لافروف وفي كلمة له أمس أمام المنتدى الشبابي الروسي في مقاطعة فلاديمير قال: إن منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولتا إلى بؤرة للإرهاب والتطرف العنيف ، وتجتاح أوروبا الآن بسبب السياسات الغربية موجات كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين، مشددا على أن الإرهاب والمهاجرين غير الشرعيين نتجا عقب تعنت الغرب في محاولته الحفاظ على هيمنته على الشؤون الدولية من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة.
ولفت إلى أن الدول الغربية وخاصة حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة قامت منذ عام 1999 بسحق جميع المبادئ لمعاهدة هلسنكي حين قام أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا جماعياً بشن غارات على دولة عضو في المنظمة هي يوغوسلافيا في خرق لجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة .
وأشار لافروف إلى أن روسيا تواصل دعوة الغرب إلى عدم استخدام الإرهاب في تحقيق أهدافه لأن هذا غير أخلاقي ، مذكرا بقصف العراق واحتلاله لاحقا ومن ثم ضرب ليبيا ، موضحاً أنهم يحاولون فعل الشيء نفسه في سورية ما أسفر عن ظهور تنظيم داعشالإرهابي على الأراضي العراقية والسورية.
وقال لافروف: إن تنظيم /داعش/ أعلن الآن أن هدفه لا يقتصر على سورية والعراق حتى انه يطبع خرائط تشمل مساحات تبدأ من البرتغال حتى باكستان ويهدد بالسيطرة على مكة والمدينة وهذا يقنعنا بشيء واحد فقط وهو ضرورة مكافحة الإرهاب دون معايير مزدوجة ودون استخدام الإرهابيين لأهداف شخصية فهذا أولا أمر غير أخلاقي وثانيا لا يمكن التحكم به.
وأكد لافروف رفض روسيا القاطع لما يتم طرحه بخصوص تقسيم العراق وأضاف أن روسيا لن تتخذ أبدا موقفا صرح عنه منذ فترة دون أي خجل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال بصراحة إنه يجب تقسيم العراق إلى أجزاء، مشددا على أن العراقيين بجميع أطيافهم يجب أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم.
ولفت لافروف إلى أن حقبة الهيمنة الغربية على الاقتصاد والسياسة في طور الانتهاء وقال: إننا نراقب محاولات الغرب الحفاظ على الهيمنة بطريقة مصطنعة بما في ذلك من خلال الضغط على دول أخرى واستخدام العقوبات وحتى استخدام القوة العسكرية في خرق للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وهذا يزيد الفوضى في العلاقات الدولية.
وأوضح الوزير الروسي أن حديث البعض عن إصابة مجلس الأمن الدولي بالشلل أمر غير صحيح ، معتبرا أن محاولات العمل من طرف واحد على الساحة الدولية تزداد وهي تظهر وكأن مجلس الأمن مشلول ولكن هذا ليس صحيحا.
وشدد وزير الخارجية الروسي على استعداد روسيا للعمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دون أن تتخلى عن مصالحها وهويتها وقال : إننا جاهزون لحوار بناء وكامل مع شركائنا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولكننا لن نتخلى عن السياسة الداخلية والخارجية المستقلة.
وذكر لافروف بكلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي صرح بأن روسيا لا تتاجر بالسيادة ، مشيرا إلى أن العلاقات في العالم المعاصر يجب أن تبنى على أساس الحوار والأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة وهي المبادئ التي لو عمل بها الغرب لما كانت هناك مجابهة بشأن زحف الناتو إلى الحدود الروسية ولا كانت هناك أزمة في أوكرانيا.