تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسعد عرابي ...... روزنامة لعواطف .. كاسرة

شؤون ثقا فية
الثلاثاء 11/4/2006
لينا هويان الحسن

(هذا فنان كما احب ان يكون الفنانون.. لا يطلب الا شيئين .. خبزه وألعابه)

هكذا بالتأكيد اسعد عرابي.. ولأننا لسنا كائنات حرة الا في التأملات الشاردة كما يؤكد (لار) وكما يقول ايضاً اننا: ( نحلم متذكرين, واننا نتذكر حالمين) فإننا سنكون احراراً بحق حين نجري . . ننساب مع سواقي ألوان اسعد عرابي في معرضه الاخير الذي افتتح مؤخراً في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق حيث تحالفت معه لوحات -طينية- ابدعها الفنان فادي يازجي.‏

عرابي في هذا المعرض ادهشنا بالحضور المكثف للون الصريح.. بكل اطيافه.. مؤكداً على تخوم مثيرة لعوالم الألق الايروتيكي- ( الواضح-الموارب) ومستحضراً البدائية-الجميالية, الفنية ومستعيراً ميثولوجيات موغلة في القدم .. وعازفاً على وتر غراميات كل من الذكر والانثى?!‏

فالعماد والسديم اللوني شكلا المحيط المفترض لتمردات الانسان الاولى ووعيه الصريح لوجوده الحقيقي الطبيعي الضروري لجسده..مخلصاً لما وجد‏

اعتمد عرابي على عناصر تشكيلية شبه موحدة بارزة اضافة الى شخوصه المحددة بالخط الاسود العريض كذلك اللونين الاحمر والازرق .. حيث شكلت عناصر تشكيلية لعبت دور البطولة بامتياز رائع اتقنه دائماً اسعد عرابي.‏

( الخط الاسود ) الذي استعان به الفنان ببراعة تبرز لنا استخدامه واصرار الريشة على المضي قدماً معه?!‏

جاء كخط واضح معلن - الاسود - بدا وكأنه محراث سيتصلح ارضا بورا .. يشذب التقاطعات الحاسمة.. يشق طريقه وكأنه يجهل ما سيطرأ من تعديل او انحراف.. انعطاف .. في دربه لهذا تبدو الخطوط السوداء- المؤسسة- لمعالم اللوحة كما خارطة دروب ترابية في الارياف النائية حيث ثمة حيرة جاهزة لتضييع الطريق وبغتة?! وكأن التواصل بين خطوط عرابي هو مجرد فرضية قائمة على حدس غير واضح يشبه العاطفة التي كانت وراء تدوينه ( واعية اولا واعية)‏

تميزت وجوه الشخوص بأنها جاءت خالية من اي صقل جاءت محددة-محدودة بالأسود الغاشم, الطاغي والمحسوم امره كقدر وعبر مناوشات طفيفة للونين الاصفر والكموني و البرتقالي المخفف ظهرت تركيبات عاطفية وتماثلات غريبة مثل ( فرح الفرح. . حب الحب.. رغبة الرغبة)..‏

فضاء العمق تمثل في الازرق البحري الذي يمكن ان نسميه: ( ازرق عرابي)? فكيفما كانت درجاته واينما خطر ببال الريشة تدوينه فإنه سيذكرنا بالبحر وبمناوءات الموج..‏

اما اللون الاحمر فهو السر ( الدينامي) للرغبة ففي كل اللوحات نافس الخط الاسود وتغلب على بقية الالوان متغلغلاً في محراب الرغائب ومغشيا-بخبث وقوة- اسرار: ( الطاقة, الالم, الجرح, الغريزة, الامتاع المتقلب)?!‏

ببساطة شكل الاحمر عند عرابي روزنامة لشتى العواطف..? ومن العناصر التشكيلية التي قدمها عرابي ( الطائر) الذي يجنح صوب الخرافة ويشطح نحو العمق.. الماضي .. فكل طيوره مرسومة ببدائية-طفولية-بعض الطيور تذكرنا بطائر السمرمر الذي كان يعلن عن قدوم المطر لدى العرب القدماء وطيور اخرى تومئ الى العنقاء.. والرخ.. واخرى تشي بطائر الفينيق الذي يموت دون ان يفنى. فيختار بعثة بين اعواد الناردين وبالبخور يحيا من جديد. كذلك بدت رمزية الطائر - الدماغ واضحة حيث مثل الطائر جراة العقل البشري للوعي الاول والمحاولة البكر لشق سماء الفكر ومجازفة التحليق البريئة.. ثم التمرد والتفكير.. ويقين اللايقين ?!‏

فتتعدد الرموز. .واشارات لدى عرابي لتعدد التأويلات وبعض اللوحات تشي باستعارة واضحة من الفنون الجميلة القديمة مثل لوحة الفتاة والحصان وهي نسخة معدلة عن جدارية بابل ( السبع والفتاة) كذلك عوالم ألف ليلة وليلة تبدو بارزة عبر وجود الرجل الزنجي والمرأة البيضاء حيث الشيقة واضحة دون ادنى وجل وذلك خلال تدخل اللون الاحمر مضيفا ( شبقية هائلة ورغائبية بحتة حيث التوهج.. التأجج .. والذروة ..).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية