لو كان فقط باستطاعة الكثير من الأميركيين الوصول إلى ما وراء التسليه والترفيه لفهم القوى التي تؤثر عليهم، لكان هناك بعض الأمل لأميركا، مجلة كومبانت تبعث روح الأمل لألمانيا «الشعب الألماني يفهم أن بلاده لا تتمتع بالسيادة، وإنما هي تابعة لواشنطن وإن مستشارتهم تخدم هيمنة واشنطن والمصالح المالية الأميركية، وليس الشعب الألماني».
تبرهن هيلاري كلينتون من خلال حملتها الانتخابية كمرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي على أنها امرأة حاذقة وقوية ، حيث تحاول الهروب من الضرر الذي لحق بها بسب الفضائح الكبرى، التي من شأنها ان تدمر أي سياسي، هيلاري قبلت بالرشاوي الضخمة على شكل أجور لخطاباتها من الشركات والمنظمات المالية، وهي رهن التحقيق بسبب سوء استخدامها للبيانات السرية وعلى جريمة دخل بسببها العديد من المخبرين السجن، هيلاري هي من دفعت نحو قصف ليبيا وتحويلها إلى دولة فاشلة وهي الآن مصدر للجهاديين الإرهابيين والجدل الذي يدور حول دورها في مقتل السفير الأميركي في بنغازي وهي نجت من تلك الاتهامات عندما كانت وزيرة للخارجية وهي التي رتبت تفضيل المصالح الأجنبية مقابل التبرعات «لمؤسسة كلينتون» وبالطبع، هناك قائمة من الفضائح السابقة مثل وايت ووتر، ترافيل فايل غيت وما تضمنه كتاب ديانا جونسون «ملكة الفوضى» وفيه وصفت كلينتون على أنها بائع ومشتر من البنوك الكبرى، المجمع العسكري الأمني واللوبي الإسرائيلي، وهي ستمثل هذه المصالح وليس مصالح الشعب الأميركي أو حلفاء أميركا في أوروبا.
شراء كلينتون من قبل جماعات المصالح أمر معروف للغاية على سبيل المثال، أفادت تقارير الـ CNN أنه بين شباط 2001 وأيار 2015 تلقى كل من بيل وهيلاري كلينتون مبلغ 153 مليون دولار لقاء 279 خطاباً أي بمعدل 210 آلاف دولار للخطاب، وكما أصبح واضحاً بأن هيلاري كلينتون ستظهر وكأنها مرشحة رئاسية عن الحزب الديمقراطي وقد تلقت أموالاً أكثر حيث دفع لها مصرف دويتشه 485 ألف دولار لقاء خطاب واحد ومصرف كولدمان ساكس 675 ألف دولار لقاء ثلاثة خطابات، والبنك الأميركي مورغان ستايلي، USB وفيدلتي انفسستمنتس كل منهم دفع 225 ألف دولار.
وعلى الرغم من رغبة هيلاري الواضحة بتلقي الرشاوى، فإن منافسها بيرني ساندرز لم يفلح في الاستفادة من قضية مجون هيلاري حيث تبنت الصحيفتان الرئيستان مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز الدفاع عنها.
هيلاري هي داعية حرب، وهي من دفعت نظام أوباما إلى تدمير الحكومة المستقرة في ليبيا حيث أدى «الربيع العربي» ودعم السي آي إيه للجماعات الجهادية لحرمان الصين من استثماراتها النفطية في شرق ليبيا، وهي من دفع وشجع بيل كلينتون لقصف يوغسلافيا وهي من دفع نحو تدمير سورية وهي من أشرف على الانقلاب الذي أطاح برئيس هندوراس المنتخب ديمقراطياً، وأحضرت فيكتوريا نولاند وهي من المحافظين الجدد وكانت قد رتبت للانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطياً في أوكرانيا، وهيلاري كلينتون هي من أطلق على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هتلر الجديد» عندما كانت وزيرة للخارجية، وهيلاري كرئيسة ستضمن الحرب والمزيد من الحروب.
لقد خصصت حكومة الولايات المتحدة أصحاب المناصب لاستخدام مواقعهم من أجل مصالحهم الخاصة لكي يصبحوا أثرياء وليس من أجل خدمة المصالح العامة، بيل وهيلاري كلينتون يلخصان استخدام المنصب العام لصالح صاحب المكتب، بالنسبة لحكومة كلينتون يعني استخدام المنصب العام تلقي المكافآت لقاء تقديم المصالح الخاصة، وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن «60 شخصاً على الأقل من شركات اللوبي خلال فترة كلينتون في وزارة الخارجية تبرعوا ما مجموعه 26 مليون دولار لمؤسسة كلينتون» ووفقاً لواشنطن بوست كوم “الجميع قالوا، بأن مؤسسة كلينتون والشركات التابعة لها جمعوا التبرعات والتعهدات من جميع المصادر وأكثر من 1,6 مليار دولار وفقاً للإقرارات الضريبية الخاصة بهم، ووفقاً لرووت ساكشنتيم كوم، فإن عدة ملايين من التبرعات لمؤسسة كلينتون كانت من السعودية ، فيكتور بينشوك من الأوليغارشية الأوكرانية، الكويت إكسون موبايل، أصدقاء السعودية، جيمس مردوخ –قطر،بوينغ، داو ،كولدمان ساكس وول مارت والإمارات العربية المتحدة، ووفقاً للانترناشيونال بيزنيس تايمز«في ظل هيلاري كلينتون، وافقت وزارة الخارجية على 165 مليار دولار كمبيعات للأسلحة التجارية لـ 20 دولة ممن منحت حكوماتها الملايين لمؤسسة كلينتون».
بالفعل نجت هيلاري كلينتون بنفسها ولم تُصاب بأذى بسبب العديد من الفضائح التي من شأنها أن تجعل منها الرئيس الأكثر استهتاراً في التاريخ الأميركي، ومع تسمية كلينتون للرئيس الروسي ب «هتلر الجديد» فإن غطرسة هيلاري وثقتها الزائدة بالنفس من المرجح أن تؤدي لصراع بين الناتو وروسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار القوة التدميرية غير العادية للأسلحة النووية ، هيلاري كرئيس يعني نهاية الحياة على الأرض.