وأذار بالنسبة لنا نحن السوريين ليس مجرد تسمية لشهر من أشهر السنة إنه باقة من الأعياد التي تؤسس للحياة فينا وتقدم بعض تفاصيل وجودنا.
وفي ملتقى ينابيع العطاء هذا, فكرت أن ألتقي أمهات طالبات جامعيات أو أمهات أساتذة.. لكن شيء بداخلي منعني من هذا التخصيص.. فكل الأمهات يتشابهن في صفة عطائهن وصدق مشاعرهن ونبل نواياهن وان اختلفت النتائج..
وتوجهت إلى رئاسة الجامعة للسؤال عن تكريم الأمهات العاملات فيها.. فوصلني الرد أنه لا احتفالات محددة تخص هذا اليوم بشكل رسمي... وعندما توجهت لألتقي بعض أمهات الشهداء..وهن كثر.
إلا أن كل المساعي تتجه نحو الوطن وتحتضن كل المشاعر وتأخذ كل اهتمامي.. فعدت معها بكل جوارحي إلى سنة انطوت.. سنة هربت أيامها وحفرت في الوجدان ذكريات قاسية.. سنة قلبت الكثير من الموازين وفعلت ما فعلت.
ومن آذار الماضي إلى آذارنا الحالي ونحن نشهد كيف تحتضن سورية أولادها الأوفياء وكيف تتكسر المؤامرات أمام صدق ايمانها بالحق والخير.. ونشهد أن بشائر الطمأنينة والسلام مرهونة بسلامة الوطن وعافيته من مؤامرات الحقد وجبروت أصحاب المطامع الدولية..
نعم .. بعد سنة من الدروب الشائكة والقلوب المتحسرة على الأحبة والعيون الدامعة أصبح للتاريخ مشاهد يسجلها بكل فخر عن الأمومة السورية التي جعلت الحق سلطانا والباطل شيطانا أخرس.
وبعد هذا العام أليس آذار سورية أولى بربيعه ليختم أحزان الامهات؟.