكستانية الرد بقوة على مثل هذه الاعتداءات .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية