ولاقت هذه الاجراءات الاسرائيلية العقابية مؤازرة من جانب الاتحاد الاوروبي الذي وافق وزراء خارجيته خلال اجتماعهم في بروكسل امس على تعليق المساعدات للسلطة الفلسطينية ولو انهم اعلنوا عزمهم مواصلة تقديم العون للشعب الفلسطيني بطرق اخرى لا تمر عبر الحكومة الفلسطينية.
ميدانياً احيا الفلسطينيون الذكرى الرابعة لمجزرة مخيم جنين حيث استشهد عشرات الفلسطينيين داخل المخيم بعد اجتياحه من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلي التي حاصرته مطولاً خلال اجتياحها للضفة الغربية عام .2002
وقد استشهد امس طفل فلسطيني بسقوط قذيفة اسرائيلية على منزل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وجرح 12 اخرون.
كما استشهد مواطن فلسطيني وجرح 17 آخرون خلال قصف مدفعية الاحتلال لبلدة بيت حانون شمالي القطاع.
كما اعلن جيش الاحتلال ان جنوده قتلوا بالرصاص فلسطينياً بالقرب من بيت لحم بالضفة الغربية خلال محاولة القاء القبض عليه.
وقد تظاهر مئات الفلسطينيين امس امام مقر الامم المتحدة في قطاع غزة احتجاجاً على الصمت الدولي تجاه العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وعلى قرار الاتحاد الاوروبي قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني.
الاوروبيون يؤازرون إسرائيل
في هذه الاثناء طلب الجيش الاسرائيلي من عناصر الشرطة الفلسطينية الذين يعملون في مكتب اتصال الى جانب نظرائهم الاسرائيليين على مدخل مدينة اريحا في الضفة الغربية مغادرة المكتب.
كما اعلنت اسرائيل مقاطعتها لأي دبلوماسيين يقابلون اعضاء في الحكومة الفلسطينية. من جانبهم وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل امس على قرار المفوضية الاوروبية بقطع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية. غير ان الوزراء الاوروبيين قالوا انهم يبحثون عن وسائل اخرى لمساعدة الشعب الفلسطيني. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان الاتحاد الاوروبي لا يرغب في معاقبة الشعب الفلسطيني على القرار الذي اتخذه بحرية لانتخاب حكومة تهيمن عليها حركة حماس.
من جهته قال خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي انه في حال أوفت حماس بالشروط التي وضعها الاتحاد الاوروبي فعندها سيتم التعامل معها بشكل طبيعي.
المنظمات الدولية تحذر من كارثة
وقد حذر برنامج الغذاء العالمي أمس من تفاقم الازمة الانسانية في الاراضي الفلسطينية بعد تعليق المساعدات الاميركية والاوروبية المباشرة للحكومة الفلسطينية.
وقال ارنولد فيركين مدير البرنامج في الاراضي الفلسطينية للوكالة ان حالة الفلسطينيين قد تسوء تدريجيا وخاصة الاشخاص الذين يتقاضون راتبا من السلطة الفلسطينية والذين سيصبحون قريبا من دون دخل.
من جانبه قال بيير كريهينبويل مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الاحمر انه ليس بوسع المنظمات الانسانية تقديم سلسلة الخدمات التي يتوجب على الحكومة الفلسطينية تأمينها مشيرا إلى ان ذلك ليس من مهام منظمة الصليب الاحمر الدولية. وأضاف انه يتوجب على اسرائيل كقوة احتلال تأمين الاحتياجات الاساسية للمدنيين في المناطق الفلسطينية بما فيها الطعام و الدواء بموجب القانون الدولي.
السلطة لا تملك أموالاً
اعلن عمر عبد الرازق وزير المالية الفلسطيني ان السلطة لا تملك اموالا وانها لم تتلق سوى 35 مليون دولار من الجزائر من اصل ثمانين مليون دولار تعهدت الدول العربية بتقديمها واستخدم هذا المبلغ لدفع نفقات ورواتب لشهر شباط الماضي. وقال عبد الرازق انه لم يتم تسديد رواتب شهر اذار للموظفين البالغ عددهم 140 الفاً ويبلغ مجموع رواتبهم 118 مليون دولار مشيرا إلى ان الحاجة الماسة إلى السيولة تقترن بمشكلة الديون الطائلة المتوجبة على السلطة الفلسطينية. من جهته قدر رئيس الوزراء اسماعيل هنية حجم هذه الديون ب750 مليون دولار.
اجتماع للجنة الرباعية
وفي أعقاب هذه التطورات اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اقترح عقد اجتماع للجنة الرباعية حول الشرق الاوسط في نيويورك اواخر نيسان الجاري او مطلع ايار المقبل.
وقال بيان للخارجية الروسية ان انان أكد خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت الماضي على الحاجة إلى استراتيجية منظمة يتم التوصل اليها عبر التشاور في اطار اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين.