|
وثائق ويكيلكس.. ويوميات الحرب الفاشلة في أفغانستان شؤون سياسية ومنذ إقدام الموقع على نشر الآلاف من الوثائق الدبلوماسية والعسكرية والجدل في واشنطن وعواصم دولية أخرى مازال محتدماً لمعرفة هوية من سرب هذه الوثائق التي تعد من دون شك التاريخ الأكثر أهمية حتى الآن لجوانب رئيسية من الحرب الأميركية في أفغانستان. ومن المرجح أن يكون لكشف هذه الوثائق أثر مهم في الحرب الأميركية- الأطلسية من حيث إن هذه الوثائق ستذكي غضباً عبر العالم، حسب الكاتبة والباحثة فيلبس بنيت في مقال لها على موقع «كومون دريمس» لأنها تكشف لأولئك البعيدين عن أفغانستان وباكستان مالم يكونوا يعرفونه عن هذه الحرب وهذا سيعني بالتأكيد إذكاء الغضب على السياسات الأميركية وتحفيز تحركات معارضة للحرب في أماكن مثل أوروبا وكندا واستراليا وهذا سيعني بدوره ضغطاً أكبر على تلك الحكومات التي لاتزال تقدم قوات لحرب واشنطن في أفغانستان وأهم من ذلك سيعني ضغطاً أكبر على إدارة أوباما والكونغرس الأميركي من أجل إنهاء هذه الحرب. وهذه الوثائق في مجموعها كما تقول الكاتبة: تقدم في مجموعها «رزمة» كبيرة من الأدلة على حرب وحشية لم يكن لها قط أي فرصة للنجاح وأدلة على ماكانت الحكومة الأميركية مصممة خلال عهد إدارتين على اخفائه عن شعبها ذاته وعن بقية العالم. وتسجل الوثائق يوميات عمليات متصاعدة للقوات الخاصة وهجمات الطائرات من دون طيار وعمليات عسكرية أخرى وهي تصف أنشطة مثل عمليات قوة المهمات 373 وهي كتيبة موت تطارد أفراداً محددين على قائمة بأسماء أشخاص يجب قتلهم أو أسرهم من دون محاكمة بالطبع. وتتضمن الوثائق أدلة على مقتل مدنيين بأعداد أكبر بكثير مما تعلنه الصحافة والعديد منهم لم يذكر حتى في جلسات استماع الكونغرس الأميركي ذات الصلة خلال تلك السنوات. وتعرض الوثائق بالتفصيل أدلة ضخمة على الفساد والابتزاز والعنف المتواصل الذي يستهدف المدنيين الأفغان على أيدي ميلشيات تمولها وتدربها وتدعمها الولايات المتحدة وتعرف باسمي الجيش الوطني الأفغاني والشرطة الوطنية الأفغانية الوثائق المسربة لم تكتف بالحديث عن الممارسات الأميركية في أفغانستان بل تحدثت عن ممارسات الحلفاء أيضاً الذين بدؤوا مؤخراً العد التنازلي لسحب قواتهم من أفغانستان أو تقليل أعدادها على حين تستعد واشنطن لإرسال المزيد من القوات التي سيتم سحبها من العراق على الأغلب إلى أفغانستان وفق استراتيجية التصعيد الأميركية الجديدة والتي تركز على مطاردة القاعدة. وفي الوثائق نجد أدلة حول قيام قوات الاحتلال وحلفائها بتعقب سيارات وأشخاص وقصفها عن بعد من قاعدة مراقبة فضائية بولاية نيفادا تنفيذاً لأوامر تصدر لحصاد المشتبه فيهم بالجملة وعدم وجود أسرى أو مصابين بين الأفغان. ماعرضته وثائق ويكيلكس تؤكد كذب الادعاءات الأميركية حول حماية المدنيين الأفغان فهذه المسألة رغم أهميتها تلاشت وحل محلها اعتراف بأن دور قوات الاحتلال هو ببساطة قتل كل أولئك الذين يعتبرون أشراراً في نظرالقيادة العسكرية الأميركية. مايلفت الانتباه في هذه الوثائق التركيز الأميركي ولاسيما الاعلامي حول إيران وباكستان. فبالنسبة إلى إيران يلاحظ التركيز عن نشر تفاصيل حول برقيات دبلوماسية وتقارير صادرة عن قلق متصاعد من تمدد النفوذ الإيراني في أفغانستان وهو التقرير الذي استند إلى مخبرين أفغان. وفي وثيقة أخرى مصدرها هذه المرة وزارة الخارجية الأفغانية تتحدث عن قيام إيران بتقديم رشا بملايين الدولارات إلى نواب أفغان للمساعدة عن اخراج وزراء وصفوهم « بالاصلاحيين» من الحكومة الأفغانية. وفي وثيقة حديثة تاريخها آذار 2009 أي في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما نجد تقريراً يؤكد وصول مجموعة قوامها مئة متمرد أفغاني وأجنبي إلى الأراضي الأفغانية قادمين من إيران لشن عمليات انتحارية، وهذا يعني اتهاماً صريحاً لإيران بالتدخل في الشؤون الأفغانية. أما بالنسبة لباكستان فإن الوثائق المنشورة والتي ركزت عليها وسائل الإعلام الأميركية بشكل لافت، وملاحظة التوجه الأميركي الحثيث مؤخراً نحو استخدام تعبير الحرب في «أفغانستان وباكستان» أي تم إدخال باكستان في منظومة المواجهة الأميركية في أفغانستان من خلال اتهام وكالة الاستخبارات الباكستانية بالتنسيق مع حركة طالبان، وذلك على الرغم من ادعاءات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وآخرين في ادارة أوباما أن باكستان هي حليف موثوق للولايات المتحدة، ليس مطلوباً منه أكثر من أن يطارد الارهابيين بجهد أكبر.
|