تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في كلية الإعلام:جهود حثيثة لتطوير مهارات الطالب العملية...

طلبة وجامعات
2012/3/28
لايزال طلاب كلية الإعلام يشعرون بأن كليتهم لا تمنحهم المفاتيح الحقيقية والمقومات التي تدخلهم إلى سوق العمل بشكل حرفي.

ومن خلال استطلاع آراء العديد منهم نجد أن ثمة قواسم وهموماً مشتركة يعانون منها، وهي تنعكس بشكل أو بآخر سلباً على سوية تحصيلهم العلمي، ومن معاناتهم نذكر، أن القاعات صغيرة قياساً لعددهم، وهي غير مؤهلة لطالب الإعلام، وخصوصاً فيما يتعلق بالقاعة الرابعة التي لا تحمل من مواصفات القاعة الطلابية أي شيء.‏

أما فيما يخص الاستديو المخصص للتطبيق العملي، فيبدو أنه لايزال محظوراً، إلا فيما ندر...‏

وساعات بعض المواد تكون متواصلة ما يفقد الطالب بعضاً من تركيزه واهتمامه،‏

وقضايا أخرى توجهنا بها إلى الدكتورة نهلة عساف عيسى، نائب عميد كلية الإعلام للشؤون الإدارية- جامعة دمشق:‏

نملك أحدث الاستوديوهات والمخابر‏

ربما أن الخريجين القدامى، لم يسعفهم الحظ بامتلاك الخبرة العملية فيما يتعلق بالمهنة الإعلامية، حيث كان الجانب النظري يطغى على التدريب العملي والمهاري، في مهنة الإعلام، وذلك في النواحي كافة، لأننا لم نكن نملك البنية التحتية للتدريب...‏

أما الآن ومنذ بداية العام، تم وضع الاستديوهات والمخابر في كلية الإعلام قيد التشغيل، ووضعت خطة لتدارك النقص الحاصل في موضوع التدريب، فطلابنا الجدد لديهم الآن ساعات من الدروس العملية من السنة الأولى حتى السنة الرابعة، كفيلة بتمكين الطالب بجزء ليس باليسير من المهارات العملية.‏

أما فيما يتعلق بالطلاب القدامى، فقد وضعنا خطة لإلحاق طلاب السنة الرابعة خلال الشهر القادم بساعات إضافية على المنهاج وهي عبارة " عن دورات لتدريبهم على بعض المهارات اللازمة لسوق العمل"، وسيتبعهم في ذلك طلاب السنة الثالثة... وبذلك يستدركون بعض المهارات التي لم تتوفر لهم سابقاً، بسبب عدم وجود الاستديوهات الحديثة...‏

نعاني نقصاً في الكوادر التدريبية‏

-هل تؤهل هذه المهارات لسوق العمل؟‏

--نستطيع تمكين الطالب بالمهارات الأساسية التي تساعده على الدخول لسوق العمل، ولكن هناك جانب كبير جداً، يقع على الطالب، لأن هذه المهنة تحتاج إلى عشق ورغبة، وهي مهنة تنافسية، تتطلب جهداً شخصياً، فإذا لم يبذل الطالب هذا الجهد، سيتحول إلى عالة على مهنته، ونحن في الكلية نبذل أقصى الجهود لمنح الطالب أكبر قدر من المعلومات والتدريب....‏

وخصوصاً بعد أن امتلكنا البنية التحتية، رغم أنه كان للبعض منا مبادرات شخصية لتدريب الطلاب في مؤسسات إعلامية، حيث نزلنا مع الطلاب إلى الشوارع لتدريبهم على عمليات الإخراج والتصوير التلفزيوني، والآن الاستديوهات هي ملك لطلابنا ومجانية، لكل طالب مسجل على قيود الكلية، لكن المشكلة تكمن في أننا مازلنا نفتقد للكوادر التدريبية المؤهلة، لأننا جئنا في ظروف صعبة، رغم أنه لدينا بعض المدربين الذين يواظبون على تدريب الطلاب خلال الحصص العملية، وعندما يحدث نقص ما، نستعين بخبير من خارج الكلية، وهذا ما حدث في بداية العام الماضي، فقد استطعنا تدريب الطلاب الخريجين على أكثر من عشر دورات في «التصوير، المونتاج، الإخراج، الغرافيك» لكي يدخلوا سوق العمل بخبرات لا بأس بها في آليات العمل الإعلامي...‏

وفيما يتعلق بطلاب التعليم المفتوح، فيتم تدريبهم ضمن دورات مأجورة، لكن بأسعار رمزية جداً، لا تتجاوز "5000" خمسة آلاف ليرة سورية للدورة الواحدة...‏

-هل القاعات التدريسية مؤهلة لطالب قسم الإعلام؟‏

--القاعات قليلة قياساً لعدد الطلاب، لأن المبنى بالأصل هو للآداب وليس للإعلام، فنحن على قيود جامعة دمشق ونمتلك فقط الكتلة التقنية " مركز التطوير الإعلامي" .‏

فكلية الآداب عدد طلابها يقارب الخمسين ألف طالب، لذلك لم نمنح إلا قاعات أربع ، واحدة كبيرة وثلاث قاعات صغيرة، وفي بداية كل فصل نعاني الأمرين في التفاوض مع كلية الآداب للحصول على أي قاعة أخرى لكن الآن هناك تفكير بتمكين الإعلام من مبنى خاص، وذلك عند انجاز الكتل الخاصة بالآداب...‏

وإكمال الأبنية الأخرى، فلا شك سيكون لنا مبنى خاص...‏

وجميع القاعات مجهزة على أعلى مستوى، عدا القاعة الرابعة التي نستعين بها، حتى لا نضطر لوقف المحاضرات، فهي كانت بديلاً للاشيء، لكن الآن استبدلت بقاعة أخرى، ونقلت جميع المحاضرات إليها...‏

القاعة الرابعة احتياط ..‏

وأظن أن علينا جميعاً تحمل جزء من المسؤولية في هذا الظرف الوطني الخاص.. وما نبذله من أجل استمرار العمل أعده مجهوداً حربياً سرياً غير معلن، وعلى الجميع التعاون رغم أنني أعترف أن القاعة الرابعة "باردة وشكلها غير لائق" لكن الضرورة أحياناً تضطرنا لقبول ذلك.. لنضمن استمرار العمل..‏

-ماذا عن ساعات الحصص الدرسية الطويلة؟‏

--هذا أمر واقع، لأن القاعات غير كافية، ما يضطرنا لوضع برنامج يتيح أن يكون لكل مادة قاعة لتنفيذ المحاضرة، وخصوصاً أن مدرسي المواد، لديهم التزامات درسية لأكثر من سنة دراسة، لكن نتغلب على ذلك باستراحة تقرر في الحصة الواحدة.. فما الذي يضير الطالب في ذلك؟‏

-ما الجديد في مقررات كلية الإعلام ونظمها التدريسية؟‏

--البرامج عدلت بالكامل، والآن نعتمد نظام الساعات المعتمدة، ونحن الكلية الحكومية الأولى التي تعتمد هذا النظام، وهو حديث جداً، يستند على المراجع المفتوحة " فصول مختارة من مراجع متعددة" ويوجه الطالب إلى بعض المراجع في مجال الإعلام وأحدث ما توصل إليه العلم في مجال " لغة الصورة، عصر الصورة، وماذا يعني التضليل، الخداع" وكيف نتجاوز تبعات ما يقوم به المغرضون في وسائل الإعلام.‏

-كيف نقيم مخرجات كلية الإعلام؟‏

--لم يكن طالبنا يمتلك سابقاً في مخرجاته العلمية أي معرفة، أو مهارة تدريبية ، والآن نحن في بداية التجربة، وربما بعد سنوات أربع، يمكننا أن نقيّم تلك المهارات التي استطعنا منحها لطلابنا بوجود البنية التحتية، ومدى امتلاكه لمهارات ومعارف علمية اعلامية، وبديهي أن يمتلك الطالب الآن هذه المهارات، بعد التدريب العملي ضمن الاستديوهات والمخابر الحديثة وهذا طبعاً إضافة إلى أن الجهد الشخصي عامل أساسي لدخوله سوق العمل، لأن علم الإعلام، هو علم متغير يومي، وفي كل يوم تظهر فيه أشياء جديدة، فإن كان من واجبنا وضع اللبنة الأساسية، لكن المتغيرات مسؤولية المتخرج لتطوير أدواته...‏

-هل من تعاون مع جهات أخرى؟‏

--لدينا اتفاقات مع الإذاعة والتلفزيون، ومعهد الإعداد الإعلامي، وقد توقفت بعض الاتفاقات العلمية بسبب الظروف من مثل " اتفاقية مع قناة الجزيرة، وجامعة اليرموك"‏

والاعتماد فقط الآن على الخبرات المحلية، ومع ذلك نحن جاهزون للتعاون مع أي جهة يمكن أن تمنح طلابنا المزيد من المعرفة والخبرة... وسبق أن استعنا بأصدقاء لنا متطوعين لتدريب طلابنا على الفنون المختلفة للعمل الإعلامي، والآن نحن بصدد استقدام مجموعة من الخبراء لتأهيل كادر التدريب على الإعلام الالكتروني وفق أحدث أنواع التحرير الإعلامي في العالم، وعلى فنون الغرافيك والتقديم الإذاعي لتدريب الطلاب.‏

محكومون للظروف،!!‏

-ما أهم السلبيات التي تعيق عملكم، وكيف سيتم تجاوزها؟‏

--لا نزال في البدايات، وخصوصاً فيما يتعلق بعملية التدريب، لافتقارنا للكوادر المدربة على التعامل مع التقنيات التي لدينا، وهي أحدث أجهزة في العالم، ونسعى للتغلب على هذه المشكلة عبر الحصول على الخبرة المطلوبة لتدريب مدربينا...‏

ولا نزال نتعثر، فليس لدينا أماكن كافية للعملية التعليمية، فثمة أحلام كبيرة لدينا نطمح لتحقيقها، عندما نحظى بمبنى مستقل، لنجعل منه منارة مستقلة، لسورية كلها، وليس فقط لجامعة دمشق.‏

لكننا محكومون بالظروف المفروضة علينا، وقد وعدنا رئيس الجامعة أننا سنمنح خلال فترة قصيرة مبنى مستقلاً، وبانتظار الوقت المناسب...‏

وتنتهي الدكتورة نهلة عيسى إلى أهمية كلية الإعلام والتي حافظت على انتمائها الوطني من خلال الالتزام الكامل بالدوام طلاباً وهيئة تدريسية..‏

بين شكوى الطلاب وإجابات أصحاب الشأن، ثمة حلقة مفقودة، وحقيقة ضائعة، لابد من الوصول إليها، لوضع النقاط على الحروف والوصول بطلابنا إلى سوق العمل، بالشكل الحرفي المطلوب، بعيداً عن التعثر، وربما التواصل مع الطلاب والوقوف عند معاناتهم يسهل المهمة، وخصوصاً، أن اختصاصهم بات يشكل سلطة هامة في عصرنا الحالي...‏

فهل تجد أصواتهم صدى إيجابياً، نأمل ذلك؟؟!!.‏

فاتن دعبول‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية