وفشلها في النيل من إرادة اليمنيين وإخضاعهم لمشيئتها رغم استهدافهم بكل ما تيسر لها من أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة.
ربما الانجاز الوحيد الذي يمكن أن يتباهى به إعلام مسيلمة السعودي هو تمكين تنظيم القاعدة الإرهابي من السيطرة على أجزاء واسعة من اليمن وخاصة مدينة عدن العاصمة الاقتصادية ورفع راياته السوداء فيها، بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية منها نتيجة الغارات الجوية المكثفة والقصف البحري المتواصل، وكأنه يراد لليمن أن يتحول إلى صومال آخر أو ليبيا أخرى، وهو نفس السيناريو المعتمد في كل من سورية والعراق من قبل محور التآمر والعدوان العربي والدولي.
ولكي نكون منصفين أكثر ونعطي لكل ذي حقّ حقّه، فقد تمكن العدوان السعودي من قتل آلاف المدنيين الأبرياء، وجرح عشرات الآلاف دون أن يبقي لهم مستشفيات صالحة للعلاج، وتدمير المدن والقرى والمنشآت وتهجير الملايين من سكانها دون السماح لهم بإنشاء مخيمات أو الحصول على مساعدات إنسانية أو طبية، في حين يعاني بقية الشعب اليمني ويلات الخوف والجوع والحرمان باعتراف مؤسسات الأمم المتحدة المتواطئة مع العدوان والساكتة على جرائمه.
لكن ليس هذا كل المشهد، فثمة إخفاقات عسكرية لدول العدوان في الميدان وخسائر مادية وبشرية بالجملة، فما زال الجيش اليمني ومن يسانده يملك زمام المبادرة في العديد من مناطق المواجهة بما فيها معسكرات ومواقع المعتدين داخل الأراضي السعودية، ولن تستطيع دول العدوان أن تخفي خسائرها طويلا وإن استعانت عليها حالياً بالكذب والكتمان..؟!
غير أن الأكثر إيلاما في المحنة اليمنية هو تجاهل المجتمع الدولي لها واحتضانه ودعمه لمملكة النفط والإرهاب التي تحولت بفعل الممالأة الدولية المقززة إلى كيان عدواني إجرامي متعجرف ينحدر في سلوكه إلى درك الكيان الصهيوني إن لم يتفوق عليه..؟!