وإن كانت محدودة الوقت إلا أنها من يرصد الاهتمام بكل من شارك في صناعة العمل, سواء مخرجين أو ممثلين أو فنِّيين وغيرهم ممن لا يعرفهم كُثر مع أنهم من كوادر العمل الأساسية..
من هذه البرامج (فنان ورمضان) الذي اختار مقدِّمه أن يقومَ بعقدِ لقاءٍ يومي مع أحد المشاركين فيما يُعرض من أعمال درامية, ليسأله فقط عما يطابق العنوان, وبما يخصُّ الطقوس التي يمارسها في هذا الشهر وإن كانت طقوس بلده (إن كان عربياً) تختلف عن طقوس سواها من الدول التي زارها أثناء مشاركته في أعمالٍ عربية, وأيضاً عمَّا إذا كانت مهنته قد أعاقت عاداته, بالإضافة إلى عرضِ لقطاتٍ من أعماله, ولأجل استيعاب ما يرويه عن صناعتها الدرامية.
لكن, وإذا كان هذا البرنامج, على سبيل استراحة صائم هو (المشاهد) فإنه أيضاً استراحة محارب هو (يوسف رزق) و(نجدت أنزور) وغيرهم ممن منحوه القليل مما سمحت به أوقاتهم التي كانت لا تزال في عراكٍ مع العمل والواجب.
أمَّا في (صورة ودور) و(صورة وخبر) فنرى الالتزام الأكبر بعرضِ ما لايمكن أن نسمِّيه برنامجاً وإنَّما لمحة سريعة تُعرِّف بالفنان وبأدواره وأعماله وصولاً إلى ما بات عليه من مكانةٍ فنية, أو ربَّما آخر خبر يدل المشاهد على أن الصورة التي يراها هي لفنانٍ تعدَّدت أعماله فأجاد حتى استحقَّ ماوصل إليه من شهرة مهنية.
وننتقل إلى البرنامج الأكثر استعداداً لمواكبة ما يتطلبه المشاهد من وقت. إنه (حكايا الحكايات) الذي يأخذنا إلى حيث يتمَّ تصوير أحد الأعمال الدرامية, وباختلاف أزمنتها وأمكنتها وشخصياتها ليقوم أيضاً, وبين اللقطة واللقطة, باستدراج مخرج العمل أو أحد الممثلين, للكلام عما يشرح فكرته وقيمته وأماكن صناعته وصولاً إلى مطابقة الصورة مع الفكرة التي تصل إلى المشاهد على شكلِ حكايةٍ إما أن تُقنعه أو يرفضها فتغادره.
أخيراً نقول: لاشك أن هناك العديد من البرامج الأخرى التي تُعرض على هذه الفضائية, والتي وإن لم نذكرها جميعها إلا أنَّ فيها ما يعكس رغبتها بأن تكون فعلاً على قدرٍ موفَّقٍ في تحمُّل المسؤولية وفي تقديم كل ما من شأنه أن يجعلها تستحق بأن تحمل هوية درامية, وبتدرجاتِ ما تواكبه من برامج رغم أنها لا تخلو من (ضغط الوقت والاختزال) إلا أنها قد تبدو كافية لتسهيل استيعاب المشاهد لما تنهالُ به عليه الفضائيات من أعداد الأعمال, التي ومهما أصابته بالملل لن تردعه عن متابعة ما يُعرض أمام عينيه, حتى وإن كان يقيناً بأنَّ لا قيمة أو معنى أو فائدة فيه.