غير أن أهم ما يميز هذا الحي- الذي صار حديث الناس في كل أنحاء المحافظة هو الإهمال المنظم إن لم نقل المقصود.. الذي يعاني منه في كل مجال خدمي.. حتى أن المرء حين يتجول في أنحائه يعتقد أنه ربما كان خارج التنظيم.. أو لايتبع لجهة خدمية تقوم بما يجب عليها تجاهه. وقصة هذا الإهمال للحقيقة ليست جديدة.. وإنما هي بعمر هذه الضاحية.. التي تعد أكثر أحياء حماة تنظيما وتنوعا سكانيا.. فمنذ السنة الأولى التي بدأ السكن فيها في عام 1990 اكتشفت العيوب الإنشائية.. والتشققات البيتونية.. وعدم وصل مصارف المياه المالحة لأبنية بكاملها .. ناهيك عن تسرب المياه إلى أساسات الكثير من الأبنية التي تصدعت وأخليت.. ثم أصلحت- كما يدعي المنفذون والمشرفون.. ومنذ ذلك التاريخ أيضا.. انتشرت المخالفات انتشار النار في الهشيم.. فهذا يعدل في مدخل شقته.. وذاك يتجاوز على الحديقة المخصصة لكل بناء مؤلف من 8 شقق.. وآخر يقوم ببناء محل تجاري يقوم بكل ما تمليه عليه مصلحته وو.. حتى ضاعت الكثير من المعالم الأساسية للأبنية.. وصارت عبارة ( حارة كل من إيدو الو) عبارة مألوفة ومتداولة ومعمول بها في كل مكان من هذا الحي. وكل هذا أمام أعين وأنظار بلدية حماة.. التي غضت الطرف حينا. لأمور لايعرفها إلا الله.. وتصنعت القمع حينا آخر وعلى عينك ياتاجر.. فقامت جهاتها المعنية ( بحملات) تشبه المسرحية لقمع عدد محدد من المخالفات التي تعج بها الضاحية وتبلغ المئات. إن لم نقل الآلاف.. ومن هذه المخالفة عمود.. ومن تلك دور.. ومن ثالثة باب أو نافذة.. أو سطح مستعار.. وربك الستار. والحبل - كما يبدو على الجرار.
غير أن كل ذلك ماهو الا جزء من موقف منظم للبلدية التي تصر على ما يبدو أن يبقى هذا الحي بكاملة خارج دائرة اهتمامها.. فالنقل الداخلي- الذي كتبنا عنه مرات عديدة- مشكلة مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات.. وعدد الباصات العاملة واحد او اثنان في أحسن الأحوال.. والميكروباصات الصغيرة في تناقص مستمر... والراكضون والمتعلقون بها في تزايد.. والأرصفة- إن كان بقي منها شيء.. زال عنها البلاط.. وملأتها الحفر.. وانتشرت عليها وفي الشوارع المجاورة لها الحفر والمطبات.. وبرك المياه تجود على المارين بمياهها في كل شارع وجزيرة وممر ,وحتى الخبز الذي لابد منه لابد من الحصول عليه من الحوانيت المخالفة.. لأنه لاوجود حتى الآن لمخبز أو فرن نظامي في كامل الحي.. الذي قارب عمره العشرين عاما.. والذي يفتقر من بين ما يفتقر اليه إلى ثانويات للذكور والاناث.. وإلى حدائق.. ومنصفات.
وإلى نظافة تغيب عنه تماما ولو بوجود حاويات تقف خجولة في بعض أرجاء الحي.. تنتظر من يفرغها أحيانا لأكثر من يومين.. بعد أن تكون قد زينت ما حولها بكل ماهب ودب من مخلفات تزكم الأنوف.. وتجمع الذباب والحشرات والحيوانات التي تضفي على اللوحة السريالية مزيدا من التنوع , غير أن اللوحة لاتكتمل بغير تلك الأنقاض والمخلفات وبقايا السيارات المعطلة منذ سنوات والتي تزين بها مؤسسة الاسكان العسكري الفرع 104 بعض ساحات وحدائق الضاحية المفترضة.. والتي وعدتنا منذ ثلاث سنوات على ترحيلها بعد شهر من سؤالنا عنها.. وهي لاتزال في مكانها معرقلة السير- كما في المرآب الواقع في بداية الجزيرة السابعة.. والهنكارات المتطاولة في الجزيرة الثالثة.. وغير ذلك من مخلفات العمل التي يمكن ملاحظتها في مختلف أرجاء الضاحية.