وعلمت الثورة ان اطلاق المشروع الوطني لتنظيم الاقتصاد غير المنظم في سورية سيتم في الخامس عشر من ايلول الجاري.
واوضح مصدر حكومي للثورة ان الخبير الاقتصادي الدولي هيرناندو دوسوتو هو الذي سيقود هذا المشروع الوطني حيث زار دوسوتو سورية في حزيران الماضي وشارك في الطاولة المستديرة التي اقامها مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي ISMF تحت عنوان ( من القطاع غير المنظم الى المنظم..طرق تقليل انشطة الظل في الاقتصاد السوري ) واضافة الى دوسوتو شارك في الطاولة المستديرة خبراء دوليون ناقشوا اسباب ونتائج القطاع غير المنظم في الاقتصاد السوري والخبرة المتراكمة من تجارب دول اخرى في التعامل مع الاقتصاد غير المنظم وطرق تقدير حجم النشاطات غير المعلن عنها وكيف تحول القطاع غير المنظم الى منظم.
واقتصاد الظل هو نوع من النشاط الاقتصادي غير الخاضع للرقابة الحكومية ولايدخل ضمن الخطط الحكومية ولا ضمن حسابات الناتج الوطني ولا يلتزم بالتشريعات الصادرة ولا يمسك دفاتر نظامية ويتهرب من كافة الاستحقاقات المترتبة تجاه الدولة رغم تمتعه بخدماتها.
وفي لقاء الطاولة المستديرة قال عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ان الحكومة ستدخل عام 2009 برؤية واضحة للقطاع الاقتصادي غير المنظم في سورية والطرق الصحيحة لتنظيمه مشيرا الى أن هذا الاقتصاد ثروة ميتة واذا تحولت الى ثروة حية ستساهم في رفع الناتج المحلي الاجمالي.
الاحصاءات تشير الى ان اقتصاد الظل يشكل نحو 40 الى 50 بالمئة من حجم الاقتصاد السوري والمسؤولون الحكوميون يؤكدون ان هذا النشاط يؤثر في الدخل الوطني للبلاد وعلى اعتباره يشكل نحو 40 الى 50 % من حجم الاقتصاد فهذا يعني انه سيضيف هذه النسبة ذاتها الى الدخل الوطني في حال تنظيمه.
كما ان اهل العلم والاختصاص يؤكدون ان تنظيم هذا القطاع ليس بهذه السهولة فهو ينتشر بشكل سرطاني وينتج عنه سلع تباع باسعار زهيدة ما يؤثر على الناتج الوطني وعلى جودة وسمعة المنتج الامر الذي يحتاج ملاحقة من قبل الدولة وتوعية المواطن للاحجام عنها وملاحقة العلامات غير المسجلة من قبل حماية الملكية وفي الوقت ذاته يؤكدون بأن من اسباب وجوده العبء الضريبي والصعوبات في التنظيم اضافة الى الروتين الامر الذي يتطلب لتنظيمه ترغيب القائمين على هذا القطاع بمنح ميزات اضافية لهم وبالاخص ان هذا القطاع يساهم في ايجاد فرص عمل كثيرة.
صفوة القول: ان تنظيم هذا القطاع يحتاج الى خبرات كبيرة ومصادر حكومية تؤكد ان الخبير دوسوتو الذي سيقود تنظيم هذا القطاع يمتلك خبرة واسعة في هذا المجال ويعول عليه كثيرا في هذا الموضوع.
يذكر ان هيرناندو دوسوتو اختارته مجلة التايمز كأحد المبدعين الامريكيين اللاتينيين الخمسة في القرن العشرين.
وادرجته بين اكثر من 100 شخص تأثيرا في العالم كما اعتبرته مجلة فوريس واحدا من بين 15 مبدعا سيعيدون بناء مستقبلك بينما وصفت مجلة التنمية الالمانية دوسوتو بانه احد اهم منظري التنمية خلال الالفية السابقة وفي تشرين الاول من عام 2005 في صنفه اكثر من 20 الفاً من قراء مجلة بروسيكت البريطانية بين اكبر المفكرين العامين في العالم ودعاه بيل كلينتون الرئيس الامريكي السابق (اعظم الاقتصاديين الاحياء في العالم).
وفي هذا السياق علمت الثورة من مصادر مطلعة ان دوسوتو وافق على عرض المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية باراك اوباما بان يكون مستشاره الاقتصادي.
هذا وعمل دوسوتو كاقتصادي في الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة ( الغات) وكمحافظ للبنك المركزي في البيرو وهو حاليا رئيس معهد الحرية والديمقراطية في ليما حيث يعمل على تصميم وتنفيذ برامج التكوين الرأسمالية في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية والشرق الاوسط ودول الاتحاد السوفيتي السابق وقد دعاه حوالي 30 رئيس دولة الى تطبيق برامج المعهد في بلدانهم.
كما يترأس دوسوتو بالمشاركة مع وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولبرايت المفوضية الخاصة بالتمكين القانوني للفقراء.