من الساعة التاسعة إلا ربعاً. ففي سان سيرو يتجدّد الموعد بين آ.سي.ميلان الايطالي وضيفه برشلونة الإسباني (حامل اللقب) ، حيث ويأمل ميلان أن يحقِّق نتيجة أفضل من تلك التي حقَّقها عندما زاره برشلونة للمرة الأخيرة في 23 تشرين الثاني الماضي، حيث فاز النادي الكاتالوني 3/2 في الجولة الخامسة من دور المجموعات بعد أن انتزع منافسه الإيطالي نقطة منه في نيوكامب بالتعادل معه 2/2 في الجولة الأولى.وستكون مواجهة العملاقين محط أنظار حيث أنها تجمع بين عدة لاعبين من ميلان وفريقهم السابق برشلونة وعلى رأسهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، و مارك فان بومل والأرجنتيني ماكسي لوبيز اللذين تقمصا زي البلوغرانا عندما نجح الأخير في الفوز على الفريق اللومباردي في عقر داره بهدف للفرنسي لودوفيك جولي في ذهاب نصف نهائي نسخة 2006 ، بالإضافة إلى جانلوكا زامبروتا الذي لعب مع الفريق الإسباني بين 2006 و2008.ويخوض ميلان غمار الدور رُبع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2006/2007 حين واصل مشواره حتى فوزه باللقب للمرة السابعة في تاريخه، وهو يمنِّي النفس بالمحافظة على سجله المميز بين جماهيره، إذ لم يسبق له أن سقط في معقله خلال المباريات السبع السابقة التي خاضها في هذا الدور من المسابقة الأوروبية الأم، لكن هذه الإاحصائية لا تعني الكثير لبرشلونة .
مباراة الليلة تعتبر صعبة للغاية على ميلان خصوصاً أنّ برشلونة، الذي يستضيف لقاء الإياب خرج فائزاً من مبارياته الست الأخيرة التي خاضها خارج قواعده في هذه المسابقة، كما أن تجربة الروزونييري في هذه المرحلة من البطولة أمام منافس إسباني لم تكن مشجعة على الإطلاق إذ خرج على يد ديبورتيفو لا كورونيا في أكبر المفاجآت التي عرفتها المسابقة، وذلك عندما تمكَّن الأخير من تعويض خسارته ذهاباً في ميلانو 1/4 إلى فوز 4/0 في ريازور.ودون أدنى شك سيمثل ليونيل ميسي أكبر تهديد لميلان بسبب المستوى المذهل الذي يقدمه هذا الموسم وآخر فصوله قارياً كان في الدور الثاني، عندما أصبح أول لاعب يسجِّل خماسية في مباراة واحدة أمام باير ليفركوزن الالماني (7/1) منذ انطلاق دوري أبطال أوروبا موسم 1992/1993، ومحلياً السبت الماضي عندما أصبح أول لاعب من برشلونة يسجل (35) هدفاً في الليغا خلال موسم واحد،ليضيف هذا الإنجاز إلى ذلك الذي حقّقه الثلاثاء قبل الماضي حين أصبح أفضل هداف في تاريخ ناديه بتفوقه بفارق هدفين على الأسطورة سيزار رودريغيز، وذلك بعد أن سجَّل هدفه الـ (54) هذا الموسم في مختلف المسابقات .وفي الجهة المقابلة، يجب على برشلونة الحذر من الكرات الثابتة والهجمات المرتدَّة لميلان بحسب ما أشار حارسه فيكتور فالديس، الذي اعتبر أن مواجهة الليلة ستكون معقّدة .
ويبدو أن ميلان لن يركز بشكل أساسي على الهجمات المرتدّة، إذ من المرجَّح أن يعتمد أسلوباً هجومياً بحسب ما ألمح به مدرِّبه ماسيميليانو أليغري ، إذ قال هناك طريقتان لمواجهة برشلونة: إما الدفاع ومحاولة ضربهم في الهجمات المرتدّة وهذا أمر صعب للغاية، وإما نقوم بما قمنا به في المباراة التي خضناها على أرضنا في دور المجموعات ومهاجمتهم، لكننا ارتكبنا حينها بعض الأخطاء التي كلفتنا الهزيمة.
وفي فيلودروم يحل بايرن ميونيخ الألماني ضيفاً على مرسيليا الفرنسي .ويبدو الفريق الألماني مرشّحاً للعودة من معقل منافسه بنتيجة إيجابية تخوِّله خوض مباراة الإياب على ملعبه أليانز آرينا بأعصاب هادئة، خصوصاً أن الفريق الفرنسي الذي يخوض غمار هذا الدور للمرة الأولى منذ تتويجه بالنسخة الأولى لدوري أبطال أوروبا عام 1993 على حساب ميلان، لم يذق طعم الفوز في مبارياته الـ (8) الأخيرة في جميع المسابقات. وستكون المباراة مميّزة لنجم البايرن الفرنسي فرانك ريبيري، إذ سيعود إلى فيلودروم للمرة الأولى منذ أن ترك مرسيليا عام 2007، وهو يأمل أن تكون نتيجة الفصل الأول من المغامرة الرابعة للنادي البافاري في هذا الدور خلال المواسم الستة الأخيرة، إيجابية لفريق المدرِّب يوب هاينكيس قبل استضافة الإياب . كما ستكون المباراة مميّزة أيضاً لمدرِّب مرسيليا ديديه ديشان الذي يسعى للثأر من بايرن لأن مباراته الأوروبية الأخيرة له قبل الاعتزال كانت أمام النادي البافاري في نهائي نسخة 2001.