تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


3000 أردني يُقاتلون في تنظيمات إرهابية

وكالات - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 11-5-2016
لعل صناعة الموت المتمثلة بالإرهاب لا توفر حتى صانعيها فمن يستخدم الإرهاب كسلاح لابد أن يرتد إليه لتغزو أفكار التطرف والتعصب أبناء إمارة شرق نهر الأردن بعدما تماهت مع داعمي الإرهاب وفتحت لهم كل أسباب الدعم والاحتضان بالتعاون مع العدو الصهيوني.

تقارير من داخل الأردن بحسب ما نقله موقع وطن الدبور الإخباري تتحدث عن أعداد من الشباب بالآلاف ممن ينتمون إلى تنظيمات إرهابية حيث يقدر أعداد الأردنيين المُقاتلين داخل تنظيمات مُسلحة في العراق وسورية بثلاثة آلاف أردني، ينخرطون في المواجهات العسكرية الدامية، أما عدد المقتولين من هذه المجموعات الأردنية فيقدر بـ 300 أردني، بصورة شبه موثقة، وذلك بحسب اتصالات الأهالي حتى الآن.‏

تغلغل أفكار التنظيمات المسلحة داخل المجموعات الشبابية في الأردن، يتزامن كذلك مع التحولات المهمة التي تعيشها الحركات التي تسمى «جهادية» في العامين الماضيين، ففي حين كان يتحدّر معظم الجهاديّين السلفيين في البداية من جذور غير أردنية، نجد اليوم عددا متزايدا من القادمين من شرق الأردن، الذين انضمّوا إلى التنظيم، مثل عامر الخلايلة.‏

وتنتشر الجماعات التي تحمل ما يسمى الفكر الجهادي في الأردن بشكل رئيسي في خمس مناطق ومدن أساسية، هي: ضواحي العاصمة عّمان ولا سيما المناطق الشرقية، والمدن ذات الصفة الشعبية مثل الزرقاء، بلد أبي مصعب الزرقاوي، والرصيفة، والسلط، ومعان وإربد، إذ كان ينتمي معظم الذين اعتقلوا على خلفية الانتماء لهذه الجماعات إلى هذه المناطق أو المدن.‏

يعتقد كثير من الخبراء أن أحد الأسباب المرتبطة بتمدد أفكار الجماعات «الجهادية» المُسلحة،هي فحالة الإحباط واليأس والاحتقان الاجتماعي، وانهيار الطبقة الوسطى، ما شكّل بيئة مُناسبة لنمو ولاءات لـ«داعش» بين الشباب الأردني، الذي وجد فيها مساحة للحركة والتعبير عن طموحاته، وسط انسداد كافة السبل للتعبير عنه، في حركات سياسية.‏

إحدى الظواهر التي تزايدت في الآونة الأخيرة، فيما يتعلق بجذب التنظيمات المسلحة لأبناء الطبقة الوسطى، هو قدرة هذه التنظيمات على استقطاب عدد كبير من أبناء النخبة الحاكمة، ممن ارتأوا في هذه التنظيمات الخلاص لحيواتهم، وتنفيذا لشرع الله بحسب اعتقادهم!‏

محمد (23 عاما)، نجل النائب في البرلمان الأردني مازن الضلاعين، المُقرب من نظام الحُكم، والمنتمي إلى عائلة من الطبقة العُليا في الأردن، ساعدته في إكمال دراسة الطب في الخارج، قبل أن يهجرها لينضم إلى «داعش»، وينتهي به الأمر قتيلا في عملية انتحارية، نفذتها خليّة تابعة للتنظيم في الرمادي، شمالي العراق.‏

لم يكُن محمد الحالة الأخيرة لعائلات النخبة الحاكمة في الأردن ممن انضموا إلى تنظيمات إرهابية مُسلحة، إذ أذيع خبرٌ مطلع العام الجاري عن مقتل عُمران، نجل النائب محمد فلاح العبادي، وذلك أثناء قتاله في سورية مع تنظيم جبهة النصرة ذراع القاعدة في سورية، وقد كان يدرس الطب أيضا في أوكرانيا.‏

كما امتدت حالات الاصطفاف وسط النخبة الحاكمة الأردنية إلى عناصر من جهاز الأمن العام الأردني، إذ أقدم الضابط في جهاز الأمن العام الأردني، أنور أبو زيد، على قتل خمسة أشخاص في مركز تدريب للشرطة، اثنان منهم أردنيان، واثنان أمريكيان، وواحد من جنوب أفريقيا، وإصابة ستة آخرين.‏

تباينت الآراء في هذه الواقعة وفي تفسير دوافع الضابط، إذ ذهبت الأغلبية إلى انتماء أبو زيد إلى أحد التنظيمات الإرهابية، فيما رأى آخرون أنه تصرف له دوافع دينية دون ارتباط من الضابط بأي تنظيم، في حين أرجعت الرواية الرسمية على لسان وزير الداخلية الأردني، سلامة حمّاد، الحادثة إلى «عوامل نفسية ومادية».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية