تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معــرض اللوحـة الواحــدة للفنـان ممـدوح قشــلان

ثقافة
الخميس 2-4-2009م
أديب مخزوم

معرض جديد من نوعه في حياتنا الثقافية والفنية تمثل في دعوة الفنان ممدوح قشلان لحضور افتتاح ومشاهدة «معرض اللوحة الواحدة الكبيرة» الذي أقيم في صالة إيبلا وترافق مع عرض مختارات من الدراسات السريعة التي وضعت في الخطوات الأولى لإنجاز اللوحة.

ومن هذا المنطلق يعتبر المعرض من أطرف المعارض الفنية التشكيلية التي تشهدها العاصمة وخلال وجودنا في الصالة كثيراً ما تبسمنا أمام الزوار القادمين لرؤية اللوحة الواحدة الكبيرة.‏

يدور موضوع اللوحة حول الفتلة المولوية وحلقات الدراويش فاللوحة المعروضة في تنويعاتها المتعددة تبدو بمثابة صورة بانورامية ومن أجل ذلك تظهر حركة كل درويش وكأنها لوحة، الشيء الذي يمنح المشاهد المزيد من الاحساس المتتابع بالحركة الدورانية المتواصلة دون توقف أو انقطاع.‏

إنها إضافة مثيرة يقدمها الفنان الرائد ممدوح قشلان في مسار بحثه الفني التشكيلي المتواصل واللوحة تساهم في ترسيخ عوامل البحث عن وسائل تعبيرية جديدة ومغايرة وتفتح باب النقاش الثقافي المرتبط بالتحولات الفنية التي طرأت على معارضنا الفنية وبالتالي فهي تقدم أجوبة عن العديد من الاستفسارات والتساؤلات.‏

وفي هذا المعرض (معرض اللوحة الواحدة) ما يشبه الصورة المختصرة التي يمكن أن تعطي المشاهد فكرة عن الأسلوب الشخصي الذي يتبعه قشلان في إنجاز لوحاته منذ أكثر من نصف قرن والذي يرتكز من الناحية التشكيلية على طريقة تقطيع اللوحة إلى ما يشبه المربعات والمثلثات والمكعبات وأيضاً من خلال طريقته الخاصة في وضع لمسات اللون وتحديد الانكسارات الضوئية وهكذا تتحول العناصر المرسومة إلى مساحات هندسية صغيرة تدل على تكوين معماري في التعامل مع الموضوع المطروح.‏

فالشكل الإنساني في هذه اللوحة، تحول إلى مجموعة من التكوينات الهندسية التي تكسر سكونية المشهد الواقعي وتحرك عناصره وبالتالي تزيد من حوارية حركة التعبير بين الأشخاص في اللوحة فالدراويش يبدون هنا وكأنهم يتحركون أمام العين رغم أنه لا يعمل على إظهار التفاصيل الطبيعية كما هي في الواقع بل يتخطاها ليبقى في حيز اللغة التشكيلية الخاصة والحديثة.‏

يحافظ الشكل الإنساني إذاً على رصانته وأهميته كأساس في اللوحة ويؤكد ابتعاده عن معطيات الصياغة التسجيلية الخطابية أو المباشرة حيث يستخدم الألوان بطريقة مغايرة ويصل إلى الصياغة الفنية الحديثة المركبة من أكثر من طبقة من المادة الزيتية مع المحافظة على إضاءة واضحة في صياغة المساحات والعناصر.‏

ثمة منظور تكويني وتلويني خاص إذاً يرى من خلاله مشهد الفتلة المولوية والذي يشكل عمق المنحى الاسلوبي لديه ويعيد من خلاله تنظيم المشهد في خطوات البحث عن مكامنه أو عن علاقة تشكيلية وجمالية خاصة بالفنان نفسه حيث يؤسس كل خطوة من خطوات إنجاز اللوحة على أرضية متينة تحمل معها خبرة عمر من البحث الفني الذي يمارسه باللون والتأليف التشكيلي الحديث.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية